واشنطن ـ يوسف مكي
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية يوم الأربعاء الماضي، أن المرأة المولودة في الولايات المتحدة والتي تركت ولاية "ألاباما" للانضمام إلى "داعش"، لن يتم الترحيب بها مجدداً في البلاد. وقال وزير الخارجية مايك بومبيو إن المواطنة هدى المثنى ليس لديها أي أساس قانوني، ولا جواز سفر أميركي صالح، ولا حق في الحصول على جواز سفر جديد، ولا أي تأشيرة للدخول إلى الولايات المتحدة".
ولا تعد هدى المثنى، المرأة الأميركية الوحيدة التي ذهبت إلى سورية للإلتحاق بتنظيم "داعش" ، فالمثنى هي واحدة من مئات الأميركيين الذين حاولوا الانضمام إلى داعش وغيرها من الجماعات الإسلامية المتطرفة ، وفقا لتقرير صدر مؤخرا عن برنامج "جامعه جورج واشنطن" حول التطرف.
وذكر التقريرأسماء 72 أميركيًا ممن وصلوا بنجاح إلى سورية أو العراق، وانضموا إلى "داعش" وجماعات جهادية أخرى منذ عام 2011 ، وكان 12 في المائة منهم من النساء. وفي الأسابيع الاخيرة ، وبعد سيطرة "قسد " على معظم أراضي "داعش"، طالبت العديد من النساء الفارات من جميع أنحاء العالم واللاتي يعشن الآن في مخيمات اللاجئين السوريين ، العودة إلى الولايات المتحدة وأوروبا وكندا.
أما عن سبب زواج النساء من مقاتلي "داعش"، أوضحت أودري ألكساندر ، مؤلفة برنامج GWU في تقرير التطرف الذي جاء بعنوان "النوايا القاسية للجهاديات الإناث في أميركا" ، ونشره موقع "إنسايدر بيزنس" ، أنه في حين أن العديد من النساء لديهن دوافع مختلفة للانضمام إلى الجماعات المتطرفة في سورية والعراق ، يتزوج الكثير منهن من مقاتلي "داعش" لضمان السلامة والأمن أثناء بناء "دولة الخلافة الإسلامية".
أقرأ يضًا
- مسؤول أمني تونسي يعلن عن عودة حوالي ألف متطرف ينتمون لـ"داعش" الى البلاد
وقالت: "بمجرد وصولك إلى المنطقة التي يسيطر عليها داعش ، فإن الزواج يضمن لك الأمن والمال والسلع والمكانة والعلاج. لذا هناك حوافز حقيقية للفتيات لتتزوج أثناء وجودها هناك".وأضافت الكساندر " يقتصر دور النساء على مهمات محلية ، لكن هذا الدور في الحقيقة ، يعد دوراً كبيراً في بناء الدولة الأسلامية"
ويستعرض تقرير ألكساندر بعض قصص النساء اللاتي أنتقلن أو حاولن الانتقال من الولايات المتحدة للانضمام إلى "داعش" في سورية والعراق ، ويذكر أن بعض النساء أنتقلن مع أزواجهن ، في حين ذهبت آخريات بمفردهن. وهنا بعض من هذة القصص ، وفقا للتقرير.
هدى المثني
غادرت هدى المثنى منزلها في "ألاباما" للانضمام إلى داعش في سورية في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 ، وكانت في التاسعة عشرة من عمرها ، وكانت هدى لديها نزعة التطرف على الإنترنت، حيث وجهت انتقادات عنيفة ضد الولايات المتحدة ، وفقًا لتقرير "بزفيد" لعام 2015 ، كما استخدمت هاتفً والدها للوصول إلى المحاضرات الإسلامية المتشددة على الإنترنت .
تزوجت المثنى من ثلاتة مقاتلين داعشيين منذ وصولها إلى سورية ، وفقا لصحيفة الـ"غارديان" البريطانية. في البداية تزوجت من الجهادي الأسترالي سوهان رحمن ، الذي قُتل في مارس / آذار 2015. ثم تزوجت من عضو داعشي تونسي ، ولديها إبن منه ، لكنه قتل في الموصل. في عام 2018 ، وتزوجت بعدها من مقاتل سوري.
تم القبض عليها من قبل المقاتلين الأكراد في يناير/كانون الثاني عام 2019 وهي تعيش الآن في مخيم لللاجئين السورين في شمال شرق سورية ، والذي يضم حوالي 39000 ألف شخص . والجدير بالذكر أن المثني طلبت العودة إلى الولايات المتحدة ، قائلة إنها "تأسف على أفعالها" ، بينما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية يوم الأربعاء أن المثنى "لن يتم قبولها مرة أخرى في الولايات المتحدة".
سامانتا الحساني
اتهمت سامانتا الحساني بدعم مقاتلي "داعش" واستخدام ابنها كمتدرب أثناء تواجدها في سورية مع زوجها وأطفالها ، بينما نفت الحساني هذا الأتهام وفقا لصحيفة "شيكاغو تريبيون". وتزوجت سامانتا الحساني من موسى الحساني المولود في المغرب في يوليو / تموز 2012 ، وقاما معاً بتربية ابن سامانثا البالغ من العمر 4 سنوات وابنتهما في ولاية "إنديانا".
