معارك عنيفة في مدينة بنغازي

سقط حوالي 8 قتلى بينهم 6 من المدنيين، وأكثر من 20 جريحًا جراء المواجهات المسلحة العنيفة التي تشهدها مدينة بنغازي الليبية منذ ثلاثة أيام بين عناصر مسلحة قبلية. كما قتل مدني وأصيب آخر جراء إطلاق أعيرة نارية عشوائية في منطقة السلماني في المدينة.وقالت مسؤولة مكتب الإعلام في مستشفى الجلاء للجراحة والحوادث فاديا البرغثي مساء الأحد، إن المستشفى تسلم جثمان المواطن عادل عبدالكريم سالم (44 عامًا) إثر إصابته بشكل مباشر بطلق ناري في القلب أودى بحياته، بينما استقبل المواطن أسامة حسن الطيب الهويدي (39 عامًا) إثر إصابتة بطلق ناري في الكتف الأيسر.

وأوضحت البرغثي أن الحادثتين منفصلتان حيث جرى نقل كل منهما على حدة في توقيت مختلف، مشيرة إلى أن الهويدي لا يزال يتلقى الخدمات الصحية والرعاية اللازمة في مستشفى الجلاء للجراحة والحوادث.
وأفادت مصادر محلية من مدينة الزاوية غرب ليبيا بتأزم الوضع الأمني واتساع رقعة المواجهات بين المجموعات المسلحة بالأسلحة الثقيلة، رغم الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في المدينة. وقالت المصادر إن "المواجهات المسلحة ازدادت وتيرتها وسط المدينة، بالشوارع الرئيسية منها شارع عمر المختار والقرضابية والضمان والميدان وعقبة بن نافع"، مؤكدة أنها مناطق مكتظة بالسكان.

وأوضحت المصادر أن الهلال الأحمر الليبي فرع الزاوية قام بعمليات إخلاء للسكان المدنيين العالقين في تلك المناطق جراء المواجهات المسلحة.  وقال مسؤول قسم الطوارئ في جمعية الهلال الأحمر مهند كريمه إنهم استطاعوا إجلاء عشرات العائلات العالقة في مناطق الاشتباكات في حي المثلث وحي الوحدة، مؤكدًا التنسيق مع الأطراف لإخراج المزيد من العالقين، وفقًا لوكالة الأنباء الليبية.
وأكد عضو مجلس النواب عن مدينة الزاوية محمد الفيتوري محمد الحنيش، أن "اجتماعات مكثفة ومتواصلة على مدار الـ 24 ساعة الماضية، عقدها الحكماء والأعيان من المدن والمناطق المجاورة في محاولة للوصول إلى وقف لإطلاق النار".

كما أعلن عضو مجلس النواب عن مدينة الزاوية عمارة علي حسن شنبارو، عن سقوط حوالي 8 قتلى، بينهم 6 من المدنيين، وأكثر من 20 جريحا جراء المواجهات المسلحة التي تشهدها المدينة، مشيرا إلى أن أغلب الجرحى من المدنيين. وقال شنبارو، في تصريح صحفي، إن "الضحايا المدنيين أصيبوا بالأعيرة النارية العشوائية وبشظايا القذائف التي يتبادلها الطرفان".

وأوضح أن المساعي لا تزال تبذل لوقف إطلاق النار، لكن تعنت المجموعات المسلحة حال دون ذلك حتى هذه اللحظة.
وقالت مصادر مطلعة في مدينة زوارة، اليوم الاثنين، إن الاشتباكات المسلحة بين مليشيات الحنيش والذوادي في مدينة الزاوية لم تتوقف وإن كل المحاور تشتعل بالتوازي مع جهود يقودها بعض وجهاء قبائل المصالحة في محاولة لحقن الدماء ووقف الاقتتال.

وأكد أحد سكان زوارة، أن وفودا وصلت الزاوية مساء الأحد من مدن يفرن والقلعة وكاباو وجادو والصيعان وككلة وأحد الأعيان من مصراتة للتهدئة والنظر في شروط وقف إطلاق النار بين الطرفين. وبين أن الحرب اشتد رحاها ولا أمل في توقفها إلا بانتصار طرف على الآخر خاصة مع وضع شرط من جانب الخضراوي وأولاد صقر تسليم إبراهيم الحنيش إلى جهة محايدة.

