قتلي نتيجة القصف على دمشق
دمشق ـ جورج الشامي قتل، الإثنين، 146 سوريًا، وارتكبت قوات الأسد 8 مجازر في دمشق وحمص، حيث سقط عشرات القتلى والجرحى، بينهم 8 أطفال، و10 عناصر من الجيش "الحر"، بينما واصل الجيش السوري الحر تقدمه في ريف حلب، وسيطر على مدينة السفيرة، فيما أعلنت المعارضة أنها تسيطر على ما يزيد من 70 % من النفط السوري من شمال شرق البلاد، وفي الوقت الذي أكد فيه رئيس الائتلاف السوري المعارض أنه طرح حلولاً وأفكارًا عدة على الائتلاف، لكنها جوبهت بالرفض، واستقالته قائمة وليست مساومة، قلل وزيرا خارجية البحرين والجزائر الاثنين من نجاح الحل السياسي لعلاج الأزمة السورية، رغم إيمانهما بضرورته، في حين أكدت الجامعة العربية أن تسليم السفارات السورية في العواصم العربية إلى الائتلاف الوطني السوري المعارض هو قرار سيادي يخضع لإرادة كل دولة على حدة. وفي حين أكدت إيران مواصلة دعمها للنظام السوري، ودعم المحاولات كافة لحل الأزمة، مشددة على أن القضية الفلسطينية هي الأهم في الوقت الراهن اعتُبر شهر آذار الأكثر دموية منذ انطلاق الثورة قبل عامين بسقوط ما يزيد على 6 آلاف سوري. واصل الجيش السوري الحر تقدمه في ريف حلب، وسيطر على مدينة السفيرة، بعد أن تراجعت قوات النظام إلى منطقة معامل الدفاع التي تعد من أكبر معامل تصنيع الذخيرة في سورية، وقد أصبحت معامل الدفاع هدفًا لقوات المعارضة، بعد أن قطعت خطوط الإمداد عن الجيش النظامي. فيما أعلنت المعارضة أنها تسيطر على ما يزيد من 70 % من النفط السوري من شمال شرق البلاد، وتحاول تشغيل هذا القطاع مجددًا بعد أن توقف مع العقوبات الدولية على النفط السوري في بداية الأزمة، وتأمل المعارضة بعد إعادة تشغيل حقول النفط الاستفادة من وارداتها لتميل الحرب ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ومع انتهاء يوم الإثنين استطاعت لجان التنسيق توثيق 146 قتيلاً بينهم خمس سيدات، أربعة أطفال، خمسة وخمسون في دمشق وريفها، واحد وثلاثون في حمص، خمسة وعشرون في إدلب، ثمانية عشر في حلب، عشرة في حماه، سته في دير الزور، وواحد في درعا. ووثقت اللجان 291 نقطة قصف في مختلف المدن والبلدات السورية، قصف الطيران سجل من خلال 16 نقطه في مختلف أنحاء سورية والقصف بصواريخ السكود على أربعه مناطق، البراميل المتفجره استعملت في 3 نقاط , أما القنابل الفراغية فقد قصفت كل من كفرزيتا وكفرنبودة بحماه، والقنابل العنقودية قصفت قارة بريف دمشق, قذائف الهاون سجلت في 107 نقطة، والقصف بالمدفعية فقد سجل في 98 نقطة, و القصف الصاروخي سجل في 60 نقطة. فيما اشتبك الجيش الحر مع قوات الحكومة في 113 نقطة قام من خلالها بتحرير الأبنية المرتفعة الواقعة بين جوبر والقابون في دمشق وقتل عدد كبير من الشبيحة، كما استهدف مطار دمشق الدولي براجمات الصواريخ، واستهدف اللواء 22 بصواريخ محلية الصنع في العتيبة، ودمر رتلاً عسكريًا كبيرًا قادمًا لمؤازة فوج الكيماء في ريف دمشق، وفي ادلب استهدف حاجز الخزانات التابع لقوات النظام بصواريخ غراد ، ودمر آليات عدة تابعة لقوات الحكومة في مدن وبلدات من سورية. وأكدت شبكة "سانا الثورة" توثيقها لخمسة مجازر في مناطق مختلفة من العاصمة السورية دمشق، وثلاثة في محافظة حمص، أحدها كان في قلعة "الحصن"، حيث أعد الجيش السوري الحكومي كمينًا لمقاتلي "الحر"، قتل فيه 10 من مقاتلي الكتائب. واستمر القصف باستخدام الطيران الحربي و راجمات الصواريخ وقذائف