بغداد – نجلاء الطائي
عبَّرت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، عن ارتياحها لقرار الولايات المتحدة الانسحاب "تدريجيا" من سورية، مؤكدة أن "التحالف الدولي يمكن أن يقوم بعمليات ضد الجماعات المتطرفة انطلاقا من العراق إذا احتاج الأمر". ويتناغم هذا التصريح مع آخر سابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي شدَّد على أنه يمكن التحرك سريعا انطلاقا من العراق لتنفيذ مهمات في سورية.
وتابعت بارلي تقول: "قسم كبير جدا من هذا التحالف لا بل الأكبر في العراق ما يسمح بالقيام بعدة أمور، أولا دعم تدريب القوات المسلحة العراقية التي تتصدى بنفسها للإرهاب وإمكانية إعادة التدخل في سورية، لكن بشروط".
وقالت بارلي في برنامج "مسائل سياسية" لإذاعة "فرانس انتر" وصحيفة "لوموند" و"فرانس تلفزيون"، "إذا ما صدقنا كل التصريحات الأخيرة الأميركية فإننا نتجه مجددا إلى انسحاب تدريجي ومنسق جدا". وأضافت "أنه نبأ سار جدا إذا استمرت الأمور على هذا المنحى"، مؤكدة مجددا أن المعركة ضد تنظيم داعش لم تنته".
وتابعت الوزيرة "الأمر الثاني الذي قمنا به حيال الشركاء الأميركيين هو الإصرار على ضرورة إعطاء الكورد ضمانات أمنية". وأضافت "حماية الكرد مسألة ضرورة أخذت حاليا في الاعتبار بشكل واضح من الحلفاء الأميركيين".
اقرا أيضاً :
باريس وبرلين تؤكدان على أهمية اتفاق دفاعي أوروبي خارج الناتو
وذكرت أن التحالف الدولي المناهض لتنظيم "داعش" بقيادة أميركية سيتمكن من العمل أيضا انطلاقا من العراق بعد إتمام الانسحاب من سورية. وقالت "إننا شركاء في التحالف وسنبقى كذلك. هذا التحالف لن ينسحب من المنطقة وسيبقى في العراق، سيواصل تدخله".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد أن فرنسا ستبقى "مشاركة عسكريا في التحالف الدولي في المشرق" في 2019. وفرنسا التي شهدت اعتداءات تبناها تنظيم "داعش"، تنشر 1200 جندي في التحالف للمشاركة في عمليات جوية وقوات خاصة في سورية وتدريب الجيش العراقي.
وسعت الإدارة الأميركية لطمأنة الحلفاء، لكنها أثارت غضبا وانتقادات وجدلا في العراق، رافق زيارة سابقة قام بها ترامب لقاعدة "عين الأسد" الجوية، مطلقا إشارات واضحة لتعزيز الوجود العسكري الأميركي في الساحة العراقية. وانتقدت فصائل شيعية عراقية موالية لإيران الزيارة وأعلنت رفضها تعزيز الوجود العسكري الأميركي في العراق وطالبت برحيل "قوات الاحتلال".
وفي كانون الأول/ديسمبر 2018 فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحلفاء بإعلان انسحاب قريب للعسكريين الأميركيين البالغ عددهم ألفي جندي منتشرين في سورية لمحاربة المتطرفين. وأكد أن ذلك سيتم "بوتيرة متناسقة".
وتوعد ترامب "بتدمير اقتصاد تركيا إذا هاجمت الكرد" في حين تهدد أنقرة منذ أسابيع بشن هجوم جديد على وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة "إرهابية"، لكنها حليفة واشنطن في محاربة تنظيم "داعش".
قد يهمك أيضاً :
واشنطن تعيّن موفدًا جديدًا لدى التحالف الدولي لمحاربة "داعش"
ماكرون يؤكد إستمرار محاربة الإرهاب في سورية في إطار التحالف الدولي