ووسط فوضى الزاوية  تسلل عناصر من تنظيم "داعش" ورفعوا راياتهم السوداء وسط المدينة، وأكدت مصادر أمنية أن مدن الغرب الليبي مهددة بتسلل عناصر من "داعش" بعد انهيار جبهاتهم داخل "سرت" ولعدم قدرتهم التوجه شرقا خوفا من قصف طيران الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

ودان مجلس النواب الليبي، الأحد، استمرار الاشتباكات المسلحة في مدينة الزاوية غرب البلاد، داعيًا أطراف النزاع إلى التهدئة ووقف الأعمال العدائية. وقال المجلس في بيان إنه يتابع باهتمام وببالغ القلق والأسى الأحداث المؤلمة التي تمر بها مدينة الزاوية من أعمال الحرب والقتال بين الميليشيات المسلحة، وسط شوارع المدينة وبين المدنيين من أهلنا.

ودعا مجلس النواب في بيانه جميع الأطراف إلى التهدئة والاحتكام إلى لغة العقل وإفساح المجال أمام الحكماء والعقلاء من أعيان ومشائخ المدينة؛ لحللة جميع الخلافات دون استخدام السلاح وسيلة لحلها والذي لن نجني منه إلا الخراب والدمار وسفك الدماء.

وناشد رئيس مجلس النواب عقيلة صالح من جهته، كافة الشباب المنتمين لهذه المجموعات المسلحة إلى أن يمتثلوا لشرعية الدولة، وأن ينضموا للمؤسسة العسكرية وفقًا للإجراءات القانونية والإدارية بالقوات المسلحة.

كما دعا حكماء مدينة الزاوية أهالي وأعياء مدينة جنزور لفتح الطريق الساحلي؛ من أجل إسعاف جرحى الاشتباكات الجارية في المنطقة. ونقلت إدارة التواصل والإعلام برئاسة مجلس الوزراء، عن عضو مجلس الحكماء والأعيان في الزاوية جمال بحر، أن مساعي تبذل من قبل أعيان من مدينة ككلة، ومدن الصيعان للتواصل مع مدينة جنزور لفتح الطريق الساحلي المؤدي لمدينة طرابلس لأسباب إنسانية. وأكد بحر أن لجنة الحكماء تبذل جهودًا كبيرة لاحتواء الأزمة في المدينة.

واستنكر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني جريمة رمي عشر جثث مجهولة الهوية بمكب للقمامة في شارع الزيت بمنطقة شنبة في مدينة بنغازي. وقال المجلس في بيان أصدره ليل الأحد إن "المجلس يدين الجريمة البشعة والعمل المروع والجبان الذي أستهدف مواطنين ليبيين جرى تعذيبهم وتصفيتهم وإلقاء جثثهم في مكبات القمامة اليومين الماضيين بمنطقة شبنة في بنغازي". وعاهد المجلس أهالي الضحايا بأن هذه الأعمال كافة لن تمر دزون عقاب رادع وقصاص مستحق طال الزمان أم قصر.

وعثرت مجموعة الدوريات والقبض، وقوات التحريات التابعة لإدارة الشرطة والسجون العسكرية في بنغازي مساء الجمعة الماضية علي عشر جثث مجهولة الهوية بمكب في شارع الزيت بمنطقة شنبة في بنغازي.

وفي سرت وجهت قوات "البنيان المرصوص"، النداء الأخير لمقاتلي “داعش” للاستسلام، قبل اقتحام حي الجيزة البحرية في المدينة. واستخدمت القوات مكبّرات الصوت، داعية مقاتلي "داعش" والسكان، للخروج من الحي بعد انتهاء مهلة الشهر ونصف الشهر، وسط مخاوف من إجبار العائلات من قبل "داعش" ليكونوا دروعاً بشرية.

واشار مصدر في قوات "البنيان المرصوص" الى خطر آخر تتوجس منه القوات الموالية لحكومة الوفاق، يتمثل في السيارات المفخخة والقنّاصة، بينما أصبحت مباني الجيزة، آخر معقل لمقاتلي التنظيم المتطرف بعد استعادة حي 600 مسكن.