الهاون على محافظات سورية عدة، سقط جرائها أكثر من 140 قتيلاً، ومئات الجرحى، مع تهدم منازل مدنيين. وقتل ما لا يقل 45 عن من القوات الحكومية، خلال اشتباكات وهجوم على نقاط عسكرية وحواجز، بينهم 17 في دمشق و ريفها، وواحد في درعا، و7 في حلب، و7 في حمص، و6 في إدلب، وواحد في الرقة، وواحد في دير الزور، بالإضافة إلى 5 في حماة. ووثقت شبكة "سانا الثورة" ارتكاب قوات النظام 5 مجازر في دمشق وريفها، خلال أقل من 12 ساعة، سقط فيها نحو 50 شخصًا، الأولى في مدينة كفر بطنا في ريف دمشق، قتل فيها 15 شخصًا، بينهم 8 أطفال، والثانية في مخيم اليرموك في العاصمة، وبلغ عدد ضحاياها 7 قتلى، وأكثر من 40 جريحًا، كما وقعت مجزرتان في حي دمر في دمشق، قتل في الأولى 15 شخصًا تحت التعذيب في فرع الأمن العسكري، فيما ضحايا الثانية 5 أفراد من عائلة واحدة. والمجزرة الأخيرة وقعت في مدينة حمورية، وسقط فيها 5 قتلى نتيجة القصف العنيف، الذي طال المدينة براجمات الصواريخ. ونفذ الطيران الحربي غارات جوية على مناطق في مدينة يبرود في ريف دمشق، كما قصف الطيران المروحي مدينة قارة، ما أدى لسقوط جرحى، وتهدم في بعض المنازل، وتدور اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي الكتائب في مدينة رنكوس، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كما تعرضت بلدة المليحة لقصف من قبل القوات النظامية، وسقطت عدة قذائف على مدينة دوما، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، وتتعرض مناطق في مدينة داريا وبلدة البحدلية لقصف من قبل القوات الحكومية، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، وقتل شاب من مدينة درعا العمالية متأثرًا بجراحه، نتيجة سقوط قذيفة هاون على منزله، ليلة الأحد، وفي دمشق استشهد شاب من حي برزة برصاص قناص من القوات الحكومية صباح الإثنين. كذلك كانت حمص مسرحًا لثلاث مجازر أخرى ارتكبتها قوات النظام في سورية، حيث شهدت مدينة تلكلخ مجزرة، قالت هيئة الثورة "إن جنودًا من قوات الأسد والشبيحة قتلوا فيها 12 شخصًا بعضهم ذبح بالسكاكين"، وعُثر في حي بابا عمرو على 4 جثث متفحمة، قال ناشطون "إن قوات النظام أعدمتهم ميدانيًا، قبل أن تحرق جثثهم"، في حين ارتكبت المجزرة الثالثة في قلعة الحصن، حيث قتل نحو 10 من عناصر الجيش "الحر"، في كمين نصبته لهم قوات النظام، وتتعرض مناطق في مدينة القصير لقصف من قبل القوات النظامية، ما أدى إلى سقوط جرحى، وتضرر في بعض المنازل. ولا تزال الاشتباكات مستمرة بين مقاتلين من الكتائب والقوات النظامية في محيط حي الخالدية، الذي تحاول القوات الحكومية اقتحامه والسيطرة عليه، وتترافق الاشتباكات مع قصف على الحي، ومناطق في أحياء حمص القديمة، وفي ريف حمص تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب عند أطراف منطقة البساتين في مدينة تدمر، كما تعرضت مناطق في مدينة الرستن للقصف. وفي محافظة حلب، سقطت قذائف هاون على حي الأشرفية، وأنباء عن شهداء، وسقوط عدد من الجرحى، كما استشهد رجل من حي الكلاسة، إثر إصابته بشظايا قذيفة، الاثنين. ولا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بين القوات الحكومية ومقاتلي الكتائب في حي الشيخ مقصود، وتستخدم فيها الرشاشات الثقيلة والمتوسطة، وشوهدت طائرة حوامة تستهدف مناطق في الحي قبل قليل، وتعرضت مناطق في محيط مطار "منغ" العسكري للقصف، كما تعرضت مناطق في قرية عبطين في ريف حلب الجنوبي للقصف، واستشهد 