صنعاء ـ عبدالغني يحيى
تكتمت ميليشيات الحوثي على مقتل خبراء إيرانيين وعدد آخر من المقاتلين إثر انفجار صاروخ باليستي في العاصمة اليمنية صنعاء، تزامنًا مع تفكيك المقاومة اليمنية المشتركة، كميات جديدة من الألغام البحرية التي زرعتها الميليشيات لتهديد الملاحة الدولية. وأكد ديفيد بيزلي مدير برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة، أن ممارسات الحوثيين تعيق وصول المساعدات إلى اليمن وسيتم تعليقها تدريجيًا.
ونشرت وسائل إعلام تابعة لوزارة الدفاع اليمنية إعلانها، أن الحوثيين فشلوا في إطلاق صاروخ باليستي في قاعدة الديلمي الجوية الواقعة شمال صنعاء.
وأفاد المصدر ذاته بأن جماعة الحوثيين حولت قاعدة الديلمي الجوية إلى "ثكنة لعناصرها وقاعدة لإطلاق الطائرات المسيرة الإيرانية والصواريخ الباليستية لتنفيذ عملياتها الإرهابية".
وفي الشأن ذاته، نقلت صحيفة سعودية عن مصادر مطلعة في صنعاء مصرع عدد من خبراء الصواريخ الإيرانيين الذين يعملون مع "مليشيا الحوثي في قاعدة الديلمي العسكرية شمال صنعاء أثناء محاولتهم إطلاق صاروخ باليستي".
أقرا ايضا:
الجيش اليمني يصدّ محاولات تسلل انتحارية في الحديدة وبيت الفقية
وأوضحت هذه المصادر المطلعة، وفق الصحيفة، أن "عددا من الخبراء الإيرانيين وضباطا حوثيين قتلوا جراء انفجار الصاروخ قبل انطلاقه من القاعدة الجوية، وأن المليشيات تتكتم على الحادثة".
وعلى صعيد آخر، فجرت هندسة المقاومة اليمنية المشتركة، الاثنين، كميات جديدة من الألغام البحرية التي زرعتها ميليشيا الحوثي لتهديد الملاحة الدولية، بعد تفكيكها من شواطئ الساحل الغربي.
وأوضح مصدر في الإعلام العسكري التابع للمقاومة أن فريق الهندسة فكك سبعة ألغام بحرية كانت الميليشيات الحوثية زرعتها في ساحل منطقة الطائف المدخل الجنوبي لمدينة الحديدة، قبل دحرها منها، فيما لا يزال العمل جارياً لتفكيك كميات أخرى.
وسارع الفريق الهندسي بالتخلص منها عبر تفجيرها إلى جانب عدد من الألغام الأرضية وبما يسمح به النطاق الآمن للتفجير في اللسان البحري بمنطقة غليفقة، وفقاً لذات المصدر.
يشار إلى أن وحدات الهندسة التابعة للمقاومة المشتركة، فككت خلال الفترة الماضية كميات كبيرة من الألغام البحرية التي خلفتها الميليشيات الحوثية في مراكز الإنزال السمكي وعلى طول امتداد الساحل الغربي.
وتسببت الألغام البحرية التي تزرعها ميليشيا الحوثي بمقتل عشرات الصيادين في الساحل الغربي.
وتوقفت نتيجة تلك الألغام حركة الصيد في العديد من المناطق، الأمر الذي أدى إلى تضرر آلاف الأسر التي تعتمد على مهنة الصيد.
وكان تقرير أممي، قد أكد ازدياد التهديد الحوثي للأمن البحري في البحر الأحمر، مشيراً لامتلاكهم صواريخ مضادة للسفن وألغاماً بحرية ومراكب متفجرة ذاتية التوجيه.
وذكر خبراء لجنة العقوبات بشأن اليمن، في تقريرهم السنوي المرفوع ل مجلس الأمن الدولي، أن الخطر المحدق بالنقل البحري التجاري في البحر الأحمر زاد بشكل كبير في عام 2018، رغم أن العدد الإجمالي للحوادث لم يكن أعلى مما كان في العام 2017.
وأشار تقرير الخبراء إلى قيام ميليشيات الحوثي باستهداف ناقلات النفط وسفن تحالف دعم الشرعية وسفن الإغاثة الدولية.
وأوضح أن الميليشيات الحوثية شنت هجمات متكررة على ناقلات نفط "تبلغ حمولتها 2.2 مليون برميل من النفط الخام. وكان يمكن أن يؤدي أي من هذه الهجمات إلى كارثة بيئية واقتصادية لليمن والمنطقة".
ومن جانبه، حذر ديفيد بيزلي مدير برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة، من احتمال البدء في تعليق المساعدات الغذائية في اليمن تدريجيا هذا الأسبوع، بسبب تحويلها لأغراض غير المخصصة لها وغياب استقلالية العمل في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية.
ووجه بيزلي حديثه إلى الحوثيين قائلا: "اتركونا فقط نقوم بعملنا". وقال بيزلي لمجلس الأمن الدولي: "إذا لم نتلق هذه التأكيدات فسنبدأ تعليق المساعدات الغذائية تدريجيا، وعلى الأرجح قرب نهاية هذا الأسبوع. إذا بدأنا التعليق، فسنواصل برنامجنا لتغذية الأطفال الذين يعانون سوء التغذية والنساء الحوامل والأمهات الجدد".
وأضاف أن لم يكن قادرا على تنفيذ الاتفاقيات مع الحوثيين بشأن تسجيل الأشخاص المحتاجين وتدشين نظام للقياسات الحيوية، باستخدام مسح القزحية أو رفع بصمات الأصابع أو التعرف على الوجه، لدعم عملية تسليم المساعدات.
وقال بيزلي: "نحن الآن نساعد في إطعام ما يربو على 10 ملايين شخص شهريا، لكن بصفتي رئيس برنامج الأغذية العالمي لا يمكنني أن أؤكد لكم أن كل المساعدات ستذهب لمن هم في أمس الحاجة لها".
وأضاف قائلا أمام مجلس الأمن المكون من 15 دولة: "لماذا؟ لأنه لم يسمح لنا بالعمل على نحو مستقل، ولأن المساعدات تحول للربح وأغراض أخرى".
ودان مجلس الأمن الدولي في بيان "اختلاس الحوثيين للمساعدات الإنسانية"، وكرر دعوته لـ"إدخال الإمدادات التجارية والإنسانية وعمال الإنقاذ إلى البلاد بسرعة وبأمان ومن دون عقبات".
وقد يهمك ايضا:
الأمم المتحدة تؤكّد أنَّ إعادة الانتشار في الحُديدة تسير وفق "الخطط الموضوعة"
الجيش اليمني يُحبط محاولات تقدُّم لميليشيات الحوثي شرق مدينة الحديدة