بغداد - العراق اليوم
عادة لا تأبه جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها "الإخوان المسلمين" وتنظيمه الأم المسلح "القاعدة"، في مسألة التفرد بإعلان إنشاء "الإمارة إسلامية"، بل تدفع باتجاهها وتنضوي تحتها حينا آخر.
كما قد تغض الطرف عن إعلان "جماعة" ما، عن إنشاء "الدولة" كما فعل أسامة بن لادن مع "أبي عمر البغدادي"، خليفة "أبي مصعب الزرقاوي"، لدى إعلانه عن تأسيس "دولة العراق الإسلامية".
فموطن الاتفاق بين الإسلامويين وباختلاف مشاربهم، يتمثل بإعادة إحياء "الخلافة الراشدة على منهاج النبوة"، التي ستنضوي تحت مظلتها في نهاية المطاف كافة "الولايات الإسلاموية"، إلا أن المعضلة الرئيسية تبقى فيما يحوز على "قصب السبق" ويدعي لـ"قرشيه" أنه الأحق والحقيق بمنصب "الخلافة".
هل هي جماعة الإخوان المسلمين التي نظر لها مؤسسها منذ الثلاثينيات الميلادية، أم حزب التحرير الذي جعل من "الخلافة" عقيدة ينتهجها، أم "السلفية الجهادية" التي ترى أنها خير من يحمل شعلتها أم مدرسة المقدسي "حارس" الملة الإبراهيمية.
فإعلان تنظيم "داعش" وعقب مقتل "أبو بكر البغدادي" عن تعيين خليفته الجديد "أبو إبراهيم القرشي الحسيني"، يثير من جديد قصة "الخلفاء بلا خلافة"، كما وصفهم الكاتب الروسي "اليكسندر اغناتنكو".
ولعل الأبرز قصة "خليفة بيشاور"، "محمد عيسى الرفاعي القرشي الحسيني"، أو كما لقب نفسه بـأبو عيسى الرفاعي، الأردني من أصول فلسطينية، نسيب أبو مصعب الزرقاوي، وتلميذ منظر الجماعات الجهادية الأصولية "أبو محمد المقدسي".
فمن هو "الخليفة" أبو عيسى الرفاعي، الذي عقدت له البيعة وعمره 34 عاماً، من قبل رفاقه الأربعة في مدينة بيشاور، ومن دعا الملا عمر وبن لادن لبيعته، وانتهى به المطاف لاجئاً سياسياً في عاصمة الضباب "لندن" يتلقى فيها البيعات حتى من الفلبين، وما حكاية "منظمة الخلافة الإسلامية"، واتهامات خصومه بإجازة تعاطي الحشيش؟
من هو محمد الرفاعي؟
"محمد علي عيسى موسى أحمد الرفاعي"، بدأ نشاطه مع جماعة الإخوان المسلمين منذ بداية مرحلة الثانوية العامة بفرعها بمدينة "الزرقاء"، بعد أن تم استقطابه من قبل الجماعة للعمل معهم والانتظام في سلكها وحضور مختلف النشاطات وخدمة المساجد وتقديم الدروس الدعوية
بعد انتهائه من مرحلة الثانوية العامة، انتقل إلى السعودية للدراسة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في كلية الحديث، وبعد عام ونصف قرر الانسحاب وعدم استكمال الدراسة، والعودة من جديد إلى الأردن.
ومن "كلية الحديث" قرر "أبو عيسى الرفاعي" متابعة دراسته في باكستان، وهناك التحق بكلية "العلاج الطبيعي" في جامعة "محمد جناح"، وانضم إلى ما سمي بـ"اتحاد الطلبة المسلمين" في باكستان، وتولى منصب رئيس اتحاد الطلبة، وذلك على مشارف حرب الاتحاد السوفييتي في أفغانستان.
بدأ نشاطه في التعريف بقضية "الجهاد الأفغاني" من خلال مجلة "المسلم" الصادرة عن اتحاد الطلبة، وربط الطلاب العرب في الاتحاد مع قادة الحركات الأفغانية والباكستانية آنذاك.
في تسجيل مرئي عبر تطبيق "يوتيوب" تحدث "الخليفة" عن علاقته بـ"عبد الله عزام" منذ تواجده في الأردن، واطلاعه على الأوضاع في الساحة الأفغانية، قائلاً: "بعد قرار عبد الله عزام التدريس في إحدى الجامعات في اسلام آباد، استقبلته في المطار مع أهله وأقاموا لدي 3 أيام"، بالإضافة إلى استقباله لـ"أسامة بن لادن" خلال زياراته إلى كراتشي وبيشاور.