12 مواطنًا، بينهم مقاتلان اثنان من الكتائب، أحدهم استشهد خلال اشتباكات مع القوات النظامية في محيط مطار "منغ" العسكري، والآخر من مدينة حلب، استشهد خلال اشتباكات مع القوات الحكومية في حي القابون في مدينة دمشق, وسبعة مواطنين قتلوا إثر سقوط قذائف على حي الشيخ مقصود في المدينة، كما استشهد رجل من مدينة السفيرة برصاص القوات الحكومية قرب معامل الدفاع في ريف المدينة. في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من ستة آلاف شخص قتلوا في سورية خلال آذار/مارس 2013، ما يجعل منه الشهر الأكثر دموية في النزاع المستمر منذ عامين، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن عدد القتلى في آذار/ مارس بلغ "ستة آلاف وخمسة قتلى، ما يجعل منه الشهر الأكثر دموية" منذ بدء النزاع منتصف آذار/ مارس 2011. وتوزعوا على 3480 مدنيًا بينهم 298 طفلا دون السادسة عشر من العمر و291 سيدة و1400 مقاتل معارض. و86 جنديًا منشقًا و1464 عنصرًا من القوات النظامية "بينهم أفراد في قوات الدفاع الوطني التي شكلها النظام"، وأحصى المرصد سقوط 387 شخصا مجهولي الهوية إضافة إلى 588 مقاتلا مجهولي الهوية "بينهم العديد من جنسيات غير سورية". وأعرب عبد الرحمن عن اعتقاده أن العدد الحقيقي لقتلى النظام والمعارضة "هو اعلي من ذلك" بسبب تكتم الطرفين على الحصيلة الفعلية "من أجل المعنويات في القتال". وحمل المسؤولية عن الضحايا للمجتمع الدولي "الذي لم يقم بأي أمر جدي لمساعدة الشعب السوري سوى الوعود الكاذبة، بل يجلس شاهدا على تدمير سورية والمجتمع السوري"، بحسب قوله. وتوقع عبد الرحمن انه "إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، نعتقد أن ثمة مجازر ستحصل في سورية في غياب رادع للقتلة عن ارتكاب جرائمهم". وأحصى المرصد سقوط 62554 شخصًا منذ بداية النزاع في حصيلة تبقى أدنى من أرقام الأمم المتحدة التي أعلنت في شباط/فبراير أن عدد الضحايا يقارب 70 ألف شخص. وأشار مدير المرصد إلى أن حصيلته لا تشمل الأعداد الحقيقية لقتلى طرفي النزاع، إضافة إلى آلاف المخبرين و"الشبيحة" الموالين للحكومة، وآلاف المعتقلين والأسرى. وتوقع في حال احتساب هؤلاء "أن يتخطى العدد الحقيقي للذين قتلوا 120 ألف شخص". وأكد رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب أنه "إذا صدق النظام، فسيقبل التفاوض معه في دمشق على الحل"، موضحًا أن "الحل السياسي هو الحل العاقل، وهو بيد السوريين، إذا كانوا يدًا واحدة"، معتبرًا أن "هناك مؤامرة واضحة جدًا على سورية، وأن أي تدخل خارجي هدفه تقسيم البلاد". ولفت الخطيب، في حديث لقناة "دبي" الفضائية، إلى أنه "لابد من برنامج انتقالي يضمن حقوق الجميع في أجهزة الدولة، كما حدث في جنوب أفريقيا وراوندا"، مشيرًا إلى أن "النظام ومجموعته الأمنية عاثوا في الأرض فسادًا والحق العام سيلاحقهم، والائتلاف ليس جسمًا كاملاً، وهناك تباين في وجهات النظر، وبعض أعضاء الائتلاف يتصرفون بطريقة غير لائقة"، مؤكدًا إصراره على استقالته، ومشددًا على أنها "ليست مساومة، والأمر مرتبط بمعادلات كثيرة، حيث أن وجودي على رأس الائتلاف مفيد لكنه بعيد عن احتياجات الناس، وطرحتُ كثيرًا من الأفكار على الائتلاف، لكنها جميعًا جوبهت بالرفض". وذكر الخطيب أنه التقى بشار الأسد مرة واحدة، عرضيًا، مطالبًا إياه بتذكر أطفال سورية كلما نظر إلى أطفاله، خاتمًا حديثه أن "الثورة السورية ستهز العالم، ودماء الشعب لن