قصف عنيف على أحياء في سورية
دمشق - جورج الشامي
حصدت أعمال العنف في سورية، حتى فجر السبت، 119 ضحية، قضوا بنيران قوات النظام، فيما سقطت قذيفة هاون على محطة وقود في منطقة القدم في دمشق مما تسبب في نشوب حريق كبير في المكان دون سقوط ضحايا، في حين إعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن منع نظام الرئيس السوري بشار الأسد من بدء التحقيق
في استخدام أسلحة كيميائية في سورية يظهر "افتقارًا للجدية" في دعوته أساسًا إلى إجراء التحقيق، والإيحاء باستخدام المعارضة السورية لمثل هذه الأسلحة، فيما ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، السبت، أن علماء من الجيش البريطاني عثروا على أدلة طبية-شرعية تؤكد استخدام أسلحة كيمياوية في سورية، وذلك بعد يوم على كشف دبلوماسيون في الأمم المتحدة امتلاك بعض الدول الغربية أدلة في هذه القضية.
من ناحيته قال عضو المنبر الديمقراطي السوري ميشال كيلو في حديث لقناة "روسيا اليوم" من باريس أمس "نحن مستعدون للتفاوض مع من يريد التفاوض معنا على نقل السلطة من أهل النظام السوري، أما أن نفاوض النظام الحالي الذي يقتل الناس لانهم طالبوه بالاصلاح، أي ما هو اقل بكثير من نقل السلطة، فلا يمكن أن نضيع وقتنا معه، إن الدول العظمى مختلفة على التفاسير مع انها متفقة على القرار، وربما ذلك لاختلاف مصالحها".
من ناحيتها أعلنت مجموعة من الكتائب والألوية الإسلامية التابعة للجيش السوري الحر، إستهجانها ورفضها لإعلان "جبهة النصرة" مبايعتها لتنظيم "القاعدة"، ودعت "المجاهدين" إلى التوحد وتغليب "الوسطية والاعتدال"، فيما عززت روسيا أسطولها العسكري في البحر المتوسط، في حين أطلقت إسرائيل الرصاص على سورية، في حين أكد الجيش السوري "الحر" أنه قصف مطار "كويرس" العسكري في ريف حلب.
وبينما تجددت الإشتباكات بين كتائب الثوار والجيش الحكومي في حلب، وكثفت القوات النظامية قصفها على مناطق متفرقة من البلاد، لم تمنع هذه التطورات من خروج مظاهرات في مدن مختلفة أطلق عليها الناشطون جمعة "سورية أقوى من التقسيم".
وإستطاعت لجان التنسيق المحلية مع انتهاء يوم الجمعة وفجر اليوم توثيق 119 قتيلاً سوريًا بنيران رصاص قوات النظام، بينهم ست سيدات وخمسة أطفال وعشرة قتلى تحت التعذيب: سبعة وأربعون في دمشق وريفها، واحد وعشرون في حلب، ستة عشر في حمص، اثنا عشر في درعا، تسعة في الرقة، تسعة في حماه، وخمسة في إدلب.
ووثقت اللجان 350 نقطة قصف في مختلف المدن والبلدات السورية، قصف الطيران سجل من خلال 24 نقطة في مختلف أنحاء سورية، وتم تسجيل استعمال البراميل المتفجرة في أربعة مناطق وقام النظام بقصف ثلاثة صواريخ أرض أرض, وسجل القصف بصواريخ سكود في نقطتين, أما القصف العنقودي فقد سجل في الرقة والقنابل الفوسفورية سجلت في المربعية في دير الزور, القصف المدفعي سجل في 139 نقطة تلاه القصف بقذائف الهاون والذي رصد في 133 نقطة أما القصف الصاروخي فقد سجل في 42 في مختلف أنحاء سورية.
