بيروت - رياض شومان
أمضت مدينة طرابلس ليلة عنيفة من الاشتباكات على محاور القتال بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية و منطقة جبل محسن العلوية المؤيدة للنظام السوري. وتركزت الاشتباكات في يومها الرابع على محاور الريفا، البقار، الشعراني، الأميركان، الحارة البرانية وبعل الدراويش، واستخدمت فيها الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة
والقذائف الصاروخية والقنابل اليدوية المحلية الصنع، وشهدت بعض هذه المحاور مواجهات مع الجيش اللبناني الذي رد على مصادر النيران وأجبر المسلحين على الانكفاء.
وعند الثالثة فجرالجمعة حاولت مجموعة تحريك جبهة الأسواق الداخلية فقامت برمي قنبلة يدوية على ملالة للجيش تتمركز عند مقرّ آل النشار، وحصل اشتباك بين المسلحين وعناصر الجيش الذين ردّوا بعنف على مصادر إطلاق النار، وعملوا على ضبط الوضع، وقد اغتنم الاهالي فترة الهدوء النسبي فشهدت معظم المناطق المحيطة حركة نزوح واسعة باتجاه المناطق الامنة، حيث لجأ بعضهم الى مدارس لتمضية ليلتهم.
وكانت عاشت محاور القتال طيلة يوم أمس هدوءاً حذراً خرقته مناوشات وأعمال قنص نشطت بعد الظهر وأدت الى مقتل عميد مسؤولي "الحزب العربي الديموقراطي" التابع للنظام السوري، بسام العبد الله (في العقد السابع من العمر) بعد إصابته برصاصة قناص في رأسه، كما أدى القنص من جانب جبل محسن الى إصابة عدد من المواطنين في التبانة والملولة، وارتفع عدد ضحايا اشتباكات الايام الاربعة الى خمسة قتلى وأكثر من ستين جريحاً توزعو على مستشفيات المدينة.
واتهم مسؤولو المحاور في التبانة عناصر الحزب العربي بتفجير الوضع ، ورأوا "أن سبب الاحداث التي تجري في طرابلس هو اكتشاف الخلية الارهابية من الحزب العربي الديموقراطي التي قامت بتفجيري طرابلس"، واعتبروا في بيان بعد اجتماعهم "ان طيّ ملف كهذا لن يمر، ونطلب من الدولة محاسبتهم"، واعلنوا انه "اذا لم يحصل، فلن نؤول بين الدم وبيننا، وسيصبحون هدفاً لنا"، مؤكّدين اننا لا نستهدف الضعفاء، بل المقاتلين". وقرروا الإبقاء على اجتماعات مفتوحة لاتخاذ الإجراءات المناسبة والطلب من الدولة الدخول الى جبل محسن وجلب المجرمين.
وسط ذلك كلف الرئيس اللبناني ميشال سليمان قائد الجيش العماد جان قهوجي باتخاذ كل الإجراءات التي تساهم في إعادة الأمور الى طبيعتها في طرابلس.
وتضيف المعلومات أن قهوجي عقد اجتماعاً لقيادة الأركان وناقش معها الإجراءات الجديدة التي يمكن أن تتخذ، وأوفد قائد العمليات العميد زياد الحمصي الى طرابلس وعقد اجتماعاً مع قائد اللواء 12 وقائد فوج التدخل الرابع العميدين سعيد الرز وخليل الجميل.
وتشير هذه المعلومات الى أن الجيش قرر ضرب طوق أمني حول مناطق الاشتباكات وجبل محسن والتصدّي بالقوة لكل المسلحين إلى أي جهة انتموا، وتنفيذ المداهمات وملاحقة كل المخلّين بالأمن وتوقيفهم، مهما كانت النتائج، فضلاً عن منع قطع الطرقات بالقوة في حال قيام البعض بالاحتجاجات المعهودة.