تذهب سُدى". في غضون ذلك نقل إعلام النظام السوري قول الأسد إن ما كانت تخفيه أمريكا أصبح واضحًا، وهو استهداف المحور المقاوم، مؤكدًا أن المعركة طويلة، وأن معركة الانتصار قد بدأت، كذلك هاجم ممثل الائتلاف المعارض في لندن القيادة الأميركية، مؤكدًا أن رفض إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التدخل في الأزمة التي تشهدها سورية "إهانة للشعب السوري". وأضاف الرئيس السوري بشار الأسد قائلاً "ما نخبئه للأعداء كافٍ ليجعلهم يفكرون في الهزيمة قبل أي شيء، نحن صامدون، ونحن قادمون لتحقيق النصر". والتقى الأسد الوفد العسكري الرفيع الذي زار كوريا، واطلع على الاتفاقات العسكرية الموقعة، كما التقى مع قادة الأسلحة الاستراتيجية في سورية. وأكد الرئيس الأسد بعد لقائه للقادة العسكريين أن "سورية الآن هي أكثر قدرة على الصمود وتحقيق النصر"، وتابع قائلاً أن "ما كانت تخفيه أميركا أصبح واضحًا، وهو استهداف المحور المقاوم (سورية، إيران، كوريا الديمقراطية، وأصدقائهم)، بصورة منفردة، حتى يسهل عليها تحقيق النصر، ولكن وضوح الصورة لدى هذا المحور كشف الأعداء، ونحن نقف في وجه مخططات الاستحواذ التي تقودها أميركا". وتزامن هجوم الرئيس السوري على القيادة الأميركية مع هجوم لممثل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في لندن وليد سفور عليها أيضًا، وذلك على ما اعتبره "تقاعسها ضد نظام الرئيس بشار الأسد"، مؤكدًا أن "بريطانيا وفرنسا تمثلان الآن أفضل أمل لإنقاذ حركة التمرد في سورية". وقال سفور، في مقابلة مع صحيفة "ديلي تليغراف"، أن "رفض إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التدخل في الأزمة، التي تشهدها سورية منذ أكثر من عامين، إهانة للشعب السوري، غير أن موقف بريطانيا وفرنسا هو أكثر تقدمًا، وأفضل من موقف الولايات المتحدة، التي ترفض اتخاذ أي إجراء"، وأضاف أن "بريطانيا أكثر فاعلية في مساعدة المعارضة السورية، وتزيد دعمها، ولديها ميل للمساعدة، وهذا يأتي من رئيس وزرائها (ديفيد كاميرون)، غير أنها لم تقبل حتى الآن إلى جانب فرنسا مطالب الائتلاف الوطني في إقامة منطقة حظر جوي في شمال سورية". وأشار سفور، العضو في جماعة الأخوان المسلمين السورية المعارضة، إلى أن لندن وباريس "بدأتا التحرك تدريجيًا تجاه الاقتناع بمطلب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بشأن منطقة حظر الطيران"، معتبرًا أن "الولايات المتحدة بحاجة لأخذ زمام المبادرة في دعم المعارضة السورية"، واصفًا جهودها السياسية في سورية بأنها "ضارة"، وأن تصنيف الولايات المتحدة لـ"جبهة النصرة"، على لائحة المنظمات الإرهابية خطأً تكتيكي، لم يساهم سوى في تحييدها أكثر عن الوضع القائم على الأرض في سورية. وكشف سفور أن الأميركيين "طلبوا من الائتلاف الوطني المعارض تصنيف جبهة النصرة كمنظمة إرهابية، وكانوا غاضبين حين أعلن رئيسه أحمد معاذ الخطيب بأن الائتلاف لا يستطيع اعتبار الذين يُقاتلون لتحرير سورية إرهابيين". وقالت "ديلي تليغراف" أن "بريطانيا هي واحدة من البلدان الحاضرة في غرفة العمليات في تركيا، الساعية إلى إدارة تدفق الأسلحة إلى سورية، وتوجيهها إلى المجلس العسكري الأعلى (الجناح العسكري للائتلاف الوطني المعارض). وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حسين أمير عبداللهيان، الاثنين، أن "طهران ملتزمة بمواصلة دعم إصلاحات الرئيس السوري بشار الأسد، وتدعم جميع المحاولات