بغداد-نجلاء الطائي
تحدى آلاف من أنصار التيار الصدري، الجمعة، قرار الحكومة بعدم المشاركة في التظاهرات والتي دعا لها زعيم التيار الصدر مقتدى الصدر، للمطالبة بالإصلاح وطرد "الفاسدين" من الحكومة، فيما ردّد المتظاهرون هتافات غاضبة تفيد بأن وقت القضاء على الفساد قد حان، وعلى الرغم من قرار قيادة العمليات المشتركة بوصف كل متظاهر على أنه يشكل"تهديد إرهابي"، وستتعامل معه وفق القانون، إلا أنّ المتظاهرين واصلوا زحفهم الى ساحة التحرير منذ ليلة الخميس مع وصول آلاف من محافظات العراق كافة.
وشهدت ساحة التحرير والمناطق المحيطة بها، إجراءات أمنية مكثفة لحماية جموع المتظاهرين وتم قطع الطرق والجسور المؤدية إلى ساحة التحرير بالكامل وبعض الشوارع الرئيسة في العاصمة بغداد، وفي كلمة ألقاها وسط الجموع الغفيرة المتحدية لتهديد الحكومة، طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ، الحكومة العراقية، بإقالة المفسدين من أصحاب الدرجات الخاصة واختيار أعضاء جدد في المفوضية العليا للإنتخابات، محذرًا أن مطالبه ستمتد إلى اقالة الرئاسات الثلاث في حال "تقصيرها".
وقال الصدر في كلمة أُلقيت خلال تظاهرة ساحة التحرير في بغداد، إنّ "وقوفنا في ساحة التحرير هو من أجل تحقيق الإصلاحات الشاملة في جميع مؤسسات الدولة، وأنّ مطالبنا مشروعة ولن نتوقف عنها الا بتحققها وبالطرق السلمية"، وهذه المطالب التي يقترحها الصدر تتمثل في إقالة جميع المفسدين في مفاصل الدولة وأصحاب الدرجات الخاصة"، محذرًا من أن "تعم هذه المطالب الرئاسات الثلاث في حال تقصيرهم"، كما شدّد على "تقديم الفاسدين الى محاكمة عادلة بأسرع وقت وإلا فالشعب كفيل بمحاكمتهم".
وطالب الصدر بإلغاء مبدأ المحاصصة العرقية والحزبية في المناصب الحكومية في مؤسسات الدولة وتشكيل حكومة مستقلة تكنوقراط، مؤكدا على الإصرار على استقالة المفوضية العليا للانتخابات واختيار أعضاء جدد غير خاضعين للمحاصصة السياسية والاعتماد على الكفاءة والنزاهة والمهنية.
ودعا الصدر مجلس النواب إلى التصويت على الاصلاحات الجدية التي يطالب بها الشعب العراقي على أن تكون الجلسات علنية وتبث مباشرة من خلال وسائل الاعلام ليطّلع عليها الشعب العراقي، داعيًا القضاء العراقي إلى الابتعاد عن المحاصصة والضغوط السياسية والعمل بحيادية واستقلالية تامة.
وأكد الصدر في ختام كلمته على الوقوف مع القوات الحكومية العراقية في محاربتها ضد الإرهاب، مباركًا لهم الانتصارات الأخيرة، مشيرًا إلى الوقوف خلفهم لتحرير باقي المناطق، لا سيما مدينة الموصل العزيزة، وغادر الصدر، منصة ساحة التحرير وسط بغداد، مؤكدًا للمتظاهرين أنه جاء للمشاركة معهم فقط، بعد أن ألهب حماس المتظاهرين في ترديد شعارات "نعم نعم للعراق"، مؤكدًا أنه لا يقبل بغير هذا الشعار.