في الأردن عمل أبو عيسى الرفاعي في المستشفى الإسلامي، وترأس قسم العلاج الطبيعي، وهناك تعرف على "عصام العطار" المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، ونتيجة للاختلاف المنهجي كما وصفه "أبو عيسى الرفاعي" مع جماعة الإخوان المسلمين، قرر الانضمام إلى تنظيم "الطلائع الإسلامية" للعطار قائلاً: "في المستشفى الإسلامي تعرفت على عصام العطار وعلى حركته، وعملت ضمن إطار حركة الطلائع بعد أن تركت الإخوان المسلمين للخلاف على منهجية العمل .. الخطاب كان جيدا وتأثرت به ورتب لي أحد الأعضاء زيارة إلى ألمانيا لحضور اجتماع لهم".
إلا أنه ولذات أسباب استقالته من جماعة الإخوان المسلمين قرر كذلك الخروج من تنظيم "الطلائع الإسلامية"، الذي كان له ذات موقف الإخوان المسلمين من المشاركة السياسية في العملية الانتخابية في الأردن وفي مدينة "الزرقاء"، وهو ما يتصادم مع الموقف الشرعي لـ"أبو عيسى الرفاعي"، في تحريم المشاركة والتمثيل الحزبي في الحكومات "الطاغوتية"، واستبدالها بحكومة إسلامية تمهيداً "لإحياء الخلافة".
هاجس "الخلافة الإسلامية" لم يكن لدى "أبو همام الرفاعي" وليد لحظة عابرة، انطلقت من كهوف بيشاور، وإنما كانت مبدأ منسجماً مع منطلقات كافة جماعات "الإسلام السياسي" وعلى رأسها جماعة "الإخوان المسلمين" وما تفرع منها من جماعات إسلاموية ثورية مسلحة.
وفقاً لإفادة الرفاعي، كان قد طرح إعلان الخلافة الإسلامية على الرئيس العراقي السابق "صدام حسين" وأن يكون "صدام" نفسه "خليفة للمسلمين"، في أعقاب احتلاله لدولة "الكويت"، وهي الفترة ذاتها التي شهدت انتعاشاً لنشاط التيار "الصحوي"، سواء في منطقة الخليج أو في باقي الدول العربية.
وحول ذلك قال: "دخلت القوات العراقية إلى الكويت.. وفي هذه الأثناء بدأت لنا نشاطات لكي نجهز الشباب للجهاد في سبيل الله.. فعندما دخل صدام وجاء الأمريكان عملنا مظاهرات، وأرسلت لصدام حسين خطابا أن أعلنها خلافة إسلامية لينضوي تحتها الجميع إلا أنه لم يفعل..".
منطلقات الرفاعي عند موافقته على تعيينه بمنصب "الخليفة" جاءت من إيمانه بوجوب: "توحيد الأمة وأن يكون لها خلافة"، وهي ترجمة حرفية لما تتلمذ عليه من أدبيات مؤسس جماعة الإخوان "حسن البنا" ومنظر الجماعة "سيد قطب" و"أبو الأعلى المودودي"، وما تلا ذلك من تنظيرات معلمه القطبي – السلفي "أبو محمد المقدسي"، وتحديداً كتابه "ملة إبراهيم"، الذي تولى "أبو عيسى الرفاعي" تدريسه على منبره في الأردن وبيشاور وإسلام آباد.
فأنشأ جماعة "الدعوة والجهاد" وبدأ بجمع الأنصار والأتباع والأموال لها، قبل أن تتحول إلى مسمى آخر جديد "جماعة المسلمين"، وذلك بهدف تجنب الأخطاء التي وقعت إبان "الجهاد الأفغاني" على حد قوله: "فالتفرق والكتائب والأحزاب لن يؤدي إلى إقامة دولة إسلامية"، مضيفا: "لابد أن يكون لهم رأس شرعي يقودهم من الضعف والتفكك، ويتمثل بخليفة المسلمين".
وبحسب ما ذكره في تسجيله المرئي على تطبيق "يوتيوب"، تتلخص البداية بالبحث عن قيادة شرعية، وشخص مؤهل لتولي منصب " الخليفة"، فكان البحث على قدم وساق عن من يكون "الخليفة"، حتى جاء المرشح الأول لمنصب "الخلافة" وهو أمير إمارة "نورستان" الباكستاني "محمد أفضل".
