خرجت تظاهرات طلابية وجماهيرية مهيبة في بغداد وعموم المحافظات، ونظمت وقفات حداد على أرواح ضحايا الإحتجاجات، فيما قطعت العديد من الطرق والتقاطعات المهمة في العاصمة من قبل المتظاهرين.

والتحق طلبة جامعتي تكريت والموصل بزملائهم من الجامعات في بغداد وميسان والبصرة، منظمين وقفات حداد على ضحايا الاحتجاجات، حيث خرجوا بمسيرات راجلة متوشحين بالسواد، مرددين شعارات غاضبة تُطالب بمحاسبة قتلة المحتجين.

كما نظمت إدارات المدارس في بغداد ومحافظات الجنوب، وبعض المحافظات الشمالية، وقفات احتجاجية مشابهة للتنديد بالعنف المفرط الذي تسبب بسقوط عشرات الشهداء من المتظاهرين في ذي قار والنجف ومدن أخرى.

ويؤكد المتظاهرون إصرارهم على مواصلة الاحتجاجات التي تدعو إلى اصلاح النظام وتعديل الدستور، وتغيير الطبقة السياسية الحاكمة المستمرة بالحكم منذ 16 عاماً، والمتهمة بالفساد، وهدر ثروات البلاد.. لكن تصاعد العنف خلال الأيام القليلة الماضية، الذي خلف نحو 70 شهيدا في الناصرية والنجف وبغداد، دفع جماهير غفيرة إلى الخروج في غالبية المحافظات تضامناً من المحتجين.

وفي الموصل، خرج مئات الطلاب، صباح أمس، يرتدون ملابس سوداء في تظاهرة حداد داخل حرم جامعة الموصل، مؤكدين أن هذا أقل شيء ممكن تقديمه من الموصل لشهداء ذي قار والنجف، ويطالبون بحقوق أساسية، كان يجب على الحكومة أن تستجيب لها منذ البداية.

وأكد أهالي الموصل مؤازرتهم ومساندتهم لأهالي الجنوب، موضحين أن الدمار والآلم الذي تعاني منه محافظتهم المنكوبة بسبب الإرهاب لن يثنيهم عن ممارسة دورهم الوطني في هذه الظروف الاستثنائية.

وفي محافظة صلاح الدين، أعلنت حكومتها المحلية الحداد لمدة ثلاثة أيام على أرواح ضحايا الجنوب.

وعلى الصعيد نفسه، أعلنت 8 محافظات جنوبية، الحداد، وتوقف العمل في الدوائر الحكومية، أمس الأحد.

واستشهد أكثر من 20 متظاهراً في مدينة النجف، وأكثر من 40 من المحتجين في مدينة الناصرية، وثلاثة آخرين في بغداد، خلال الأيام القليلة الماضية، وفقاً لمصادر طبية وأمنية.

وشهدت مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، التي ينحدر منها رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، هدوءا خيم عليه الحزن بعد ثلاثة أيام متتالية من العنف، فيما تسلم رجال عشائر المحافظة زمام الأمور فيها، وانتشروا في مداخلها ومخارجها للحفاظ على أمنها، ومنع حصول أي خرق.


وتأتي هذه التطورات غداة إعلان رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، إستقالته بعيد دعوة المرجع الديني الأعلى آية الله، السيد علي السيستاني، مجلس النواب إلى سحب الثقة من الحكومة بسبب التطورات الاخيرة، وذلك بعد شهرين من اندلاع الحركة الاحتجاجية.

وفي رد فعل سريع، أعربت كتل سياسية تأييدها لسحب الثقة عن الحكومة، حيث عقد البرلمان جلسة طارئة تمت فيها الموافقة على استقالة الحكومة.

قد يهمك ايضا 

صور شهداء ذي قار تزين باحة مجلس النواب العراقي

 الساعدي يؤكد أن استقالة عبد المهدي لا تعفيه وحكومته من المساءلة