بغداد ـ نهال قباني
أعلن الزعيمان الشيعيان البارزان مقتدى الصدر زعيم تحالف "سائرون"، الفائز الأول بالانتخابات البرلمانية العراقية الحالية، وعمار الحكيم زعيم تيار "الحكمة"، الذي حاز على نحو 22 مقعدًا، أنهما شرعا بتشكيل "الكتلة الأكبر" التي تُطرح منها مرشحًا لرئاسة الوزراء، وذلك في خطوة بدت مفاجئة للكثيرين، حيث تحتاج القوى إلى 165 مقعدًا، من مجموع 329، لتشكيل الكتلة الأكبر التي سيُوكل إليها تشكيل الحكومة المقبلة.
وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده الحكيم والصدر في مقر الأخير بمدينة النجف مساء الخميس، أكدا أنهما سيبدآن حراكًا سياسيًا من أجل تشكيل الكتلة الأكبر من "خلال قرار عراقي مستقل"، في إشارة إلى التحركات التي يجريها كلّ من ائتلاف "دولة القانون" بزعامة نوري المالكي وتحالف "الفتح" الذي يتزعمه هادي العامري والمدعوم إيرانيًا.
وفي حين أكَّد الحكيم خلال المؤتمر أن توجه كتلتي "سائرون" و"الحكمة" عابر للمكوناتية، وأنهما سيشكلان حكومة وحدة وطنية تقدم الخدمات للشعب العراقي، فإن الصدر أعلن من جانبه أن كل ما دار بينه وبين الحكيم يصبّ في خدمة الشعب العراقي، مضيفا "إننا مقبلون على مرحلة جديدة لبناء العراق وتكوين حكومة تكنوقراط". بينما أكد الحكيم أن "المباحثات سوف تبدأ مع القوى الأخيرة لتشكيل الحكومة".
وحسب النتائج الأولية فقد حصلت كتلة "ثائرون" على 55 مقعدًا مقابل 51 لتحالف "النصر" الذي يقوده رئيس الوزراء حيدر العبادي، وحلَّت كتلة "الفتح" بزعامة هادي العامري المرتبة الثانية بواقع 49 مقعدًا، كما حصلت "دولة القانون" بزعامة نوري المالكي على 25 مقعدًا. وحصل الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني على 28 مقعدًا، و"الوطني الكردستاني" بزعامة كوسرت رسول على 15 مقعدًا، بينما حصل تيار "الحكمة" بزعامة عمار الحكيم على 22 مقعدًا، و"الوطنية" بزعامة إياد علاوي على 21 مقعدًا، وحصل تحالف "القرار" بزعامة أسامة النجيفي على 15 مقعدًا، بينما حصلت قوائم وكتل أخرى متوسطة وصغيرة على أرقام مختلفة.
ويمكن لتحالف الصدر والحكيم مع العبادي والأحزاب السنّية والكردية الحصول على أغلبية مريحة لتشكيل الحكومة الجديدة. فيما يأتي ما يُتداول تسميته في الأوساط السياسية العراقية بـ"تحالف رمضان" بين الصدر والحكيم في وقتٍ تستمرّ فيه الشكوك بالانتخابات من قبل غالبية القوى السياسية التي خسرت مواقعها التقليدية في الانتخابات التي جرت في الثاني عشر من الشهر الجاري، ووفقًا للمراقبين السياسيين فإن إعلان الحكيم والصدر سوف يحظى بتأييد واسع من قبل القوى السنية وبعض القوى الكردية، بالإضافة إلى تحالف "النصر" الذي يقوده رئيس الوزراء حيدر العبادي من أجل حسم الكتلة البرلمانية الأكبر التي تحتاج إلى 165 مقعدًا لتشكيل الحكومة.
وكان ائتلاف "دولة القانون" بزعامة المالكي أعلن خلال اليومين الماضيين، أنه شرع بمشاورات لتشكيل الكتلة الأكبر غير إعلان تحالف النجف قد يكون قطع الطريق أمام تلك المحاولات الهادفة لقطع الطريق أمام تحالف محتمل بين الصدر والعبادي، بينما بدا أن الحكيم سيكون هذه المرة بيضة القبان الشيعية.