إلا أن "أبي قتادة" أحبط الفكرة من أساسها وقال أبو عيسى الرفاعي: "كاد الرجل أن يقبل بأخذ الإمامة العظمى وأن يبايع كخليفة، إلا أن تدخل أبي قتادة أحدث مشكلة مع الوفد"، متابعاً: "طلبنا منه أن يأخذ المعنى الحقيقي للخليفة، وأن هناك الملايين ينتظرون هذا الأمر، إلا أن أبي قتادة تدخل وقال: نحن عبارة عن 5-6 ولا يوجد ملايين.. وأميركا ستقصفكم أنتم وخلافتكم".
هنا وبناء على فتوى من قبل "أبو أيوب السوداني" أحد تلامذة المنظر الجهادي العراقي "عبدالله الجديع"، بدأ حصر عملية البحث عن الخليفة المؤهل لحمل المنصب، بالنسب "القرشي"، وبذلك عقدت البيعة لـ"محمد علي عيسى الرفاعي القرشي الحسيني".
وأوضح الرفاعي: "وافقت بشرط أن أقبله إلى حين أن يوجد من هو خير مني وتسليم الخلافة له.. وذلك فقط لرفع الإثم عنا".
انقلاب "الرفاق"
بمجرد انتشار نبأ تعيين "أبو همام الرفاعي القرشي" خليفةً للمسلمين في أوساط بيشاور وما جاورها حتى انقلب عليه رفقاء الأمس، وأصبح "الخليفة" مثاراً للتندر والسخرية والفكاهة، وكما يقول الرفاعي: "انقلب علي أصدقائي وطلابي في بيشاور وكثر القيل والقال.. وبدأوا بإخراج الدعابات والإشاعات ودفع القبائل بالابتعاد عنا".
ما يصوره الرفاعي في حديثه، يظهر جلياً من خلال "مذكرات" من عاصروا وشاركوا فترة "الجهاد" الأفغاني، من بينهم "مصطفى حامد" مؤرخ القاعدة وأحد رفاق أسامة بن لادن والمقيم في طهران حالياً، بالإضافة إلى نسيب "أبو عيسى الرفاعي"، وهو الأردني "أبو قدامه صالح الهامي" وهو في ذات الوقت صهر "أبو مصعب الزرقاوي".
يقول: مصطفى حامد، صهر سيف العدل، في كتابه "صيلب في سماء قندهار": "صاحب الفكرة قدم نفسه كخليفة، وحصل فوراً على بيعة البعض، وكان ذلك كافياً حسب اجتهاد فقهي معين لأن يكون ذلك ملزماً لكافة المسلمين، وأن الذي سيمتنع عن أداء البيعة أو من يجرؤ بعد ذلك على طرح نفسه كخليفة للمسلمين، في مشارق الأرض أو مغاربها، سوف يعاقب بالقتل، الغريب أن عددا كبيرا من العرب أسرع إلى البيعة، بمن فيهم قدماء فيما يسمى الحركة الإسلامية".
ووفقا لشهادة أبو الوليد المصري، المقيم حالياً في "طهران"، عمد جنود "الخليفة" أبي همام الرفاعي إلى تنفيذ عمليات قتل واختطاف وشن معارك بالأيدي مع مخاليفهم، مهددين كل من لم يبايع من عرب بيشاور "الخليفة القرشي"، بالقتل وسبي النساء والأطفال بخطفهم من الشوارع والبيوت.
وقال: "أثاروا موجة ذعر بين العرب دفعت عديدين إلى الهجرة.. ومع ازدياد الجرائم وتدخلات الشرطة وتحفز أوساط العرب في بيشاور اضطرت "الخلافة" إلى الانسحاب إلى مناطق حدودية، ولاقت تعاطفاً من أوساط تجار المخدرات هناك، ولكن سرعان ما اكتشف أتباع الخليفة أن تلك القبائل نفسها لم تدخل في طاعته، فاشتبكوا معهم، فطردتهم إلى مقاطعة كونار الأفغانية التي بقوا فيها بعد أن فقدوا معظم قوتهم البشرية بين قتيل وسجين وتائب".
ومن قرارات الخليفة وفتاواه الشرعية، كان إباحة تعاطي الحشيش، وتحريم استخدام العملة الورقية، وإلزام أتباعه بحرق جوازات سفرهم الخاصة، بما في ذلك مطالبته لأهالي فلسطين بعدم زراعة شجر "الغرقد" حتى لا يختفي اليهود خلفه أثناء المعركة الفاصلة معهم".
وفور عود أسامة بن لادن إلى "جلال آباد" ، قادماً من "السودان"، أرسل له "الخليفة القرشي"، رسالة طالبه فيها "بأداء البيعة وإلا.."، مضيفاً إلى ذلك بوجوب مبايعة حركة طالبان له، إلا أنه وبحسب "صهر سيف العدل"، فإن أياً منهما لم يستجب لمطالبه، مسيطرين على جلال آباد ووصلوا إلى حدود " كونار".
وتفاصيل أخرى أوردها "أبو قدامة صالح الهامي"، واسمه "ساطي محمد أمين عودة خضر قصراوي"، صهر "أبو مصعب الزرقاوي"، في كتابه "الزرقاوي الجيل الثاني من القاعدة"، عن قصة "خليفة بيشاور".
قال فيها: "حين كنا في بيشاور هاجر "الخليفة" وهو وشلة ضالة إلى شعب قبائل تجار المخدرات والأفيون والحشيش يلتمسون النصرة والفرج من الله.. ثم خذلهم الله تعالى وأذهب ريح ضلالهم فعادوا من حيث جاؤوا وغدت رواسب التكفير التي سنوها في بيشاور ملازمة لهم".
ووفقاً لرواية صهر الزرقاوي ونسيب "الخليفة "كذلك، فعماد من كان مع "أبو عيسى الرفاعي" أو "الخليفة" هم من المغرب العربي ، ولم يكن من أهل الشام والجزيرة واليمن وغيرهم"، مضيفاً أنه استطاع جلب بعض الأتباع وجمع الأموال من قبل مؤيدين له في بريطانيا.
وقال صالح الهامي: "وحتى يؤلف بعض قلوب الآخرين عليه زوج بناته الصغيرات من ثلاثة تكفيريين وكن صغيرات، فعبنا عليه هذا الفعل ..أحدهما مصري والآخر مغربي..".
وبشيء من التفصيل تحدث "أبو قدامه"، صهر "أبو مصعب الزرقاوي" عن ولادة مشروع "الخلافة الإسلامية" من بيشاور، والتي جاءت استجابة لاقتراح من قبل النائب لـ" أبو همام الرفاعي" والمكنى بـ"أبو عثمان الفلسطيني"، أميركي الجنسية.
وقال: "قد رأيته بعد انتهاء الجهاد الأفغاني، وجلست معه في بيت صاحبي الشهيد القائد أبي أسيد السوري، وقد تكلم أبو عثمان كلاما استغربنا منه، وكانت الخلافة الهلامية على أفكارهم التكفيرية ملء السمع والبصر عنده وعند غيره (...)، أبو عثمان بمثابة خلية نحل قام هو وغيره بالدعوة وإقناع الناس للانضمام ومؤازرة الخلافة الإسلامية التي هم روادها وكان يأتي إلى البيوت ليقوموا بمؤازرته..".
وكما دعا النائب "أبو عثمان الفلسطيني"، نسيبه وصهر "الزرقاوي" إلى مبايعة "الخليفة القرشي" أبو همام الرفاعي، وضرورة مؤازرتهم، أبلغه خلال اتصال هاتفي جمع بين الاثنين أنهم: "بعثوا برسائل إلى الرؤساء العرب والملوك، وذكر تحديداً الملك حسين قائلاً: "بعثنا رسالة إلى الملك حسين".
هوس "الخلافة
الخليفة الرفاعي، ورغم ما تعرض له من هجمة شرسة من قبل التيارات والحركات الإسلاموية المسلحة في بيشاور، ومساعي رموز التنظيمات الإسلاموية في تصوير الرفاعي كـ" خفيف عقل".
إلا أن تصرفه لا يمكن اعتباره سوى ترجمة حرفية لمنهجية "سيد قطب" منظر جماعة الإخوان المسلمين، بإقامة الدولة الإسلامية وإحياء الخلافة عبر فريضة الجهاد "الغائبة"، ومترافقاً مع أطروحات القطبي- السلفي الجهادي "المقدسي"، وما طبقه مؤخراً "أبو بكر البغدادي".
