سجن في سورية

بيروت – جورج شاهين كشف وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل لـ"العرب اليوم" أن أيا من السجينات السوريات لم تخرج من السجون السورية، لكن ذلك لا يعني أنهن خارج الصفقة أو ما جرى التفاهم بشأنه بشكل شامل. وأوضح ردا على سؤآل آخر فقال لا أعتقد أن ما تعهد به السوريون لن ينفذوه. ولأكون واضحا أكثر للسوريين آليات عمل قضائية وإدارية ولوجستية أخرى، وأعتقد أن الأمور ستكون منتهية في خلال الـ 24 أو الـ 48 ساعة المقبلة. وكشف ردا على سؤآل آخر قائلا "هناك لائحة جديدة دخلت على الخط في الأيام الأخيرة وهم يعالجونها ولذلك تأخرت الإجراءات التي تعهدوا بها وستنفذ في حينه.
 وبعد 36 ساعة على إتمام الصفقة عبّر المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم عبر "العرب اليوم" عن ارتياحه لما تحقق، معتبرا أن الجهد الذي بذل توج بما يمكن أن ينسيه التعب.
وعن المرحلة المقبلة التي ستشمل المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم قال اللواء إبراهيم "لن نتراجع عما تعهدنا به وسعينا إليه، والموضوع يحتاج إلى وقت"، وأضاف "والموضوع لن ننساه فالجهود التي بذلت ستستكمل بالشكل المناسب لاستعادتهما".
وعن مصير السجينات السوريات قال اللواء إبراهيم "ما تم التفاهم بشأنه قد نُفِّذ بحذافيره"، وهل أفرج عنهن "قال ما جرى التفاهم بشأنه حتى السبت قد نُفِّذ"، ولم يشأ إضافة أي كلمة.
 وفي هذه الأجواء كشفت مصادر رافقت الساعات الـ 24 الأخيرة من الصفقة لـ "العرب اليوم" أن الشروط السورية وضعت السجينات السوريات خارج صفقة التبادل فتحولت من ثلاثية الأطراف إلى ثنائية ما بين تركيا وبيروت.وهكذا أقلعت طائرتا مطاري بيروت وصبيحة في الوقت ذاته تقريبا. وباتت السجينات السوريات خارج هذه المرحلة الأولى من الصفقة لكنها ستستكمل بإجراءات سورية أحادية.
وتحدث المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم،السبت، إلى أكثر من وسيلة إعلامية فقال "في بداية المهمة التي كلفه بها رئيس الجمهورية والتي جعلها هاجسا له، كان يحلم باللحظة التي شهدها مطار بيروت مساء السبت، وكان متأكدا بحصولها، فهو كان مؤمنا بأن الزوار الذين تم تحريرهم كانوا يقصدون بيتا من بيوت الله، والذي يقصد بيت الله لا يمكن الله أن يقطع به، بل يُسهِّل له كل شيء لينال حريته.
وقال اللواء إبراهيم "نحن كنا جنودا في هذه المسيرة، كنا مكلفين بالمهمة من قبل فخامة رئيس الجمهورية، نحن اللجنة الوزارية، الوزير شربل وأنا كنا نمثل الدولة في هذا الملف والدولة عندما تستطيع تفعل، وعندما تريد تفعل، هذا الأمر جعلنا نزداد ثقة في الدولة وفي وجودها وبضرورة وجودها.
وردا على سؤال يتصل بأسرار لن يبوح بها يوما، قال اللواء إبراهيم "كل ما يضر بأمن الدولة وكل ما يضر بمصلحة الشعب اللبناني لن أجرؤ ولن أسمح لنفسي بأن أقوله أو أخرجه للعلن".
وردا على سؤال آخر عن مصير المطرانين ومدى ارتباط قضيتهما بما حصل. قال اللواء إبراهيم "أنا أريد القول إن ما حصل ليس له علاقة بموضوع المطرانين، فموضوعهما، نعمل عليه على خط آخر وبعيد جداً عن هذا الخط، وهذا واجبنا كدولة".
 وأضاف "اليوم بعض الناس قالوا لي إن المطارنة ليسا لبنانيين، أنا أريد أن أقول لهم أن نصف الشعب اللبناني على الأقل عاطفياً وعقائدياً ينتمي إلى ما ينتمي إليه هذان المطرانان، وهما رسل خير ومحبة، والإنسانية قائمة على الإنسانية والمحبة، نحن واجباتنا أن نسعى إلى تحريرهما، وأنا لا أكشف سراً إذا قلت إننا ساعدنا كثيراً وبتوجيه من الرئيس، على تحرير الكثير من الأجانب في سورية نتيجة الأزمة هناك، فكم بالأحرى لمن يمثلون بما يعتقد وبما يؤمن به نصف الشعب اللبناني.
 وردا على سؤال آخر قال "لا أحب القول إن ما جرى صفقة، والأفضل أن يقال إن ما تم كان إنجازا وطنيا أدى إلى تحرير المخطوفين. فأنا الآن أعمل كمدير عام للأمن العام بعيداً عن الطوائف وبعيداً عن كل شيء. الوطن هو ما نعمل لأجله وليس المذاهب والطوائف، علينا جميعنا أن نفكر بهذه الطريقة. وأكثر ما سرني حين كنت نازلاً على سلم الطائرة هو أن أشاهد باقة الورد المتنوع من اللبنانيين والتي هي سبب غنى لبنان والتي لم نعد للأسف نلتفت إليها في حين أنها تشكل جوهر وجودنا وجوهر تنوعنا الذي لا يشكل سوى الغنى.
وإلى من ينسب هذا الإنجاز قال اللواء إبراهيم "هذا الإنجاز هو للدولة اللبنانية".