فيما اشتبك الجيش الحر مع جيش النظام في 127 نقطة قام من خلالها "الحر" بتحرير رحبة التصليح في منطقة الشقيف في حلب بعد تفجير المباني التي يتمركز فيها "الشبيحة" وجنود النظام وفي الحسكة قصف "الحر" فوج مدفعية طرطب جنوب مدينة القامشلي، كما قام بقصف المطار الدولي هناك باستخدام قذائف الهاون وتم انشقاق خمسون عنصرًا بينهم ضابط برتبة عقيد بعتادهم الكامل وانضمامهم إلى الجيش الحر في منطقة القامشلي. وفي الفورسيه بريف دمشق قام الحر بقصف تجمع للشبيحه بقذائف الهاون، في الرقة تصدى الحر لرتل كان قادمًا من اللواء 93 في عين عيسى وتمكن من إعطاب عدد من الدبابات واغتنام أخرى، وفي حماه قصف الحر أماكن تمركز "الشبيحة" في برى الشرقي، أما في القابون فقد استهدف الحر حاجز العبارة على المتحلق الجنوبي في المنطقة الصناعية، وفي اللاذقية قام الحر باستهداف كل من مرصد استربة وقرية قسطل التي تتمركز بهما قوات النظام بقذائف الهاون، أما في القنطيره فقد تمكن الحر من تأمين انشقاق مجموعة من الجنود في قرية الحرية في دير الزور، واستهدف الحر بقذائف المدفيعه قوات النظام المتمركزه على الجبل المطل على المدينة بعد اشتباكات دامت ساعات عدة، وفي حمص قام الحر باستهداف الكلية الحربية بقذائف الهاون والرشاشات الثقيله.
ووقع قصف عنيف، فجر السبت، براجمات الصواريخ على قرى جبل الأكراد، وتركز القصف على الطرق الرئيسية في المنطقة وعلى طريق أوتوستراد حلب اللاذقية.
وفي بلدة خربة غزالة في درعا وقع قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة مستمر على البلدة.
وفي دير الزور وقع قصف عنيف من قبل جيش النظام بالمدفعية الثقيلة من الجبل على أحياء مدينة دير الزور المحررة.
وفي ريف دمشق في مدينة يبرود حصل قصف مدفعي من اللواء 18 يستهدف أطراف مدينة يبرود.
وفي درعا حدث قصف على بلدتي علما والصورة وسقوط قذائف عدة فجر السبت.
ومن جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض الأميركي خلال مؤتمر صحافي "لقد دعمنا وندعم تحقيقًا بقيادة الأمم المتحدة في المزاعم بشأن استخدام أسلحة كيميائية" في سورية.
لكنه أضاف أن "حقيقة أن نظام الأسد منع حتى الآن بدء هذا التحقيق يعكس افتقارًا للجدية في دعوته الأساسية لإجراء تحقيق والإيحاءات التي قدمها النظام بأن المعارضة استخدمت أسلحة كيميائية".
وأكد كارني انه "إذا كان نظام الاسد مهتمًا حقًا بالتحقيق فما كان ليصده".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عين العالم السويدي آكي سيلستروم لرئاسة البعثة الفنية المستقلة التي ستتولى مهمة التحقيق حول تقارير عن استخدام سلاح كيميائي في سورية.
وقرر بان إجراء تحقيق دولي بشأن تقارير عن استخدام أسلحة كيميائية في سورية، بعد أن تلقّى طلبًا مكتوبًا من السلطات السورية لتشكيل بعثة للتحقيق في استخدام السلاح الكيميائي في حلب.
واتهمت السلطات السورية مقاتلي المعارضة بإطلاق صاروخ كيميائي ضد المدنيين في حلب، ما أسفر عن مقتل 25 شخصًا وإصابة العشرات بجروح، وهو ما نفته المعارضة.
وقالت مصادر في وزارة الدفاع البريطانية إن عينة من التراب أخذت من منطقة قريبة من العاصمة دمشق، ووصلت بشكل سري إلى بريطانيا تكشف أن "نوعًا من الأسلحة الكيميائية" قد استعمل بالفعل في النزاع في سورية.
ووفقا للتقرير الصحافي الذي نشر على الصفحة الأولى من "تايمز"، فإن التجارب نقلت إلى قسم الأبحاث الكيمياوية والبيولوجية في وزارة الدفاع البريطانية في بورتون داون.
ولم تستطع الوحدة البريطانية أن تؤكد ما إذا كانت الأسلحة قد استعملت من قبل الحكومة السورية أو من قبل المعارضة المسلحة، وما إذا كان استعمال هذه الأسلحة منتظما، حسب الصحيفة.
إلا أن "تايمز" قالت إن هذه الأدلة من شأنها أن تدفع منظمة الأمم المتحدة إلى اتخاذ اجراءات عقابية ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي حين رفضت وزارة الدفاع الإدلاء بتعقيب على هذا التقرير، أبدت وزارة الخارجية "قلقها العميق" إزاء احتمال استعمال أسلحة كيمياوية في سورية، حسب ما ذكرت فرانس برس.
