السفارة الأميركية في بغداد تطلق الغاز المسيل

كشف الخبير القانوني طارق حرب، الاثنين، قانونية انسحاب العراق من الاتفاقية الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية، وقال في منشور له بموقع "فيسبوك" أن "اتفاقية الاطار الاستراتيجي بين أميركا والعراق أجازت لكل طرف الانسحاب بعد ابلاغ الطرف الذي يريد الانسحاب الطرف الاخر، ومضي سنة، وهذا حكم القانون الذي أصدره البرلمان بالرقم 52 لسنة 2008 المتضمن المصادقة على هذه الاتفاقية".

وأضاف حرب "صادق الرئيس الأميركي على هذه الاتفاقية طبقًا لصلاحياته بموجب الدستور الأميركي، وقام العراق وأميركا بايداع نسخة من هذه الاتفاقية لدى الامم المتحدة طبقًا للمادة 102 من ميثاق الامم المتحدة، وبالتالي أخذت الاتفاقية الصفة الدولية"، كما تابع انه "لا يمكن للبرلمان الغائها بألغاء قانون المصادقة عليها رقم 52 لسنة 2008 وانما بالامكان اخبار العراق الولايات المتحدة، برغبته بانهاء الاتفاقية، وبعد سنة من هذا الانذار تعتبر الاتفاقية ملغاة بموجب القانون الدولي والقانون الداخلي لأميركا والعراق، طالما أن الاتفاقية أعطت لكل طرف الانسحاب بعد هذه المدة وبالتالي يجوز للعراق الانسحاب من هذه الاتفاقية، طبقًا لما قررته"، وبيّن أن "الانذار بالانسحاب يعتبر نافذًا اذا صدر من مجلس الوزراء وتم اخبار أميركا بالطرق الرسمية ومضي مدة السنة".

بالمقابل أطلقت قوات أمن السفارة الأميركية في بغداد صباح الأربعاء لبعض الوقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجين العراقيين المؤيدين لإيران، كانوا يقومون بحرق العلم الأميركي، وبعد مهاجمتهم السفارة الأميركية لساعات، أعلن مئات الأشخاص الثلاثاء اعتصامًا مفتوحًا في محيط السفارة، لتحقيق مطلبهم بانسحاب الأميركيين من العراق، وذلك اثر ضربات جوية أميركية أدت إلى مقتل 25 مقاتلًا من فصيل مسلح موالٍ لإيران.

ومساء الثلاثاء، قام متظاهرون بنصب نحو 50 خيمة مع إمدادات صحية خاصة بالتخييم، فيما أثارت الضربات الجوية الأميركية ليل الأحد على قواعد تابعة لكتائب حزب الله وهو فصيل شيعي مسلح من الحشد الشعبي الموالي لإيران استياءً في العراق، بلغ ذروته بمهاجمة آلاف العراقيين من مؤيدين لفصائل مسلحة موالية لإيران الثلاثاء السفارة الأميركية في بغداد.

وصباح الأربعاء، أعادت القوات العراقية إغلاق المنطقة الخضراء في بغداد، حيث توجد السفارة الأميركية ومؤسسات عراقية هامة، بعدما تمكن المتظاهرون الثلاثاء من دخولها.

وكانت تدقق بمداخل النقاط الأمنية المؤدية إلى المنطقة الخاضعة لإجراءات أمنية مشددة، لكن لا يبدو أنها كانت تستعد للعمل على إخراج المحتجين الذين كانوا أساسًا في الداخل، وحاول المحتجون المؤيدون لإيران الذين يعتصمون في الداخل من جديد الاقتراب من السفارة الأميركية، محرقين أعلامًا أميركية ومرددين عبارة "أميركا الشيطان الأكبر"، وأطلقت بعد ذلك من داخل حرم المجمع الضخم للسفارة قنابل غاز مسيل للدموع على المتظاهرين، ونقلت سيارات الإسعاف محتجين أصيبوا بحالات اختناق، فيما وصلت تعزيزات من الشرطة لمساندة القوات العراقية التي شكلت طوقًا أمنيًا حول المكان.

ويثير اقتحام السفارة وما سبقه من ضربات أميركية وضربات صاروخية نسبتها واشنطن إلى فصائل موالية لإيران، المخاوف من زيادة التوتر بين واشنطن وطهران، وتحوله إلى نزاع مفتوح على أراضي العراق الحليف لإيران والولايات المتحدة.

وهدّد ترامب امس الثلاثاء بجعل طهران "تدفع الثمن غاليًا" بعد الهجوم على السفارة، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لا يتوقع حربًا معها، مع ذلك، أعلنت واشنطن عن إرسال 750 جنديًا إضافيًا في الشرق الأوسط، ليتم نشرهم "على الارجح" لاحقا في العراق، كما أكد مسؤول أميركي.

قد يهمك ايضا :

برهم صالح: عند اختيار عادل عبد المهدي رئيسا للوزراء لم تكن الكتلة الأكبر هي كتلة البناء

تظاهرة لمنتسبين بالحشد تقطع الطريق من ساحة الطابقين باتجاه جامعة بغداد