طهران - العراق اليوم
ترفع إيران شعارات مناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة، لكن تأثير نفوذها والعمليات التي تقوم بها أذرعها في المنطقة كانت تداعيته أكبر على الدول العربية كما يحصل في سورية والعراق واليمن وغيرها، وما يعزز هذه الفكرة التصريحات التي يطلقها مسؤولون إيرانيون وزعماء مليشيات موالية لها في هذا الاطار ولعل آخرها مقطع فيديو يظهر فيه القيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس يتحدث بالفارسية مع صحفيين تابعين لقناة في الحرس الثوري قال إنه يتمنى الموت والدمار للرياض وليس إسرائيل.
“المشروع الإيراني هو قومي فارسي، ولكنه ممزوج بغطاء طائفي ديني”، هكذا يصف المحلل السياسي العراقي هيثم الهيتي التحركات التي تقوم بيها طهران وأذرعها في المنطقة منذ نحو 40 عاما.
فقد دأبت إيران منذ سقوط نظام الشاه وتولي رجال الدين الحكم في عام 1979 على محاولات كسب التأييد والنفوذ داخل دول عربية مستغلة موقعها الجغرافي المحاذي لدول الخليج وشرق البحر المتوسط.
ويقول الهيتي في حديث لموقع الحرة إن “مرشد إيران السابق روح الله الخميني ومن خلال خطبه المبكرة التي أعقبت سيطرته على الحكم كانت معظمها تتحدث عن تصدير الثورة وضرورة أن تحكم طهران كل من العراق وسوريا واليمن والمنطقة العربية بالكامل”.
ويضيف “ولكن تصدير الثورة إلى المنطقة العربية يحتاج إلى شعار فلسطين الذين استخدمه القوميون في الخمسينيات والستينيات لتعزيز نفوذهم وأفكارهم”.
ويتابع أن “نفس المنهج تستخدمه إيران لتصدير الثورة الخمينية في المنطقة”.
لكنه يستدرك “هذا لا يعني أن إيران لن تضرب أو تحتك بإسرائيل في يوم من الأيام لأنها بحاجة ماسة لذلك حتى تجذب الجمهور العربي وتجعله تابع لها”.
وخلال السنوات العشر الماضي تسبب تصاعد حجم النفوذ الإيراني في عدد من دول المنطقة في حرب أهلية في سوريا واليمن وفساد وضياع للهوية الوطنية في كل من العراق ولبنان.
يشير الهيتي إلى أن “البعض يؤمن أن إيران تريد أن تحارب إسرائيل سواء في العراق أو سوريا أو باقي المناطق ولذلك يقتل بني جلدته ويتعاون مع الحرس الثوري اعتقادا منه أنه يساهم في تعزيز نفوذ دولة تحارب إسرائيل”.
ويؤكد أن “هذا كله تقوم به إيران تغطية لمشروعها الأصلي، فهي ممكن أن تحتك بإسرائيل لتجذب الجمهور العربي وتجعله خانعا وخاضعا لها”.
ويشير الهيتي إلى أن “زعزعة الأوضاع في المنطقة هو الفعل الذي تقوم به إيران، ولكن الهدف هو السيطرة لأنها تريد أن تعود قوة مسيطرة في الشرق الأوسط وتزيد من قدرتها على التمدد”.
ويضيف أن “قوة العراق هو الخطوة الوحيدة والكفيلة بإعادة ايران إلى داخلها وبالتالي ضمان استقرار المنطقة”.
وتخضع معظم الميليشيات الشيعية في المنطقة إلى النفوذ الإيراني، كما أن طهران تدعم جماعات مسلحة سنية مثل حماس والجهاد الإسلامي، وأيضا لديها ارتباطات بتنظيم القاعدة من خلال معسكرات تؤوي الكثير من قادة هذا التنظيم خلال السنوات الماضية، ويؤكد الهيتي أن “المشروع الإيراني هو قومي فارسي، ولكنهم صنعوا مزيجا قوميا مخلوطا بغطاء طائفي ديني”.
ويواصل أن “شاه إيران كان قوميا لكنه لم يتمكن من التأثير في العراقيين والسوريين واليمنيين والسعوديين لأنه لا يستطيع أن يقول إننا فرس نريد احتلالكم”.
ويتابع الهيتي أن “فكرة الخميني هي قومية بغطاء طائفي يخدع الطوائف العربية المشابهة لطائفته بأنه هو جاء لتعزيز نفوذ الطائفة، لكن في الحقيقة هو غطاء للتأثير والدعاية، لأن الفكرة أساسها قومي”.
ويستدرك “لكن في الوقت ذاته إيران تدعم الإخوان المسلمين وهذا يؤكد أنهم ليسوا حماة الطائفة الشيعية كما يدعون، بل هم يدعمون من يسير على منهجهم الذي يدعو لولاية الفقيه والمطابق تماما لمنهج المرشد الأعلى لدى الإخوان المسلمين وكلاهما قائم على مبدأ الإسلام السياسي”.
ومنذ 2003، ازداد النفوذ الإيراني في العراق من خلال دعم بعض الأحزاب الموالية لها وخلق ميليشيات تأتمر بأمرها وتهدد العراقيين المعارضين لها.
وخرج العراقيون في تظاهرات منذ أول أكتوبر للمطالبة بالحد من النفوذ الإيراني في البلاد، ولعبت إيران دورا كبيرا في قمع هذه التظاهرات من خلال الموالين لها.
قد يهمك ايضا