كما قال متحدث في الوزارة "لقد أعربنا عن قلقنا للأمين العام للأمم المتحدة (بان غي مون)، ونحن ندعم قراره في إجراء تحقيق" بشأن استخدام أسلحة كيميائية في سورية.
ويأتي هذا التقرير بعد أن أعلن دبلوماسيون غربيون عن امتلاك أدلة قوية على استخدام أسلحة كيمياوية مرة على الأقل في النزاع الدائر في سوريا منذ مارس 2011.
يشار إلى أن المعارضة المسلحة والحكومة السورية تبادلتا الاتهام بالمسؤولية عن 3 هجمات مزعومة بأسلحة كيماوية، بينهما هجومان وقعا في آذار/ مارس الماضي في خان العسل قرب حلب وفي منطقة قريبة من دمشق، في حين وقع الثالث في حمص في كانون الأول/ ديسمبر 2012.
وطلبت دمشق، الإثنين الماضي، من الأمم المتحدة أن يقتصر التحقيق على هجوم خان العسل، ورفضت طلب الأمين العام بنشر محققين دوليين للتحقيق في استخدام السلاح الكيماوي في عدة مناطق من البلاد.
جدير بالذكر أن دولاً عدة حذرت مرارًا الحكومة السورية من اللجوء إلى استخدام أسلحة كيمياوية في حربها ضد المعارضة المسلحة، في حين تؤكد دمشق أنه لو كان لديها مثل هذه الأسلحة فلن تستخدمها ضد شعبها.
ويعقد مجلس الأمن الدولي مشاورات بشأن سورية في التاسع عشر نيسان/ أبريل يستمع خلالها إلى إفادة من الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي.
وأعلنت الأمم المتحدة أن الإبراهيمي سيقدم، الجمعة المقبل، إفادة لمجلس الأمن الدولي الذي يعقد جلسة لإجراء مشاورات بشأن سورية.
وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة إدواردو ديل بويي إن الإبراهيمي سيتحدث للصحافيين بعد الجلسة التي يسبقها مشاورات، الخميس، يقدم فيها كبار مسؤولي الأمم المتحدة إفادات بشأن الوضع الإنساني في سورية.
وأضاف ديل بويي أن مدير عمليات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية جون غينغ سيبدأ، السبت، زيارة تستغرق 3 أيام لحلب في شمال سورية لتقييم الوضع الإنساني على الأرض بهدف تحسين المساعدات للمتضررين من أعمال العنف.
في سياق آخر أعلنت مجموعة من الكتائب والألوية الإسلامية التابعة للجيش السوري الحر، استهجانها ورفضها لإعلان "جبهة النصرة" مبايعتها لتنظيم القاعدة، ودعت "المجاهدين" إلى التوحد وتغليب "الوسطية والاعتدال"، بحسب ما جاء في بيان نشر على صفحتها على موقع "فيسبوك".
وقال البيان الموقع من "جبهة تحرير سورية الإسلامية": "نحن في سورية عندما خرجنا وأعلنا جهادنا ضد النظام الطائفي، خرجنا لإعلاء كلمة الله وليس لأن نبايع رجلاً هنا أو رجلاً هناك، ونفتئت على بقية إخواننا المجاهدين وشعبنا أو أن نفرض عليه شيئًا فوق إرادته".
وتضم الجبهة حوالي 20 لواء وكتيبة ومجموعة إسلامية ممثلة في القيادة العسكرية العليا للجيش الحر، ومن أبرزها لواء التوحيد ولواء الإسلام وألوية صقور الشام وكتائب الفاروق، التي تعتبر من أبرز المجموعات المقاتلة ضد النظام.
وتناول البيان، من دون أن يذكر أسماء، دعوة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري إلى إقامة دولة إسلامية في سورية، ومبايعة جبهة النصرة للظواهري، وإعلان زعيم تنظيم القاعدة العراقي، أبو بكر البغدادي، دمج جبهة النصرة والتنظيم العراقي في تنظيم واحد.
