الرباط - الحسين ادريسي، رضوان مبشور
على عكس ما كان مرتقباً أن يتحدث رئيس الحكومة المغربي بن كيران في نشاط نظمته نساء حزبه صباح الاربعاء بمناسبة اليوم الوطني للمرأة والذي يصادف العاشر من تشرين الأول/ اكتوبر كل سنة، إلا انه تأخر بسبب كثرة التزاماته منذ مساء الثلاثاء وصباح اربعاء ، كما قالت بسيمة بن خلدون التي التمست له عذر التأخر أمام القاعة. ومن الواضح ان انشغالات رئيس الحكومة ذات صلة بالتأليف والاستعداد للإعلان عن
حكومته الثانية التي طال ترقبها
وما أن علم الصحافيون بقدوم بن كيران، حتى هبوا لقطع الطريق عليه لانهم سيتعذر عليهم أخذ تصريحات في حال دخوله إلى قاعة مؤسسة محمد السادس لرجال التعليم بحي الرياض. وتحلق الصحافيون بالفعل حول رئيس الحكومة بمجرد ترجله من سيارته. ورغم انه كان معروفا عنه أنه يعطي التصريحات ويتواصل، فأنه هذه المرة عرف كيف يرضي الصحافيين ويجعلهم يضحكون دون أن يقول لهم شيئا، حيث بدا شحيحا في إعطاء المعلومات.
وفي معرض رده عن سؤال لـ"العرب اليوم" حول الإعلان عن الحكومة، قال غدا إن شاء الله، وعقب بسرعة "حتى وأن قلت لكم صباح الجمعة ستسألونني في أي ساعة".
وردا منه على السؤال المحرج الذي تفاده بدهاء حول من سيتولى وزارة المالية في إشارة إلى زعيم حزب التجمع الوطني للأحرار صلاح الدين مزوار، ومآل منصب وزير الشؤون الخارجية الذي يروج أن الدكتور سعد الدين العثماني سيغادره في إطار التوافقات التي فرضتها المشاورات، قال رئيس الحكومة إن "ما يهمه بخصوص وزارة المالية المغربية هو تكون ممتلئة بالمال".
وأشارت مصادر مطلعة الى "العرب اليوم"، من داخل أسوار الحزب الحاكم، أن الأمانة العامة لحزب "العدالة والتنمية"، ستعقد عشية الأربعاء اجتماعا طارئا بمقر الحزب بحي الليمون بالرباط، سيكشف من خلاله عبد الإله بنكيران بصفته الأمين العام للحزب، عن نتائج مشاوراته مع صلاح الدين مزوار، الأمين العام لحزب "التجمع الوطني للأحرار"، المتأهب لدخول الحكومة، لتعويض الانسحاب الرسمي لحزب "الاستقلال" من الحكومة في تموز / يوليو الماضي.
وأضافت ذات المصادر أن بنكيران سيكشف مساء الأربعاء لأعضاء حزبه عن هيلكة الحكومة الجديدة، والأسماء التي سيتم تعيينها على رأس الوزارات، والأسماء التي سيتم الاستغناء عنها في حكومته القادمة التي دام مخاضها حوالي 3 أشهر، قبل أن ترى النور.
وذكرت مصادر متطابقة ل "العرب اليوم"، أن وزير الخارجية سعد الدين العثماني، ووزير التجارة عبد القادر اعمارة، سيكونان أبرز المغادرين للحكومة، فيما سيتم تعيين صلاح الدين مزوار وزيرا للخارجية، في حين رفضت ذات المصادر الحديث عن من سيتولى حقيبة الاقتصاد والمال التي أثير حولها جدل كبير بين حزبي "العدالة والتنمية" و "التجمع الوطني للأحرار".
وكانت مجموعة من التقارير الإعلامية قد أكدت أن العاهل المغربي محمد السادس سيقوم غدا الخميس بتنصيب أعضاء الحكومة الجديدة بشكل رسمي، في غياب أي بلاغ للديوان للملكي ينفي أو يؤكد الخبر.