وزارة الداخلية التونسية

رفعت أجهزة الأمن والجيش التونسي حالة التأهب في محيط المنشآت الحيوية، والمحال التجارية الكبرى، ومقرات الدولة، وأماكن التجمعات السكنية الهامة، والمدارس، عقب اكتشاف أجهزة تفجير عن بعد، واندلاع مواجهات مسلحة، الجمعة، أمام إحدى المدارس، أصيب أثنائها مشتبه فيه، وتم القبض على 4 أخرين، في حين دعت السفارة الأميركية رعاياها إلى التزام الحذر واليقظة، في ضوء ما وصفته بـ"عدم اليقين السياسي، وتصاعد الهجمات الإرهابية في تونس".
وأوضحت وزارة الداخلية التونسية أن "وحداتها الأمنية أطلقت النار على سيارة أمام  المدرسة الإعدادية في حي النصر 1، وسط العاصمة التونسية، بعد أن رفض سائقها الامتثال لأوامر التوقف، لأربع دوريات أمنية متتالية، ما اضطرها لملاحقته، وإقامة حواجز لإيقاف السيارة"، مبينة أنه "خلال عملية إنزال السائق، أبدى مقاومته لعناصر الأمن، وحاول افتكاك سلاح أحد الأعوان، ممّا تسبب في خروج طلق ناري، أصاب السائق، وتمّ نقله لتلقي الإسعافات في إحدى المستشفيات، واعتقلت أجهزة الأمن مرافقي السائق، البالغ عددهم أربعة أشخاص، في انتظار استكمال التحريات، كما تم إخلاء المدرسة الإعدادية من التلاميذ".
وطالبت وزارة الداخلية جميع مستعملي وسائل النقل "الامتثال إلى إشارات أعوان قوات الأمن الداخلي من الشرطة والحرس والجمارك، والاستجابة إلى إشاراتهم، وذلك تبعًا للوضع الأمني الاستثنائي، الذي يخوّل للقوات المسلّحة استخدام وسائل التدخل حسب مقتضيات القانون"، داعية المواطنين إلى "ضرورة الإعلام عن كل تحرك مشبوه أو خطوات مسترابة".
وفي محافظة القيروان، وسط البلاد، تمكنت فرقة الشرطة العدلية من إيقاف 4 أشخاص، وحجز ملابس عسكرية، وحاسوبين  يحملان معلومات وخرائط لمواقع ومنشآت حيوية في تونس، إلى جانب حجز أحزمة لوضع مسدسات، وكتب ووثائق، وجهازين لاسلكيين، معدّين للتفجير عن بعد، وأقراص مضغوطة، فضلاً عن اعتقال 3 رجال وامرأة أجنبية، كانوا على متن السيارة نفسها.
وحجزت قوات الأمن سيارتين رباعية الدفع، وسيارة خفيفة، فيما لاتزال الأبحاث متواصلة مع الموقوفين، بغية الوصول إلى أطراف أخرى، متورطة في التخطيط لعملية "إرهابية"، وفق تأكيدات مصادر أمنية.
كما شهدت المحافظة إلقاء القبض على قيادي في تيار "أنصار الشريعة"، وتمكنت فرقة طلائع الحرس الوطني من إيقاف شخصين، وحجز سيارتين، عُثر داخلهما على آلات اتصال متطورة، فضلاً عن آلة أخرى غريبة لم تتعرف الوحدات الأمنية على مصدرها، ودواعي استعمالها، إلى جانب حجز مبلغ مالي يناهز قيمة 4 مليون دولار أميركي.
وتطالب النقابات الأمنية رئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة المنصف المزوقي بـ"تفعيل حالة الطوارئ، ومنع التظاهرات والاحتجاجات، وتمكين رجال الأمن من حمل أسلحتهم الفردية خارج أوقات العمل، تزامنًا مع رفع درجات التأهب الأمني في مواجهة الهجمات المتطرفة المسلحة، التي حصدت أرواح 6 من رجال الأمن، بينهم قائد فرقة مكافحة إرهاب في سيدي بوزيد، وسط البلاد، الثلاثاء الماضي".
وفي سياق متصل، أطلقت الولايات المتحدة الأميركية تحذيرًا لرعاياها داخل تونس، مبررة ذلك بما وصفته بـ"الهجمات الإرهابية ضد قوات الأمن التونسية، واستمرار حالة عدم اليقين السياسي".
وطالبت السفارة الأميركية لدى تونس مواطنيها بـ"الحفاظ على مستوى عال من اليقظة، ومتابعة تحذيرات السلطات التونسية، واتخاذ الخطوات الملائمة لتعزيز أمنهم الشخصي"، داعية المواطنين الأميركيين إلى "توخي الحذر عند ارتياد الأماكن العامة، وتجنب الحشود الكبيرة والتظاهرات".