وأعلنت جبهة تحرير سورية الإسلامية "استغرابها واستهجانها" لما "ورد من إعلان إقامة دولة العراق والشام"، مضيفة "كأن إعلان إنشاء الدول يكون عبر وسائل الإعلام، ومن مجاهيل لا يعرفون، وليس عبر تحرير البلاد من نظام فاجر كافر دمر البلاد والعباد". وأضافت "كما نبدي استغرابنا لهذا النهج الحزبي الضيق لأناس بعيدين عن ساحات جهادنا، ولا يدركون واقعنا ومصالح ثورتنا المباركة، فيقيمون علينا دولة ونظامًا من دون استشارتنا، وأميرًا لم نؤمّره ولا نعرفه ولم نسمع عنه إلا في وسائل الإعلام".
وجاء في النص "لن يخدم شعبنا وأمتنا مبايعة من لا يعرفون شيئًا عن واقعنا، بينما لا تزال معظم مدننا محتلة وعصابة الإجرام قائمة تعيث في طول البلاد وعرضها فسادًا ودماء شعبنا تنزف".
ورأت الجبهة في ما شهدته الأيام الأخيرة حول هذا الموضوع "ما يكفي لبث النزاع والشقاق في صفوف المجاهدين في وقت عصيب، ومحاولة لدمج الصراعات في المنطقة بما يخدم ما يريد المجرم بشار الأسد من محاولات إشعال المنطقة".
من جهة أخرى، أطلق الجيش الإسرائيلي نيران المدفعية على الأراضي السورية بعد تعرض جنوده في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل لطلقات نارية وقذائف، بحسب ما أفاد الجيش الإسرائيلي. وقال الجيش في بيان "قبل فترة قصيرة أطلقت قذائف مدفعية وعيارات نارية على الجنود الإسرائيليين على طول السياج الأمني بين إسرائيل وسورية".
وأضاف "لم يصب إي جندي بجروح كما لم تقع أضرار. ورد الجيش الإسرائيلي بإطلاق قذائف مدفعية باتجاه مصدر النيران"، وتم إبلاغ سلطات الأمم المتحدة بالحادث.
وفي وقت سابق من هذا الشهر حذر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون بأن إسرائيل سترد على أي هجوم على أراضيها، وقال "لن نسمح بأي شكل بحصول عمليات إطلاق نار عشوائي بشكل منتظم على مواطنينا المدنيين أو على قواتنا".
وشهدت الأشهر القليلة الماضية تزايدًا في القذائف العشوائية التي تسقط على الجولان من سورية التي تشهد أعمال عنف منذ عامين، ودأبت إسرائيل على الرد على مصدر النيران. وتراقب الدولة العبرية من كثب ما يحدث في سورية، وتتخوف من محاولة مقاتلين إسلاميين يقاتلون ضمن قوات المعارضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد مهاجمتها.
في سياق آخر توجهت سفينة حربية جديدة من الأسطول الروسي العامل في البحر الأسود إلى البحر المتوسط لتنضم إلى مجموعة القطع البحرية الروسية المتواجدة هناك.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأسطول الحربي الروسي العامل في البحر الأسود فياتشيسلاف تروخاتشوف إن سفينة الإنزال "أزوف" ستنضم إلى مجموعة القطع البحرية الروسية الموجودة في البحر المتوسط في الأسبوع المقبل.
وأشار المتحدث إلى أن سفينة "أزوف" توجهت إلى مضيقي البوسفور والدردنيل اللذين يربطان البحر الأسود بالبحر المتوسط بعد أن أنجزت مهام في البحر الأسود، وسوف تنضم إلى مجموعة الوحدات من القوات البحرية الروسية المتواجدة في البحر المتوسط في الأسبوع المقبل.
وتضم مجموعة الوحدات الموجودة في البحر المتوسط الآن بارجة "سيفيرومورسك، وسفينة خفر السواحل "ياروسلاف مودري" وقاطرتي النجدة "ألطاي" و"أس بي-921" وناقلة الوقود "لينا".
وكان قائد القوات البحرية الروسية الأميرال فيكتور تشيركوف قد أعلن أن البحرية الروسية شرعت في تشكيل مجموعة من القطع التي ستحمي مصالح روسيا في البحر المتوسط. وقال تشيركوف للصحافيين في ختام اجتماع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مع قادة القوات المسلحة في آذار/مارس الماضي إن "وزير الدفاع أسند إلينا مهمة تشكيل مجموعة عملياتية من القطع يجب أن تتواجد في البحر المتوسط بصفة مستمرة". وقال شويغو خلال الاجتماع "أرى أننا نملك كل الإمكانيات لتشكيل هذه المجموعة وتوفير مستلزمات عملها".