وفي نوفمبر / تشرين الثاني 2014 ، أخبر الزوج زوجته الانضمام إلى داعش ، وبدأ الزوجان "الاستعدادات المالية واللوجستية للقيام برحلة إلى سورية" ، وفقاً لوثائق المحكمة.
توقفت الحساني عن إرسال ابنها إلى المدرسة ، في عام 2015 ، وبعدها مباشرة ، وصل الحساني وشقيقه والأبناء إلى الأراضي التي يسيطر عليها "داعش" في سورية عبر تركيا.
في عام 2017 قُتل الزوج وهو يحارب، وهربت الزوجة من الجماعة الإرهابية في أواخر العام ، وبعد الفرار بوقت قصير ، تم احتجاز الحساني وأطفالها من قبل القوات الكردية. في يوليو/تموز 2018 تم تسليمها إلى الولايات المتحدة وهي الآن في سجن "إنديانا" تنتظر المحاكمة ، وتم وضع أطفالها في الحضانة. وقد ادعت الحساني أن زوجها أجبرها على السفر إلى سورية ودعم تنظيم "الدولة الإسلامية" ، ومن المتوقع أن تبدأ محاكمتها في عام 2020.
نيكول لين مانسفيلد
تبلغ نيكول لين مانسفيلد 33 عاماً ، وتعد أول أميركية تموت في الصراع السوري في 2013 ، ترعرعت في مدينة "فلينت" بولاية "ميشيغان"، واسملت بعد وفاة جدها في أكتوبر / تشرين الأول 2007 ،بينما يقول أخرون أنها اسلمت بعد أن تزوجت من رجل مسلم ، ومن غير الواضح متى بدأت نيكول في دعمها لوجهات النظر المتطرفة ، لكن ألكساندر قالت إن العديد من الأميركيين الذين يدعمون الجماعات الجهادية هم من علموا أنفسهم.
وفقًا لتقرير ألكساندر ، من المحتمل أن تكون مانسفيلد قد سافرت إلى سورية في عام 2013 ، قبل الإعلان الرسمي عن الخلافة . وعملت مانسفيلد كمنسقة إعلامية داخل داعش. وقتلت في معركة دارت في عام 2013 في مدينة إدلب السورية ،إلى جانب مقاتلين آخرين. وكانت تحمل رخصة قيادتها وجواز سفرها الأميركي. وفقا لصحيفة الغارديان.
ارييل برادلي
سافرت ارييل برادلي من "تشاتانوغا" في ولاية "تينيسي" إلى المنطقة التي يسيطرعليها داعش مع زوجها المولود في العراق ياسين محمد. ولدت برادلى مسيحيًة إنجيليًة وتعلمت في المنزل ، بحسب رويات أصدقائها على "بازفيد نيوز" في عام 2015.
وتحولت برادلي إلى الإسلام عام 2011 ، بعد أن تعرضت للرفض من قبل طالب سوري كان يعمل معها في متجر لبيع "البيتزا" ، بعد ذلك بدأت تبحث على الإنترنت على رجل مسلم لتتزوجه ، حيث التقت بمحمد على موقع مواعدة للمسلمين ،فذهبت إلى السويد للقائة ، وتزوجا بعد أيام.
وعادت برادلي إلى الولايات المتحدة لولادة طفلها من محمد ، ثم انتقل الزوجان إلى سورية في عام 2014. وكان لديهما طفل ثانٍ في عام 2015.
وقال أصدقاء برادلي في ما بعد، إن زوجها كان مقاتلا داعشيا. الجدير بالذكر ان برادلي تعرضت للهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي في يوليو / تموز 2015 ، عندما صادقت على حادث إطلاق النار في "تشاتانوغا" ، مما أدى إلى مقتل 6 أشخاص ، أما عن مكان تواجدها الآن فهو غيرمعروف .
زكية نصران
فرّت زكية نصران إلى سورية مع شقيقها الأصغر راسيل ريحان وزوجها جيفري خان في عام 2014 ، وفقاً لشبكة "إن بي سي نيوز" ، وانتقلت أسرة نصران من بنغلادش إلى أوهايو في عام 2000.
وفي عام 2010 ، التحقت نصران بجامعة ولاية أوهايو ، لكنها قررت الانتقال إلى كاليفورنيا لتتزوج خان ، الذي قالت العائلة عنه إنه تعرفت عليه عبر الإنترنت. وفي عام 2013 ، عاد كل من خان ونصران ، وانتقلا إلى شقة مع ريحان.
وفي مايو/أيار 2014 ، بدأ الثلاثي رحلتهم إلى سورية. في يوليو / تموز 2014 ، دخل الرجلان سورية وتبعهما فيما بعد نصران. وحتى الأن لم يستدل على مكان نصران.
كما ذكرت ، إلكساندر بعض قصص النساء الأخريات اللاتي انضممن أو حاولن الانضمام إلى "داعش" ، ومنهم سيدة تدعي يسرا إسماعيل ، وفتاة قاصر مجهولة من شيكاغو سافرت من الحدود التركية السورية مع إشقائها ، وثلاثة مراهقين من كولورادو تم إحتجازهم في ألمانيا أثناء سفرهم إلى سورية في عام 2014 ، بالأضافة إلى شانون شانون كونلي والتي حكم عليها بالسجن عام 2015 لمحاولتها الانضمام إلى "داعش".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا