بغداد - العراق اليوم
وقعت 3 جهات في دائرة الاشتباه بقصف معسكر تابع للحشد الشعبي بطائرة مسيرة في شمال بغداد الجمعة الماضية، من بينها إسرائيل.
وينتظر أن تكشف الحكومة عن ملابسات الحادث بعد أن أعلن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي تشكيل لجنة تحقيقيه بهذا الخصوص. وتحيط بالحادث معلومات متضاربة عن عدد الضحايا وهوياتهم وآلية التنفيذ ونوع السلاح المستخدم الذي كان محمولا بالطائرة المسيرة.
ووفق الرواية الرسمية، التي جاءت في بيان لخلية الإعلام الأمني التابعة للحكومة، أن معسكر الشهداء في منطقة آمرلي، شمال شرق محافظة صلاح الدين، تعرض لقصف بـ"رمانة ألقتها طائرة مسيرة مجهولة، ما أدى إلى جرح اثنين". وأوضحت الخلية، في بيان، أن المعسكر تابع إلى "اللواء 16 في الحشد الشعبي"، وقد تعرض لهجومين فجر الجمعة، الأول في تمام الساعة 1:50، والثاني في تمام الساعة 2:20. لكن مصادر محلية في صلاح الدين قالت لـ(المدى) أن الهجوم استهدف موقع لـ "مستشارين إيرانيين" في داخل المعسكر. بالمقابل قالت تسريبات أن الهجوم كان موجها ضد مخزن للأسلحة في داخل المعسكر يضم "صواريخ بالستية" نقلتها إيران إلى العراق.
هوية المنفذين
ولم تعلق طهران حتى الآن على الحادث، في وقت نفت فيه وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أي علاقة له بالقصف.
وقالت البنتاغون إن "القوات الأميركية غير متورطة في هذا الحادث"، مضيفاً أن الإدارة الأميركية تمتلك معلومات في شأن "هجوم محتمل على وحدة تابعة للحشد... لكن ليس لدينا أي معلومات أخرى حول هذا الموضوع".
بالمقابل يبدو محمد البياتي، وهو قيادي تركماني في الحشد الشعبي متأكدا من أن القوات الأميركية هي المسؤولة عن الحادث. وقال البياتي في اتصال مع (المدى) أن "الهجوم قد سبقته طلعات جوية بطائرات مسيرة.. هذه إمكانيات دولة مثل أمريكا وليس طرفا آخر"، مستبعدا مسؤولية "داعش" عن الهجوم بسبب تراجع قدراته في العامين الماضيين. وكان خبير عسكري إسرائيلي ومؤلف متخصص في شؤون مكافحة الإرهاب، قال إن الهجوم استهدف كتائب حزب الله- احد فصائل الحشد الشعبي- بواسطة طائرات أف-35 اسرئيلية. وأضاف الخبير الإسرائيلي باباك تيجيفي في تغريدة على تويتر: "بعد 38 عاماً يشن الطيران الإسرائيلي ضربات في العراق، فقد قامت طائرة إسرائيلية من طراز أف-35 بضرب معسكر كتائب حزب الله في صلاح الدين وقتلت 6 من الحرس الثوري الإيراني والكتائب ودمرت صواريخهم البالستية من نوع فاتح".
وكانت الطائرات الإسرائيلية دمرت المفاعل النووي العراقي في العام 1981. وتأتي تلك الإحداث مع فرض وزارة الخزانة الأميركية يوم الخميس الماضي عقوبات على أربعة عراقيين بتهمة "انتهاك حقوق الإنسان، والشروع بممارسات تنطوي على فساد"، بينهم اثنين من قياديي الحشد الشعبي. وهؤلاء الأربعة هم وعد قدو، المعروف بـ"أبو جعفر الشبكي"، يشغل آمراً لـ "اللواء 30 " في الحشد الشعبي أو ما يعرف بـ"لواء الشبك"، والثاني ريان الكلداني، قائد كتائب بابليون (قوة من المسيحيين الكلدان تعمل ضمن صفوف الحشد وقريبة من منظمة بدر). أما الاثنين الآخرين فهما النائب ومحافظ صلاح الدين السابق احمد الجبوري "أبو مازن" ومحافظ نينوى الهارب نوفل العاكوب.
وبحسب مطلعين، أن واشنطن تستعد لإعلان أسماء جديدة، من بينهم محافظ آخر ونائبين ومسؤولين في وزارات وقياديين في الحشد الشعبي.
معلومات متضاربة
وكان مسؤولون اميركان اتهموا الشهر الماضي كتائب حزب الله، باستهداف أنابيب النفط السعودي بطائرات مسيرة انطلقت من جنوب بغداد، وهو ما اعتبرته بعض القراءات ردا على تلك الهجمات. لكن محمد البياتي، وهو قائد محور الشمال ضمن منظمة بدر، إحدى اكبر فصائل الحشد، قال إن جرحى الهجوم هم من الحشد التركماني.
وكانت المعلومات متضاربة عن عدد وهوية الضحايا، حيث قالت بعض الإنباء أن الجرحى هما اثنين من المستشارين الإيرانيين والقتيل من الحشد العشائري. وأكد مهدي تقي، وهو عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان في حديث لـ(المدى) إن المعسكر المستهدف يضم عناصر من الحشدين الشعبي والعشائري، لكنه لم يذكر هوية المصابين. وبحسب معلومات أولية يقول تقي، وهو نائب عن صلاح الدين إن الطائرة المسيرة كانت تحمل "صاروخا موجها" وليس "رمانة" كما جاء في بيان خلية الإعلام.
وقال إن الطائرة متطورة وقامت بتفجير نفسها بعد إطلاق الصاروخ. بقية آثار الحطام ما زالت موجودة ويتم التحقيق بها من قبل قيادة العمليات المشتركة والدفاع الجوي والحشد الشعبي.
ووفق المعلومات الأولية، يقول النائب أن الطائرة التي قصفت المعسكر "جاءت من شمال آمرلي"، وهي مناطق خالية من السكان ويعتقد وجود نشاط لداعش فيها، لكن تقي لم يتهم التنظيم بشكل دقيق
قد يهمك ايضا
طائرة مُسيَّرة مجهولة تخترق الأجواء العراقية وتُصيب 5 أشخاص
محاولة إيهود باراك السخرية من رئيس الوزراء الإسرائيلي تُكلِّفه بطاقته الائتمانية