لحل الأزمة السورية"، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية هي الأهم في الوقت الراهن، مؤكدًا على ضرورة الاهتمام الجاد للدول العربية والإسلامية للوصول لحل عادل وكامل للقضية الفلسطينية، وأن إسرائيل في أسوء وضع لها في الوقت الجاري. وأعلن عبد اللهيان استعداد بلاده لمساعدة مصر في مختلف المجالات، حيث قال "لو هناك طلب من المسؤولين المصريين للمساعدة فنحن مستعدون للتعاون". وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في القاهرة "الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تنظر بنظرة مذهبية إلى أي مكان في مصر، دينيًا كان أو سياحيًا، وهذا أمر داخلي وشأن مصري، وستشاهدون حضور السياحة الإيرانية إلى مصر لدعم اقتصادها"، مشيدًا بالعلاقات المصرية الإيرانية في القطاع الصناعي، معتبرًا أنها في أفضل حالاتها، مشيرًا إلى أن بلاده تقيم علاقات طيبة وصداقة مع الجميع، وليست في حاجة للتدخل في شؤون الدول العربية. وقلل وزيرا خارجية البحرين والجزائر، الإثنين، من نجاح الحل السياسي لعلاج الأزمة السورية، رغم إيمانهما بضرورته، واستبعد وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة -خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الجزائري مراد مدلسي بالجزائر- نجاح الحل السياسي في سورية رغم تأكيد كل الأطراف على قبول "نهج الحوار"، مضيفًا أن الحل القائم على الحوار هو الحل الأمثل "لكن الظروف لا توحي بهذا الشيء". وقال وزير الخارجية الجزائري إنه لا يعتقد أن لمهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي فرصة للنجاح رغم أمله بأن تنجح، وأضاف "الإبراهيمي نفسه أكد عند تكليفه أن المهمة معقدة، ولا أعتقد أن الأوضاع تحسنت منذ ذلك الوقت". وجدد مدلسي إصرار الجزائر على أن الحل الوحيد هو الحوار بين السوريين الذي يجب أن تشجعه الأطراف الموجودة في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. وفيما يتعلق بتحفظ الجزائر على منح مقعد سورية في الجامعة للمعارضة السورية خلال قمة الدوحة، قال مدلسي إنه تم التعبير عن هذه التحفظات داخل الجامعة العربية التي ينص ميثاقها على أنها جامعة بين دول يجب أن يحترم بعضها بعضًا، مشيرًا إلى أنه لا ينبغي تمكين كيان ما ليس دولة من الحصول على مقعد دولة عضو في الجامعة العربية. وأكد المتحدث الرسمي باسم الجامعة العربية نصيف حتى أن مسألة تسليم السفارات السورية في العواصم العربية إلى الائتلاف الوطني المعارض هو قرار سيادي يخضع لإرادة كل دولة على حدة، لافتا إلى أن تحديد مندوب سورية لدى الجامعة العربية سيأتي بعد الانتهاء من إجراءات الائتلاف الداخلية والتنظيمية وتشكيل الحكومة الانتقالية. وجدد المتحدث تأكيد الجامعة على أن الحل السياسي هو "السبيل الوحيد للأزمة السورية"، مشددًا على ضرورة الاستمرار في دعم مهمة الإبراهيمي واتفاقية جنيف. وانتقدت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير في سورية، الإثنين، الجامعة العربية بسبب منح مقعد سورية في الجامعة إلى الائتلاف. وقال أمين سر المكتب التنفيذي في الهيئة رجاء الناصر في مؤتمر صحفي بدمشق إن هذا "يهدف إلى تحقيق المزيد من التمزق داخل صفوف المعارضة السورية، ومحاولته فرض أحد أطرافها على الشعب السوري". واعتبر أن قرار الجامعة العربية ستنتج عنه عواقب خطيرة تؤثر على وحدة الكيان السوري وتنعكس بالضرر على مصالح المواطنين السوريين، حسب قوله.