الرئيس الأميركي دونالد ترامب

حذر تقرير جديد أعدّه "المجلس الوطني الإيراني الأميركي" (NIAC)، من أن الولايات المتحدة تنوي إشعال حرب مع إيران، خصوصاً وأن إدارة الرئيس دونالد ترامب، تعجُّ بالمتشددين الذين يدعون علانية إلى قصف إيران. وأشار التقرير الى احتمال حصول مواجهة عسكرية بين الطرفين

وأوضح التقرير، أن أعضاء بارزين في الإدارة الأميركية انسحبوا من الصفقة النووية مع طهران من جانب واحد، وقد أبدوا رغبتهم في انهاء الاتفاق للضغط على الاقتصاد الإيراني.

ومع ذلك ، يؤكد التقرير أن هناك فرصة لتجنب سيناريو عنيف في أعقاب انتخابات منتصف المدة الأميركية ، التي منحت الديمقراطيين السيطرة على مجلس النواب. كما أن هناك "جمهوريين" بالإضافة إلى "ديمقراطيين" يشعرون بالقلق حيال النهج المتشدّد لبعض مستشاري ترامب، وقد يمهد نهج الحزبين الرئيسيين الطريق لإنقاذ الصفقة وحتى لعودة واشنطن للانضمام إليها في المستقبل.

وذكّرت "NIAC" ، وهي منظمة مستقلة تدرس القضايا التي تخص الولايات المتحدة وإيران ، الجميع بأن المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين ، والدول الأخرى الموقعة على خطة العمل المشتركة المشتركة (JCPOA) قد قالت مرارًا إن طهران عليها الاﻟﺘﺰام بمضمونها مثلها مثل الولايات المتحدة.  كما أشارت المنظمة إلى أن موقف إدارة ترامب قد تسبب في شقاق خطير مع الحلفاء الغربيين الذين يتخذون الآن إجراءات قانونية وتجارية لحماية الشركات الدولية من العقوبات الأميركية.

ويشدد التقرير على أن إعادة التشاور مع طهران من شأنه أن يمنح الولايات المتحدة ، بمساعدة حلفائها الغربيين ، فرصة لمعالجة القضايا ذات المهمة مثل حقوق الإنسان في إيران وأنشطتها في المنطقة، معتبراً أن فرض العقوبات لن يضر فقط بالشعب الإيراني عن طريق قطع إمدادات المساعدات الإنسانية مثل المساعدات الطبية، بل يعزز رد الفعل المعادي للغرب.

ويشير التقرير إلى أن زيارة وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، إلى طهران، الأخيرة، كانت للضغط من أجل إطلاق سراح نازانين زاغاري راتكليف ، وهي امرأة بريطانية إيرانية أمضت عامين ونصف في السجون الإيرانية بتهمة التجسس ، بالضغط على ايران من ناحية مساعدة أوروبا على المستوى السياسي لإبقاء الاتفاق النووي 2015 على قيد الحياة، بالإضافة إلى الشق الاقتصادي الذي يتمثل في مزيد من الصفقات التجارية المنعشة مع دول الاتحاد الأوروبي.

ويذكر التقرير كيف كان على الإدارات السابقة أن تقاوم الدعوات المتكررة للهجمات ضد إيران من قبل إسرائيل والمملكة العربية السعودية، حيث قال جون كيري ، وزير الخارجية في عهد باراك أوباما: "كل زعيم قابلته في المنطقة ، يقول لي يجب أن تقصف إيران ، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يفهمونه ، وهذا هو السبيل الوحيد الذي سيوقف هذه الدولة". 

ويقول تقرير NIAC: "على الرغم من أن ترامب نفسه يستنكر بشكل كبير قرار 2003 بغزو العراق ، إلا أنه أحاط نفسه بالمتشددين الذين يبحثون عن نفس المصير بالنسبة لإيران.

وقد طالب كل من مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو في الماضي علانية بتغيير النظام وقصف إيران .

ويحذر التقرير من أن إدارة ترامب قد تحاول استفزاز طهران لترك الاتفاق النووي. ويقول: "إذا نجحوا في دفع إيران إلى ترك قيود خطة العمل المشتركة ، فإن بولتون وبومبيو سيحصلون على كل الذخيرة التي يحتاجون إليها لتكرار الحرب في العراق والتشبث بحرب وقائية لوقف طموحات إيران النووية".