توقف مؤقت للعمليات العسكرية

شن تنظيم" داعش" المتطرف هجومًا بقذائف الهاون، استهدف حي الجوسق المحرر في الساحل الأيمن من مدينة الموصل، فيما أفاد مصدر عسكري مسؤول، السبت، بتوقف العمليات العسكرية الجارية لتحرير مدينة الموصل، بشكل مؤقت، جراء سوء الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة. ويأتي ذلك في وقت أصيب فيه 12 مدنيًا في الساحل الأيسر لمدينة الموصل بأعراض مطابقة لأعراض التعرض لهجوم بسلاح كيماوي، في المعارك الدائرة لاستعادة الجانب الأيمن، غرب المدينة، من التنظيم المتطرف.

وأكد طبيب يعمل في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومقره في مدينة أربيل، في الشمال العراقي، تفاصيل الحادث لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". ومن بين المصابين طفل عمره 11 عامًا، ظهرت عليه أعراض تنفسية حادة، ومشكلات جلدية، إضافة إلى رضيع بعمر شهر واحد. وقال طبيب الصليب الأحمر إن المادة الكيماوية المستخدمة لم تحدد بعد، ولكن المصابين تلقوا علاجًا لتعرضهم لهجوم كيماوي.

ويبدو أن الإصابات وقعت في حادثتين منفصلتين، عندما سقطت قذائف هاون على منازل في شرق الموصل، واشتكى الضحايا من استنشاقهم مادة كيماوية ذات رائحة نتنة. وقال روبرت مارديني، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في الصليب الأحمر، إن الأعراض التي ظهرت على الضحايا تشير إلى تعرضهم لـ "عامل كيماوي يسبب تقرحات". وتشمل الأعراض تقرحات واحمرارًا في العيون وتهيجات في الجلد وتقيؤ وسعال. ودان مارديني استخدام هذا السلاح، مشيرًا إلى أنه محظور بموجب القانون الدولي. ولم يتضح بعد الطرف المسؤول عن الهجوم، لكن قذائف الهاون أطلقت، على ما يبدو، من منطقة في غرب الموصل، مازالت تحت سيطرة "داعش".

وفي غضون ذلك، قال مصدر عسكري مسؤول لعدد من وسائل الاعلام العراقية، من بينها "العرب اليوم"، إن الامطار والظروف الجوية أعاقت تقدم القوات العراقية لإكمال أهدافها في اتجاه مركز مدينة الموصل، مشيرًا إلى أن سوء الأحوال الجوية أعاق أيضًا الضربات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف، والطائرات العراقية.

وأكد المصدر ذاته أن عناصر التنظيم المتطرف قصفوا منطقة الجوسق المحررة، في الساحل الأيمن للموصل، صباح السبت، بأكثر من ١٩ قذيفة هاون، من عيار ٨٠ ميلليمترًا. وأضاف أن القصف أوقع قتلى بين صفوف المدنيين العزل، لم يعرف عددهم إلى الآن.

وقال مصدر أمني إن تنظيم "داعش" استغل سوء الأحوال الجوية، السبت، لشن هجمات على المناطق المحررة في الجانب الأيمن لمدينة الموصل، وهو ما أجبر طائرات التحالف الدولي على التدخل. وأوضح أن طيران التحالف شارك مجددًا في قصف مواقع وأهداف حيوية واستراتيجة لـ"داعش"، في منطقة النبي شيت، في الساحل الأيمن للموصل (المحور الجنوبي). وأضاف أن هذه المشاركة جاءت بعد توقف مشاركة الطيران، بسبب الأحوال الجوية السيئة في المنطقة، والتي استغلها التنظيم في شن هجمات على الأحياء المحررة في الساحل الأيمن.

وأعلن قائد عمليات "قادمون يا نينوى"، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، الجمعة، أن قوات مكافحة التطرف تمكنت من تحرير حي وادي حجر بالكامل، ورفعت العلم العراقي فوق المباني، بعد تكبيد العدو خسائر في الأرواح والمعدات.

ويذكر أن العملية العسكرية لتحرير غرب الموصل بدأت في 19 شباط / فبراير، واستعادت القوات العراقية أولاً مطار الموصل، وقاعدة غزلاني العسكرية مترامية الأطراف، إلى جواره، لكنها مازالت تحاول تأمين شريط من أحياء جنوب غرب المدينة، حيث تتكاثر المنازل، ويعيش آلاف المدنيين. أما الشطر الشرقي للموصل، فأُعلن عن تحريره بالكامل في يناير / كانون الثاني الماضي، بعد أسابيع من معركة طاحنة، إذ انطلقت عملية استعادة الموصل من تنظيم "داعش" رسميًا في أكتوبر / تشرين الأول 2016.

وتأتي العملية بعدما استولى التنظيم المتطرف على معظم مناطق المدينة، بعد اجتياح شمال البلاد وغربها، في صيف 2014، حيث استطاع احتلال نحو ثلث العراق، في أوج سيطرته. وغرب الموصل الآن هو الجيب الأخير المهم من الأراضي الحضرية التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف في العراق.

وقال بيان لإعلام "الحشد الشعبي"، إن قواته قتلت ستة عناصر من "داعش"، ونجحت في الاستيلاء على عجلة تحمل سلاحًا من عيار 14 ميلليمترًا، واغتنام مدفع هاون من عيار 60 ميلليمترًا، بالإضافة إلى مجموعة من الأسلحة الخفيفة، وذلك في صد لهجوم قام به متطرفو "داعش" على منطقة الصكار، غرب الأنبار.