انصار التيار الصدري

طرحت جماعات الحراك في محافظة ذي قار الجنوبية 13 مطلباً أمام فريق «خلية الأزمة» الذي أرسلته بغداد لاحتواء التوتر الذي ساد مدينة الناصرية بعد صدامات عنيفة وقعت بين أتباع مقتدى الصدر وجماعات الحراك، الجمعة الماضي، وأسفرت عن مقتل وإصابة نحو 100 شخص.

ويرجح مراقبون أن يواجه فريق «خلية الأزمة» الذي يترأسه مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي وحل محل الإدارة المحلية، تحدي تنفيذ قائمة المطالب الطويلة التي تقدمت بها جماعات الحراك وتعدّها مدخلاً لتحقيق الاستقرار والهدوء في المحافظة الغاضبة منذ أشهر طويلة على السلطة وأحزابها وفصائلها المسلحة.
وتضمنت قائمة مطالب المحتجين شقين؛ يتعلق الأول بقضايا محلية في المحافظة، وأخرى عامة تتعلق بمجمل مطالب الحراك على المستوى الوطني، ووضع الحراك على رأس قائمته المحلية مطلب «حماية مداخل ساحة الحبوبي، وعدم التفاوض بشأن رفع الخيام، والمتظاهرون حصراً وحدهم من يقررون». واشترط الحراك أيضاً «محاسبة من تسبب بأحداث الجمعة (الماضي)، وإقالة الحكومة المحلية، وعلى رأسها المحافظ، لتقصيرها الواضح في الأداء، خصوصاً فيما يتعلق بالملف الأمني والخدمي». كما طالب بالكشف عن مصير الناشط سجاد العراقي الذي اختطف في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي على يد جماعة مسلحة في الناصرية وما زال مصيره مجهولاً.
ومن بين المطالب «إبعاد الأحزاب كافة عن المؤسسات الأمنية، وإعادة النظر في بعض الرتب في الأماكن الأمنية الحساسة، وإسقاط التهم الكيدية عن المتظاهرين السلميين، وإخراج المعتقلين الذين لفقت ضدهم دعاوى كيدية»، إلى جانب توفير فرص عمل للعاطلين، و«إقالة مديري الدوائر كافة، ويتم الاختيار على أساس لجنة من الدائرة ذاتها وبإشراف لجنة من (خلية الأزمة)، وإعادة المقرات التي كانت مشغولة من قبل الأحزاب السياسية إلى الدولة».
أما المطالب على الصعيد الوطني التي قدمها متظاهرو الناصرية إلى «خلية الأزمة» فشملت التشديد على «تحديد وتثبيت موعد الانتخابات المبكرة، وشمول الشهداء من المتظاهرين والجرحى بجميع امتيازات وحقوق الشهداء المنصوص عليها في قانون (مؤسسة الشهداء)».
ويشكك الأستاذ الجامعي عبد الوهاب الحمداني في قدرة فريق «خلية الأزمة» على تحقيق جميع مطالب حراك الناصرية الطويلة، خصوصاً فيما يتعلق بملف محاسبة المسؤولين عن أحداث الجمعة الماضي. ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «أهل الناصرية يعرفون تماماً أن أتباع الصدر كانوا وراء أحداث الجمعة، ومن غير المتوقع أن تقوم الدولة بمحاسبتهم، نظراً للنفوذ السياسي والبرلماني الذي يتمتع به تيار الصدر... السكان يدركون هذا، لذلك بدأ الناس بالتحرك عشائرياً لمحاسبة الجناة». ويضيف أن «الشباب الذين اجتمعوا مع فريق (خلية الأزمة) تحدثوا عن أن الفريق وعدهم خيراً، وأبلغهم بأنه يتفاوض مع الجهات الخاطفة للناشط سجاد العراقي ويتوقعون حلاً قريباً للقضية».
ويتابع الحمداني: «الأمور هادئة نسبياً اليوم (أمس)، لكني أستبعد تكريس حالة استقرار مستدامة في الناصرية وعموم المحافظة مع بقاء عوامل الاضطراب والاحتجاج قائمة، مثل الفقر والبطالة وتدهور البنى التحتية والخدمات». ويواصل: «هناك مطالب يمكن تحقيقها؛ منها مثلاً الإبقاء على اعتصامات ساحة الحبوبي، وقد عاد الشباب إليها بالفعل بعد قيام جماعة الصدر بتجريف خيامها، وهناك أيضاً مسألة المطالبة بإقالة المحافظ التي باتت قريبة، وقد قام (فريق الأزمة) بسحب صلاحياته بالفعل، وطلب منه تقديم استقالته».
وقال محافظ ذي قار، ناظم الوائلي، المهدد بالإقالة، أمس، إن «التظاهر حق دستوري، وليس هناك أي توجه لمنع هذه الممارسة». وأضاف: «ليس هناك أي توجه أو أجندة خاصة لمنع ممارسة حقهم الدستوري والقانوني»، وأشار إلى أن «مشاريع المحافظة لعام 2019 تم الإعلان عنها وتوجيه الدعوات للشركات من أجل تنفيذها».
وأجرى فريق «خلية الأزمة»، خلال اليومين الأخيرين، سلسلة لقاءات طويلة مع شيوخ العشائر وممثل مرجعية النجف في المدينة، وممثلين عن جماعات الحراك، بهدف تهدئة الأوضاع، وزار رئيس فريق «الخلية» قاسم الأعرجي، أمس، عائلة الناشط المختطف سجاد العراقي.
بدوره، أكد رئيس جهاز الأمن الوطني، عبد الغني الأسدي، خلال حديثه مع ممثلي الخريجين المعتصمين، أمس، على أن وجوده في ذي قار مع وفد أزمة الطوارئ لـ«حماية المعتصمين وحقوقهم المشروعة». ونقل بيان للأمن الوطني عن الأسدي قوله: «صوت المعتصمين وصل لأعلى السلطات، وهي متفهمة لمطالبهم وعاملة على حلها بأقرب وقت». ودعا المعتصمين إلى «الابتعاد عن كل ما من شأنه تعكير الأمن والاستقرار في الناصرية، وضرورة الحديث بلغة مشتركة للوصول إلى حلول مرضية».

 وقد يهمك أيضا

مقتدى الصدر يُلمح إلى إمكانية خوض الانتخابات البرلمانية في العراق

صالح العراقي ينشر محادثة مقتدى الصدر