هشام الهاشمي

يتواصل الاهتمام الرسمي والشعبي العراقي بحادث قتل الباحث في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي الذي اغتالته جماعة مسلحة أمام منزله في حي زيونة ببغداد، مساء الاثنين؛ إذ زار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أسرة الهاشمي في منزلهم، مساء الأربعاء، وقدم التعزية لهم، وتعهد بتقديم الجناة إلى العدالة، قائلًا إن "هشام لم يكن مجرد صديق، إنما أيقونة وطنية، ودمه لن يضيع". وسبق أن أمر الكاظمي بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في اغتيال الهاشمي.

ويميل عدد كبير من المراقبين إلى الاعتقاد بأن قضية اغتيال الهاشمي لن تمر مرور الكرام شأن عمليات مماثلة طالت ناشطين وفاعلين اجتماعيين من قبل لأسباب كثيرة؛ من بينها المكانة المميزة التي كان الراحل يحظى بها على الصعيدين المحلي والدولي. وبات كثيرون ينظرون إلى قصة اغتيال الهاشمي بوصفها نقطة مفصلية بين حكم الدولة ومؤسساتها وأجهزتها الأمنية والقضائية، وبين حكم "اللادولة" الذي يسعى بعض العصابات والميليشيات المنفلتة إلى تكريسه في البلاد.

ومنذ عام 2003، اغتيل العشرات، بل المئات، في العراق بذرائع وأسباب شتى، لم تخرج غالبيتها عن الإطار السياسي المضطرب الذي حكم تاريخ العراق الحديث واستمر بعد 2003. وصحيح أنه لا أحد يعتقد بانتهاء مسلسل الاغتيالات في حال تم التوصل إلى الجهة التي خططت ووقفت خلف عملية اغتيال الهاشمي، لكن المرجح أن موجة الاستنكارات والإدانات المحلية والدولية ستكون من عوامل الردع للفصائل والجماعات المسلحة المنفلتة في المستقبل. وثمة اليوم من يعتقد أن عملية اغتيال الهاشمي ربما ستكون نقطة تحول مهمة على المستويين السياسي والأمني. وفي هذا الإطار توقع السفير البريطاني في بغداد ستيفن هايكي، أمس، أن يكون لمقتل الهاشمي "تأثير كبير على العملية السياسية في العراق".

وقال هايكي في مقابلة صحافية إنه "من دون وضع الفصائل العراقية الموالية لإيران، تحت مظلة الدولة، فلن يكون هناك استقرار في العراق".

وأشار إلى أن "اغتيال الهاشمي وغيره من الجرائم التي طالت ناشطين في العراق، تظهر الحاجة الماسة إلى توفير حماية للناشطين والصحافيين وحتى الدبلوماسيين". لكن السفير البريطاني حذر من "تصاعد التوتر بين الحكومة والفصائل المسلحة إلى مستوى صراع عسكري".

شعبيًا؛ استمر اهتمام العراقيين بحادث اغتيال الهاشمي، وقد قامت جماعات الحراك الاحتجاجي في بغداد والنجف والناصرية بتنظيم عمليات تشييع رسمية لجنازة الهاشمي، رددوا خلالها هتافات مناهضة للفصائل الموالية لإيران التي يتهمها البعض بالوقوف وراء عمليات الاغتيال التي طالت الهاشمي وبقية الناشطين. وأظهر "فيديو" مصور أكثر من 20 عربة "توك توك" تمر أول من أمس، أمام منزل الهاشمي دعمًا لأسرته وحزنًا على مقتله. ومعروف أن شباب تلك العربات كانوا من أبرز الفاعلين والمساهمين في الحراك الشعبي العراقي الذي انطلق في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، واستمر لنحو 5 أشهر.

وعلى المستوى الإعلامي والصحافي، ما زالت وسائل الإعلام المختلفة تواصل تغطياتها عملية الاغتيال وتداعياته. وقد تداولت صحف ومواقع إلكترونية عدة دراسة كان الهاشمي قد نشرها قبل بضعة أيام من اغتياله تناول فيها تفاصيل دقيقة عن "هيئة الحشد" ونسبة الولائيين (الموالين لإيران) فيها وطبيعة الصراعات داخل هذه الهيئة بين الجناح العراقي والجناح الموالي لإيران، ونسبة المراكز والمناصب القيادية التي يتمتع بها الأخير؛ إذ أكدت دراسة الهاشمي أن التيار الولائي يسيطر على نحو 65 في المائة من مناصب القيادة والسيطرة في "الحشد".

وكشفت عن أن عدد المقاتلين في "هيئة الحشد" عن المكون الشيعي يبلغ 150 ألفًا؛ 70 ألفًا منهم من ولائيين، و30 منهم يتبعون مرجعيات عراقية، وهناك 45 ألف مقاتل عن المكون السني، إضافة إلى 10 آلاف مقاتل عن بقية المكونات العراقية.

وفي شأن آخر يتعلق باغتيال الهاشمي وتداعياته، أعلن مجلس القضاء الأعلى، أمس، عن تشكيل هيئة مختصة بالتحقيق في قضايا الاغتيالات في بغداد والمحافظات، مكونة من 3 قضاة.

 وقد يهمك أيضا

الأوساط الإعلامية تستنكر جريمة اغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي وتطالب بالقصاص من الجناة

الحشد الشعبي ينعى هشام الهاشمي ويطالب باعتقال المجموعة الارهابية التي قتلته