تنظيم القاعدة في اليمن

في أول رد فعل له على أحداث الأمن السياسي في العاصمة صنعاء حذر تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب (ومقره اليمن) ما أسماه "نظام صنعاء العميل"، من مغبة الاعتداء على سجناء الأمن السياسي بسبب انتفاضتهم ضد سجانيهم. وقال التنظيم في كلمة مرئية (مدتها 3 دقائق) للقيادي البارز جلال بلعيدي المرقشي، المعروف باسم حمزة الزنجباري، إن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لن يسكت عن الاعتداءات التي يتعرض لها السجناء في سجن الأمن السياسي، وسيكون الرد مؤلماً قاسياً. وفيما يبدو أنه أول رد عملي على أحداث الأمن السياسي لقي العقيد عبد الرحمن الشامي مصرعة برصاص مجهولين يستقلون دراجة نارية في شارع تونس في العاصمة صنعاء. وكان سجناء بتهم الإرهاب في سجن الأمن السياسي قد سيطروا على السجن من داخله ،الأربعاء، على خلفية منع إدارة السجن لأقاربهم من زيارتهم وتراكمات كثيرة يقول السجناء إن من بينها استفزاز جنود لهم بسب الذات الإلهية وإهانة المصحف بعلم إدارة السجن.
وردت قوات أمن خاصة، وقوات من وحدة مكافحة الإرهاب والشغب على الانتفاضة داخل السجن والسيطرة عليه بإمطاره بالغازات المسيلة للدموع وبالرصاص الحي ما تسبب في جرح عدد كبير من السجناء معظمهم كانت إصابته مباشرة بالرصاص.
ونوه الزنجباري، وهو أمير محافظة أبين بحسب تعيينات التنظيم، في الكلمة إلى  "عدد من المنظمات الحقوقية عن شديد الظلم الذي يُمارس على السجناء، فبدءاً من إجراءات الاعتقال الهمجية مروراً بالتعذيب والضرب والإهانة في أقبية السجن إلى قضاء السنين الطوال في الحبس بدون أي تهمة أو سبب، وصولاً إلى المحاكمات الجائرة الملفقة وغيره من التعدي وإذاء أهالي السجناء في الزيارات والاستهتار بكل حقوق السجين والتعرض للذات الإلهية وإهانة المصحف الشريف".
وقال الزنجباري إن "كل ذلك أدى بدون أي شك إلى هذه النتيجة المتوقعة، فإن الضغط لا يولد إلا انفجاراً مدوياً، وإن الاستهتار بحياة وحقوق الناس، لا بد وأن له ردة فعل وخيمة، وقد تكرر هذا الحدث من قبل، قبل قرابة الثلاثة أعوام، فيما عُرف بأحداث السادس من شباط/فبراير لعام 2011، ولكن إدارة السجن يومها لم تبالي واستخدمت القوة المفرطة في التعامل مع السجناء".
وكان تنظيم القاعدة، في بيان سابق له، قال إن عملية السبعين التي قتل وأصيب فيها ما يزيد عن ثلاثمائة جندي أثناء تدربهم على بروفة الاحتفال بعيد الوحدة، جاءت ردة فعل على أحداث السادس من شباط حين اعتدت قوات من الأمن المركزي على السجناء.
يُذكر أن الأوضاع داخل سجن الأمن السياسي لازالت متوترة حتى اللحظة رغم تسليم السجين محمد السعدي، المتهم بطعن مدير الأمن السياسي، وإيداعه السجن المركزي.