فالخوض في قضية إحياء الخلافة الإسلامية وبطرق فعلية لدى جماعات الإسلام السياسي، ظل "الأمل والمرتجى"، ولم يكن بدعا ابتدعه الرفاعي، وما الأمر سوى بكونه تنازعا على "المنصب"
فعبدالمنعم مصطفى حليمة، المنظر السوري المعروف بالأوساط الجهادية باسم "أبو بصير الطرطوسي"، والذي اعتبر أن "الرفاعي" قد ارتدى زورا وزيفا رداء الخلافة"
كان قد نظر في كتابه "الطريق إلى استئناف حياة إسلامية وخلافة راشدة على ضوء الكتاب والسنة" في عام 2000، أن الجهاد: "سيؤدي في نهاية المطاف إلى الخلافة عن طريق تهيئة نخبة أو طليعة من الجهاديين يكونون هم الجيل المستحق للقيادة"، ومن خلالهم يتم انتخاب "الخليفة"، إلا أن "الطرطوسي" لم يحدد المخول في تقرير هوية الطليعة والنخبة المقاتلة.
"الرفاعي" و الخليفة "أبو بكر البغدادي"
رغم وفاة خليفة بيشاور "أبو عيسى الرفاعي" في لندن، قبل 4 أشهر من الإعلان عن إقامة "الخلافة الإسلامية في العراق والشام" من قبل الخليفة "أبو بكر البغدادي"، وإدارة منظمته للخلافة الإسلامية من عاصمة "الضباب"، إلا أن "الرفاعي" وبحسب أحد رفاقه ومن كان على اتصال به أكد عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي باسم "باحث شرعي"، سلمه رسالة لإيصالها إلى البغدادي وصفه بها بـ"ابن العم" ودعاه فيها إلى التعاون المشترك فيما بينهما، مضيفاً: "فهمت من الرسالة أنه يريد أن يدعوه لأن يبايعه، لكن يخشى ألا يجيبه البغدادي، فالرسالة كانت تتسم بلطف العبارة معه والتأكيد على قرابة النسب".
مع ذلك، ووفقاً لما تناولته مواقع وحسابات تابعة لشخصيات محسوبة على الجماعات المسلحة في سوريا اطلعت عليها "العربية.نت"، أوفد خليفة بيشاور "أبو عيسى الرفاعي" أحد العناصر في منظمة الخلافة الإسلامية التابعة له إلى سوريا في العام 2012، وهو الكويتي حسين رضا لاري والمكنى بـ"أبو عمر الكويتي"، وهو شيعي تحول إلى الطائفة السنية، مؤسساً ما يعرف بكتيبة "جند الخلافة" قبل أن تتحول إلى جماعة المسلمين
وبحسب ما ذكره حسين لاري في حوار مطول أجرته معه صحيفة "الرأي" الكويتية، عن سبب قدومه إلى الساحة السورية: "كان هو جمع الأنصار والمهاجرين في بلاد الشام على بيعة إمام قرشي يكون الخليفة، مضيفاً بإعدادهم لميثاق "الإسلام" وهو نواة مشروع الخلافة الإسلامية متضمناً تكوين مجلس أهل الحل والعقد لبيعة خليفة قرشي يختاره المجلس".
ولم يشر حسين لاري إلى الأسماء المرشحة لهذا المنصب، وإن كان "أبو عيسى الرفاعي"، هو تنفيذاً لمشروع "الخلافة الراشدة في الشام"، مقابل "خلافة على منهاج النبوة" في العراق، قبل أن يتفرد أهل الحل والعقد لـ"أبو بكر البغدادي" بالغنيمة كاملة فيما عرف بإعلان "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
يشار إلى أنه وبعد وفاة "أبو همام الرفاعي" في العام 2014، انضمت كتيبة "جند الخلافة" إلى تنظيم داعش، بعد مبايعة "حسين لاري" لأبو بكر البغدادي كخليفة للمسلمين، قبل أن يتم سجنه على يد مقاتلي "الخليفة" في 2014، وقتله لاحقا في 2015 على يد التنظيم نفسه بتهمة "الغلو والتطرف".
قد يهمك أيضًا
وليم وردا يتهم من وصفهم بـ"المافيات" بالمساهمة في تعقيد المشهد العراقي ونشر الفوضى
هيئة النزاهة العراقية تستدعي وزيرًا سابقًا للتحقيق على خلفية تُهم تتعلّق بالفساد