واشنطن - العراق اليوم
نشرت صحيفة "واشنطن بوست"، الأربعاء، تقريرا عن الاحتجاجات التي شهدها محيط السفارة الأميركية في العاصمة بغداد من قبل الحشد الشعبي بعد قصف الطائرات الأميركية مقاره في القائم في محافظة الأنبار، إذ أشارت إلى أن السفارة ضحية سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه إيران.
ووصفت الصحيفة في تقريرها، الهجوم على مجمع السفارة الأميركية في بغداد بأنه "تزامن مع تراجع في الوجود الدبلوماسي وتأثير الولايات المتحدة وسط المواجهة مع إيران"، وقالت إن "الدبلوماسيين الأميركيين العاملين في السفارة أجبروا على الهروب إلى الغرف الآمنة في السفارة حيث تم إرسال جنود المارينز يرابطون في الكويت لزيادة حمايات السفارة بعدما اخترق عناصر الحشد الشعبي الحزام الأول من السفارة وأحدثوا أضرارا عليه انتقاما لمقتل 24 من أنصارهم".
وأضافت الصحيفة أن “العراق يعيش لسنين حالة من التنافس والشد والجذب بين الولايات المتحدة وإيران، وكانت واشنطن خفضت بصماتها العسكرية في البلد الذي غزته عام 2003 وأطاحت بالنظام القائم فيه. ولأنها شعرت أن التأثير في البلد سيظل قائما قررت بناء مجمع ضخم للسفارة والذي يعتبر الأضخم في العالم من ناحية المساحة، لكن السفارة ومنذ ربيع عام 2019 تعمل بطاقم قليل من الدبلوماسيين وعمال الإغاثة بسبب التهديدات“.
وتابع التقرير أن “المفتش العام لوزارة الخارجية انتقد العدد القليل من العاملين في سفارة بغداد في تقريره الذي نشره بتشرين الثاني وقال إن العدد القليل من المسؤولين يؤثر على عمليات مهمة العراق ويحدد قدرة البعثة على مساعدة العراق بأن يصبح قويا ومستقلا وبلد ديمقراطيا ودعم جهود مقاومة تنظيم داعش”.
وقال، وفقا للتقرير، إن “عمل وكالة التنمية الدولية الأميركية تم قطع فريقها إلى ستة أشخاص يشرفون على ميزانية 1.16 مليار دولار لدعم مشاريع الاستقرار والبرامج الإنسانية. ويقول نقاد الرئيس دونالد ترامب إن سياسة (أقصى ضغط) القائمة على فرض عقوبات اقتصادية ضد إيران زادت من التوتر وقربت من النزاع وكانت وراء تخفيض عدد الدبلوماسيين العاملين في العراق مما يجعل السفارة أول ضحية من ضحايا حملة الإدارة ضد إيران”.
وقال المسؤول السابق في إدارة باراك أوباما والباحث في معهد الأمن الأميركي الجديد إلان غولدينبرغ، نقلا عن التقرير، “لقد خلقنا وضعا لم نعد قادرين فيه على توفير السلامة للعاملين هناك”، وأضاف “هذا يضر بتأثيرنا وفعاليتنا وقدرتنا على معرفة ما يجري على الأرض”.
وأشار التقرير إلى أنه “حتى وقت قريب تحدث المسؤولون الأميركيون عن الوضع في العراق بأنه دليل على نجاح سياسة الضغوط التي تمارس على إيران، وأشاروا إلى الإحتجاجات التي بدأت في تشرين الأول (أكتوبر) وصب فيها المتظاهرون جام غصبهم على إيران وتدخلها في شؤون بلادهم. إلا أن الغارات الأميركية على مواقع كتائب حزب الله أغضبت الحشد الشعبي وأدت لمطالبات بإنهاء الاحتلال الأميركي وهتافات الموت لأميركا”.
وبينت الصحيفة في تقريرها، أن “القادة العراقيون شجبوا الغارات بأنها خرق لسيادة العراق والقواعد التي تحكم عمل أكثر من 5.000 جندي أميركي تم نشرهم للمساعدة على هزيمة تنظيم داعش، وبرر المسؤولون الأميركيون الغارات على كتائب حزب الله في العراق وسورية بأنه رد على مقتل متعهد أميركي وجرح أربعة آخرين بعد إطلاق صاروخ على قاعدة عسكرية قرب كركوك”.
وقال متحدث باسم الخارجية، وفقا للتقرير، “ألا خطط لإجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين، لكن المراقبين يتوقعون لتخفيض عدد الدبلوماسيين بسبب المخاطر الأمنية المتزايدة”، وتقول الصحيفة إن “عدد الدبلوماسيين حدد من قدرة السفارة إدارة مشاريع المساعدة وإرسال الدبلوماسيين إلى الميدان للتعرف على ما يجري ومقابلة القادة العراقيين".
وقال دوغلاس سيليمان، السفير الأميركي السابق في العراق، نقلا عن التقرير، “في ضوء العدد القليل للدبلوماسيين والعسكريين في السفارة وقلق مايك بومبيو حول سلامة الأميركيين فإنني لن أفاجأ بتخفيض العدد أو إعادة ترتيب الدبلوماسيين والعسكريين والأمنيين”.
وتابعت الصحيفة “ولم تكشف الخارجية عن العدد العامل في السفارة منذ أمر بومبيو بإجلاء كل العاملين غير الضروريين فيها. وهناك 352 مواطنا أميركيا وأجنبيا في العراق، ولديها آلاف المتعهدين في البلد. وفي الوقت الذي قال فيه مسؤول في الخارجية إن العدد زاد على 352 عاملا إلا أن آخرين يشيرون إلى أن العدد هو 300 موظفا مما يعوق عمل السفارة الدبلوماسي”.
وذكرت الصحيفة في تقريرها “ويعترف المسؤولون في الخارجية أن العدد في فترة التخفيض ما بين أيار إلى تشرين الأول 2019 قد قل لكنه ظل بمستوى مقبول".
وقال مسؤول في الخارجية (مستوى الموظفين مقبول). ودعا التخفيض في العدد للتساؤل حول الهدف منه وإن كان تخفيض النفقات أم تحسب مواجهة محتملة مع إيران”.
وقال نقاد، وفقل للصحيفة، إن “الغارات الجوية لم تكن متناسبة مع الهجوم على القاعدة وانتقدوا قرار تحمل المسؤولية بعد وقوعها مباشرة، وإن إيران كانت في وضع دفاع ولكن هذه الهجمات جاءت بطريقة غير منظمة وبدون تنسيق مع العراقيين”، واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول، “يحاول الإيرانيون استفزاز رد مبالغ فيه لحرف النقاش عن إيران إلى الولايات المتحدة ونجحوا”.
قد يهمك ايضا
الولايات المتحدّة تستعدّ للأسوأ في العراق وتخوّفات مِن تكرار أزمة الرهائن
انسحاب أنصار ميليشيات الحشد الشعبي مِن أمام سفارة واشنطن في بغداد