بغداد - العراق اليوم
تعهد العراق بوضع حد للهجمات التي تستهدف البعثات الدبلوماسية وفرض سيادة القانون وحصر السلاح بيد الدولة، داعياً الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في قرار الانسحاب من بغداد، ومؤكداً رفضه أن يكون ساحة لتصفية حسابات الآخرين، يأتي ذلك فيما أعرب سفراء 25 دولة عربية وغربية عن دعمهم لفرض مزيد من الإجراءات لتعزيز الأمن في بغداد، معربين عن قلقهم من ارتفاع أعداد وتطور الهجمات ضد المؤسسات الدبلوماسية.وأعرب سفراء 25 دولة عربية وغربية، أمس، عن قلقهم من ارتفاع أعداد وتطور الهجمات ضد المؤسسات الدبلوماسية في العراق، بالتزامن مع أنباء تحدثت عن عزم هذه الدول إغلاق بعثاتها العاملة في بغداد كإجراء احترازي.
وقال بيان مشترك لهذه الدول نشر على صفحة السفارة الأميركية في بغداد على فيسبوك إنه «تبين أن هذه الحوادث، والتي شملت هجمات صاروخية وعبوات ناسفة، لا تعرض فقط السفارات الأجنبية الى المخاطر، بل العراقيين أيضاً». وأضاف البيان أن «الدليل على ذلك، الحادث المأساوي الذي ذهبت ضحيته عائلة بالقرب من مطار بغداد الدولي عقب الهجوم الصاروخي يوم الاثنين الماضي». ورحب البيان بالإجراءات التي اتخذها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وحكومته لمعالجة هذه المخاوف، بما في ذلك التحقيقات والعمليات الأمنية وتعزيز أمن المطار. وأعربت الدول الموقعة على البيان عن دعمها لمزيد من الإجراءات لتعزيز الأمن في بغداد، بما في ذلك من خلال دعم وتعزيز القوات الموجودة في المنطقة الخضراء.
وصدر البيان بعد لقاء جمع رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي بالسفراء والقائمين بالأعمال لدول الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا وكرواتيا ومصر والاتحاد الأوروبي وفنلندا وألمانيا واليونان وإيطاليا واليابان والأردن والبحرين والسعودية والكويت وهولندا والنرويج وبولندا وكوريا وصربيا وإسبانيا والسويد وتركيا واليمن.وقال بيان لمكتب الكاظمي عقب اللقاء إن العراق تعهد بوضع حد للهجمات التي تستهدف البعثات الدبلوماسية وفرض سيادة القانون وحصر السلاح بيد الدولة.
وأضاف البيان أن «مرتكبي الاعتداءات على أمن البعثات الدبلوماسية يسعون إلى زعزعة استقرار العراق، وتخريب علاقاته الإقليمية والدولية». وأشار الى أن «هذه الهجمات لا تستهدف البعثات الدولية فقط، وإنما طالت الأبرياء من المواطنين، بما فيما ذلك الأطفال».وكان هجوم بصاروخ كاتيوشا استهدف منزلاً سكنياً في منطقة «الرضوانية» غرب بغداد الإثنين، ما أسفر عن مقتل 6 مدنيين، جميعهم من النساء والأطفال.ويعتقد مسؤولون أمنيون عراقيون أن الصاروخ كان موجهاً إلى مطار بغداد القريب، وهو هدف متكرر لمثل هذه الهجمات، حيث تحافظ القوات الأميركية على وجود هناك.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن الميليشيات المتحالفة مع إيران هي المسؤولة عن هذا الهجوم وهجمات أخرى استهدفت الأميركيين بشكل شبه يومي في الأسابيع الأخيرة.بدوره، دعا وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أمس، الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في قرار الانسحاب من بغداد، واصفاً إياه بـ«الخطير». وقال حسين في مؤتمر صحافي عقده ببغداد إن «الحكومة العراقية غير سعيدة باتخاذ القرار المبدئي من الإدارة الأميركية الانسحاب من بغداد»، مضيفاً أن «المباحثات مع الأميركيين والاطلاع على القرار المبدئي حول انسحابهم من العراق دفعنا للتحرك».