وحثّ الصدر المتظاهرين على ترديد الشعرات ذاتها التي يقولها، مشددًا على أن التظاهرات "سلمية سلمية"، و"إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعة"،ودعا إلى خروج أميركا من العراق، وانسحب المتظاهرون الذين تجمعوا في ساحة التحرير، بعد مغادرة زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، وأعادت القوات الأمنية فتح جميع الطرق في بغداد، والتي أُغلقت بسبب التظاهرات في ساحة التحرير وسط بغداد، باستثناء ساحة التحرير وجسر الجمهورية، بقيت مغلقة لدواعٍ أمنية.
إلى ذلك اتهم مسؤول مكتب بغداد والمناطق الشمالية في التيار الصدري إبراهيم الجابري، قناة العراقية الفضائية الرسمية بالوقوف إلى جانب الفاسدين في الحكومة بعد سحبها سيارة البث المباشر لتغطية التظاهرات في ساحة التحرير، وسط بغداد، وأضاف أنّ "قناة العراقية اتخذت هذا القرار بعد صدور أوامر من قيادة العمليات المشتركة بإلغاء التظاهرة المليونية التي طالب بها التيار الصدري لعدم وجود موافقات".
وأوضح الجابري، أن "التظاهرات التي انطلقت في العاصمة بغداد هي سلمية ومستمرة كما طالب بها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر حتى القضاء على الفساد والفاسدين وإلغاء المحاصصة الحزبية والفئوية"، وفي التطورات الميدانية تستعد القوات المشتركة العراقية خلال الساعات المقبلة بعملية واسعة لتحرير المناطق الغربية من محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم"داعش".
وأعلن مدير استخبارات لواء الصمود في حديثة المقدم ناظم الجغيفي للصحافين، أنّ قوات قتالية وصلت إلى قاعدة عين الأسد في ناحية البغدادي ، غرب الأنبار، مقبلة من بغداد قوامها ألف جندي من القوات الحكومية العراقية مع أسلحة وتجهيزات عسكرية استعدادًا لتطهير المناطق الغربية للأنبار، وأن القوات الأمنية أنهت جميع الاستعدادات لتطهير ما تبقى من المناطق الغربية منها القائم وراوة وعنة والعبيدي وناحية العبيدي والدولاب التي يتمركز فيها التنظيم الإرهابي وتدمير نقاط تمركزهم فيها.
وأكد مدير الاستخبارات أن الساعات القليلة المقبلة ستشهد بدء عملية تحرير المناطق الغربية وبمشاركة جميع صفوف الأجهزة الأمنية من الجيش والشرطة وأفواج الطوارئ ومقاتلي لواء الصمود في حديثة والفرقة السابعة التابعة للقوات الحكومية، وبدعم من طيران التحالف الدولي، وفي هذه الأثناء، نفذت القوات المشتركة عملية عسكرية استهدفت تجمعات تنظيم "داعش" في جزيرة الخالدية، شرقي الرمادي، مما أسفرت عن مقتل 12 عنصرًا من "داعش" وتدمير عجلة مفخخة.
واضاف مصدر أمني في قيادة عمليات الأنبار لـ"العرب اليوم"، أنّ "القوات تمكنت من تدمير ثلاث مفارز للهاون ومنصة لإطلاق الصواريخ ومضافة للتنظيم وشاحنة تحمل سلاح رشاش أحادية"، كما أكد مصدر في شرطة محافظة كركوك، الجمعة، أنّ قناصًا من تنظيم "داعش"، أطلق النار، صباح الجمعة، في اتجاه عنصر في قوات "البيشمركة" في مجمع اليرموك التابع لناحية الرشاد، جنوبي كركوك".
وشهدت العاصمة بغداد، الجمعة، انفجار عبوة ناسفة، في القرب من علوة الرشيد لبيع الفواكه والخضر في حي أبو دشير بمنطقة الدورة، جنوبي بغداد، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة، كما انفجرت،عبوة ناسفة، صباح الجمعة، بالقرب من محال تجارية في منطقة الزعفرانية، جنوب شرقي بغداد، مما أسفرت عن مقتل شخص وإصابة ثمانية آخرين بجروح متفاوتة.