زعيم حزب العمل البريطاني جيرمي كوربين

أعلن حزب العمال البريطاني عن استعداده لدعم استفتاء ثانٍ على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعد أن أكد زعيمه جيرمي كوربين أنه مستعد للالتزام بتحول سياسي كبير إذا صوّت أعضاء الحزب لصالحه، وفي عشية انعقاد المؤتمر السنوي لحزب العمال، قال كوربين إنه "ملزم بديمقراطية الحزب" وسيلتزم بـ "ما يخرج من المؤتمر"، رغم أنه أصر على أنه يفضل إجراء انتخابات عامة بدلا من الاستفتاء.

حزب العمال يؤيد الاستفتاء

وتمهد تعليقاته الطريق أمام حدوث تغيير كبير في سياسة حزب العمال البريطاني بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث اعتقد المندوبون المشاركون في مؤتمر هذا العام في ليفربول أن العمال يؤيدون بشكل ساحق ما يسمى بـ "تصويت الشعب" على الصفقة النهائية. وحتى الآن، أصر فريق كوربين على أنهم يحترمون نتيجة الاستفتاء، وقد قاوموا الدعوات إلى أن يصبح حزب العمال حزبا مناهضا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك، فقد تعرضوا في الأشهر الأخيرة لضغوط متزايدة من جانب الأعضاء وظلوا يدعمون أعضاء مجلس النواب، الذين ألقوا بثقلهم وراء تصويت الشعب.

ومع استطلاعات الرأي الجديدة يظهر أن ما يصل إلى 9 من بين 10 أعضاء في حزب العمل يؤيدون استفتاء ثان، وقد قال كوربين مساء السبت إنه "انتخب لتمكين أعضاء الحزب". وقال لصحيفة ديلي ميرور "إذا اتخذ المؤتمر قرارًا، فلن أخرج عنه، وسأعمل وفقا لذلك، ما يخرج من المؤتمر سألتزم به، لكني لا أدعو لإجراء استفتاء ثان. آمل أن نتفق على أن أفضل طريقة لحل هذا هي الانتخابات العامة".

تيريزا ماي تنتقد موقف العمال

ويأتي ذلك بعد يومين فقط من حثّ رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، زعيم حزب العمال على توضيح موقفه بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وسط مخاوف من أن أي تحول في العمال سيعرض أي اتفاق يتم التوصل إليه مع بروكسل للخطر ويمنع المملكة المتحدة من مغادرة الاتحاد الأوروبي. وحذّرت رئيس الوزراء من أن "الدعوة إلى استفتاء ثانٍ وتمديد المادة 50" من شأنه أن يعيد البلاد إلى "المربع الأول"، مضيفة أن "العديد من العاملين في حزب العمال والديمقراطيين الليبراليين والسياسة الوطنية يحاولون منع خروج بريطانيا من الاتحاد في كل خطوة".

وردد براندون لويس، رئيس حزب المحافظين، تعليقاتها وقال "إن التظاهر الأخير بأن حزب العمال يحترم دائما القرار الديمقراطي للشعب البريطاني يختفي بسرعة". وفي الوقت الجاري، تعد سياسة حزب العمال هي قبول نتيجة الاستفتاء والتأكد من أن اتفاق خروج بريطانيا من التحاد الأوروبي النهائي يفي بإجراء اختباراته الستة، والتي تتضمن ضمان نفس الفوائد للسوق الواحد والاتحاد الجمركي كما تتمتع به المملكة المتحدة حاليا. وفي الوقت الذي سارع عدد من النواب البرلمانيين المدعومين إلى الثناء على السيد كوربين، كان آخرون أكثر تشككا. وأشاروا إلى أنه من أجل إحداث تغيير في سياسة العمل، سيحتاج مندوبو المؤتمر إلى إجراء تصويت واضح على ما إذا كانوا يدعمون الاستفتاء الثاني.

كوربين يوضح موقفه

والاقتراح الوحيد المطروح على الطاولة هو الاقتراح المركب، والذي يخشى البعض أن يمنع المندوبين من التعبير عن تفويض واضح. ولكن يوم الأحد أصر كوربين على أن يكون لدى المندوبين "تصويت واضح" على استفتاء ثانٍ، وأخبر كوربين، أندرو مار مراسل، بي بي سي "دعونا نرى ما يخرج من المؤتمر ومن الواضح أنني ملتزم بديمقراطية حزبنا". وردا على سؤال حول ما إذا كان حزب العمال سيصوت لصالح اتفاق خروج بريطانيا النهائي الذي تم التوصل إليه مع بروكسل، قال السيد كوربين إن الحزب لو لم يفي بالاختبارات الستة و سيطلب من السيدة ماي "العودة مباشرة إلى طاولة المفاوضات".

وفي معرض حديثه عن إهانة رئيسة الوزراء في سالزبورغ في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال زعيم حزب العمال إنه يجب عليه إبلاغ البرلمان وشرح كيف تنوي حكومتها الخروج من المأزق، مضيفا "سنتحدى الحكومة بشأن الحاجة إلى إقامة علاقة تجارية مع أوروبا تحمي حرية الحركة على الحدود الأيرلندية، واتحاد جمركي مع أوروبا، وكذلك حماية جميع الظروف التي تعتبر مهمة للغاية، مثل حقوق العمال وحماية البيئة".

"العمال" يستعد لتولي الحكومة

وأعلن كل من السيد كوربين وجون ماكدونيل، مستشار حكومة الظل، مرارًا وتكرارًا أنهما يفضلان التحريض على إجراء انتخابات عامة حتى يتسنى لهما تأمين مفاتيح رئاسة داونينغ ستريت والسيطرة على مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وفي يوم السبت، كشف ماكدونيل أن وزراء الظل يقومون بإجراء "تمارين لتدريبات الحكومة" وأن الحزب كان يعد خطابا للملكة في حال الفوز في الانتخابات المفاجئة.  وأضاف أن حزب العمال أراد المضي قدما في الخروج من الاتحاد الأوروبي، لأنه سيضمن شروطا أفضل من حكومة ماي.