وتابع الوزير العراقي: «أبلغنا الإيرانيين أن العمليات ضد المنطقة الخضراء ستؤدي إلى فوضى السلاح ومشاكل أمنية». وأشار إلى اعتقال بعض الأشخاص المرتبطين بالهجمات في العراق، مؤكداً أن «الحكومة اتخذت إجراءات لحماية البعثات الدبلوماسية».
وفي السياق، أكد الرئيس العراقي برهم صالح أمس، رفض بلاده أن تكون الأراضي العراقية ساحة لتصفية حسابات الآخرين، مشيراً إلى أن حكومة بلاده تعمل على ترسيخ دولة مقتدرة ذات سيادة وحصر السلاح بيد الدولة. وشدد الرئيس صالح خلال استقباله وزير الدفاع الإيطالي لورينزو جويريني والوفد المرافق له، على منع الأعمال الخارجة على القانون وحماية البعثات الدبلوماسية. وقال إن «العراق يسعى إلى تعزيز أواصر العلاقات الثنائية مع إيطاليا في المجالات كافة والعمل معاً في مواجهة التحديات المختلفة التي تواجه المنطقة والعالم، وفي مقدمتها الإرهاب، وتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي وتبادل الخبرات في هذا الصدد.وأشاد الرئيس العراقي بدور القوات الإيطالية ضمن التحالف الدولي وحلف الناتو، المساندين للقوات المسلحة العراقية ومساهمتها في العديد من المشاريع الانسانية والخدمية.وأكد الرئيس العراقي أهمية تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، لاسيما في مجال تجهيز وتدريب القوات الأمنية بمختلف تشكيلاتها وتطوير قدراتها القتالية.
وأشار إلى أن «العراق وبدعم من التحالف الدولي والأصدقاء، تمكن من الانتصار على تنظيم داعش إلاّ أن الحرب على التنظيم لا تزال متواصلة وأن خلاياه النائمة تشكّل تهديداً للعراق والمنطقة والعالم». وطالب بعدم «التهاون في ملاحقة داعش وأن استمرار أزمات المنطقة من شأنه إعطاء فرصة للجماعات المتطرفة في التقاط أنفاسها، وشن هجمات على المدن والمواطنين الآمنين».
العراق يؤكد تمسُّكه بالعلاقات الاستراتيجيّة مع مصر
أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين حرص بلاده على توفير الأمن لجميع البعثات الدبلوماسيّة العاملة على أرض العراق.وشدّد وزير خارجية العراق، في اتصال هاتفي مع نظيره المصري سامح شكريّ أمس، على تمسُّك بغداد بالعلاقات الاستراتيجيّة مع القاهرة، وتطلّعها نحو تدعيم العلاقات الثنائيّة عبر توسيع دائرة التعاون لتحقيق المصالح المُشترَكة بين البلدين، وخدمة للشعبين الشقيقين، حسب بيان لوزارة الخارجية العراقية.
ووفق البيان، جرى خلال الاتصال الهاتفي بحث العلاقات الثنائيّة العراقية - المصرية وسُبُل تعزيزها بين البلدين، وبما يُحقِّق تطلُّعات الشعبين الشقيقين والقضايا الإقليميَّة، والدوليَّة ذات الاهتمام المُشترَك. كما جرى تبادل وجهات النظر حول الحُلول التي ترتقي إلى مُستوى إنهاء الأزمات التي تُعاني منها المنطقة، وضرورة بذل الجُهُود من أجل الحفاظ على الأمن، والاستقرار، وأهمِّية تعزيز التشاور، والتباحث حول عدد من القضايا الإقليميّة التي تهمُّ البلدين.
وقد يهمك أيضا
صحف أميركية تكشف موعد صدور القرار بشأن وضع السفارة في العراق
قيادي كردي يؤكّد أنّ أميركا جادة بسحب سفارتها لعدم حماية العراق لها