تونس - أزهار الجربوعي
أقدم إنتحاري على تفجير نفسه ، صباح الأربعاء قبالة فندق تونسي على شاطئ بوجعفر الواقع في قلب المنطقة السياحية في محافظة سوسة (200 كم جنوب العاصمة التونسية)،دون تسجيل خسائر بشرية أو مادية، في حين أحبط جهاز الأمن الرئاسي محاولة تفجير ضريح الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في مدينة المنستير (20 كم عن مدينة سوسة)، بعد أن تمكن من تفكيك قنبلة كانت بحوزة شاب (19 سنة) ينوي زرعها في المقبرة،
وهو مادفع وزارة الداخلية إلى رفع أقصى درجات التأهب الأمني وتجنيد عناصرها بكثافة وسط العاصمة وأمام المنئشآت الحيوية وفي قلب المناطق السياحية، خشية تجدد هذه الحوادث التي تعتبر الأولى من نوعها وتصعيدا نوعيا خطيرا في سياق الهجمات المسلحة التي تعرضت لها تونس في الفترة الأخيرة.
وأعلنت وزارة الداخلية التونسية الأربعاء، عن إحباط عملية تفخيخ مقبرة الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في مسقط رأسه بالمنستير (200 كم وسط تونس)، المعروفة بـ "في روضة آل بورقيبة".
وقد اعتقلت عناصر الأمن الرئاسي التونسي المشتبه به الذي كان يحمل حقيبة يدوية تحتوي على مادة "تي ن تي" شديدة الانفجار مربوطة بأسلاك كهربائية.
وأكدت المصادر أن المشتبه به لا يتجاوز 19 من العمر وهو من ذوي السوابق العدلية الصادر في حقه 4 بطاقات تفتيش.
وقد تولت الأجهزة الأمنية المختصة في مكافحة الإرهاب تفكيك القنبلة وحجزها وإحالة المشتبه به على فرق التحقيق المختصة في العاصمة التونسية، وسط إجراءات أمنية مشدّدة.
وبالتوازي مع محاولة تفجير ضريح الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، في المنستير، عاشت محافظة سوسة المتاخمة للمنستير فاجعة ثانية، حيث عمد انتحاري إلى تفخيخ جسمه بواسطة حزام ناسف قبل أن يفجره بالقرب فندق "رياض النخيل" بشاطئ بوجعفر في سوسة، وفق ما اكده مصدر أمني لـ"العرب اليوم".
وأكد شهود عيان أنّ شخصا أسمر البشرة ، حاول الدخول إلى الفندق المذكور لكن تمّ منعه من طرف أعوان الحراسة فعمد إلى تفجير نفسه على مسافة قريبة منه، دون أن تخلف العملية خسائر مادية أو بشرية.
وقد تولت فرق الأمن نقل الجثّة إلى أحد المستشفيات بمحافظة سوسة لمعرفة جنسيته وتحليل العملية، وسط تمركز كثيف للتشكيلات الأمنية التونسية من وحدات أمن وحرس ومكافحة الإرهاب لتمشيط النزل والمنطقة السياحية المحيطة به.
ووفقا لتسريبات أولية فإن الإنتحاري تونسي الجنسية وليس أجنبيا من مواليد 1992 وأصيل منطقة الزهروني التابعة لمحافظة تونس العاصمة.
وأكدت وزارة الداخلية أن التفجير وقع على الشاطئ قبالة أحد الفنادق وليس داخلها أو في محيطها، في حين أكد مصدر أمني أن قوات مكافحة الإرهاب بصدد تعقب شخصين كانا في مرافقة الشخص الذي فجر نفسه قرب نزل "رياض النخيل" على متن سيارة، إلا أنهما لاذا بالفرار قبل تنفيذه للعملية.
وأوضح المدير العام للفندق أن الإنتحاري كان أسمر اللون و أن التفجير لم يقع داخل النزل بل بعيدا عنه وتحديدا على رمال الشاطئ المقابل له، مشدّدا على أنّ الحركة عادت إلى طبيعتها داخل الفندق، متمنيا أن لا تؤثر العملية على القطاع السياحي الذي يعتبر عصب الإقتصاد التونيسي.
وناشدت وزارة الداخلية وسائل الإعلام إلى الالتزام بعدم بث أي أخبار متعلّقة بالأحداث التي عاشتها البلاد اليوم من محاولة تفجير ضريح الرئيس الحبيب بورقيبة والعملية الانتحارية التي عاشتها المنطقة السياحية في سوسة، دون الإستناد إلى المصادر الرسمية والبيانات الصادرة عن الوزارة، داعية الإعلاميين إلى مساعدتها في خدمة الأمن القومي الوطني.
وتعرف ولايات سوسة والمنستير تمركزا كثيفا للتشكيلات الأمنية التونسية من وحدات أمن وحرس ومكافحة الإرهاب التي تولّت تمشيط المنطقة السياحية وتطويق محيط الفندق المستهدف وذلك بالإستعانة بكلاب مختصّة في عمليات التمشيط مع محاولة ابعاد المواطنين وإجلائهم عن مكان الانفجار على الشاطئ الذي تناشرت عليه أشلاء الإنتحاري.وتعتبر عملية التفجير الإنتحاري سابقة من نوعها في تونس، حيث أثارت حالة من الفزع والرعب تجاوزت حدود محافظة سوسة ومنطقة الساحل السياحية، التي شهدت الواقعة لتطال جميع التراب التونسي، إذ بات التونسيون يخشون نقلة نوعية وتطورا جديدا في الهجمات المسلحة التي استهدفت البلاد في الفترة الأخيرة، خاصة مع تصاعد المخاوف من استهداف منشآت حيوية، حيث لوحظت تعزيزات أمنية مشدّدة في محيط المحلات التجارية والأسواق الكبرى ومحطات القطارات والحافلات، إلى جانب تعزيز الحراسة على مقرات البعثات الديبلوماسية والسفارات الأجنبية.