رام الله - وليد أبوسرحان
رفض أهالي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سورية، السبت، إخلاء المخيم، وفق اتفاق سابق تم بين "الجبهة الشعبية" القيادة العامة والنظام السوري، يسمح بموجبه للأهالي بمغادرة المخيم.
وطالب اللاجئون، بعد رفضهم مغادرة المخيم، بإنهاء الحصار والسماح للأهالي المهجرين من المخيم بالعودة إلى منازلهم.
وحذّر
الأهالي من مخطط لتحويل المخيم إلى نهر بارد جديد، عبر إخراج الأهالي، والبدء بعملية عسكرية تؤدي إلى تدمير اليرموك بصورة نهائية، وتصفية ما اعتبره الأهالي "رمز المخيمات الفلسطينية في الشتات"، لاسيما في سورية.
كما طالب لاجئو مخيم اليرموك، السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير وحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، بالتدخل العاجل والفوري لوقف مخطط تدمير المخيم، بناء على اتفاق "الشعبية" القيادة العامة والنظام السوري، والذي سيتم بموجبه اقتحام المخيم بذريعة ملاحقة الملشيات المسلحة، ما يعني تدمير المخيم بالكامل.
وكان مسؤول دائرة الإعلام المركزي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة" أنور رجا قد أكّد، الخميس، أنه "جرى اتفاق مع السلطات السورية على تسهيل خروج (من يرغب) من ما تبقي من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك إلى خارج المخيم، بدء من السبت".
وأوضح رجا، في بيان صحافي، الخميس، أن "وجهة من يخرج من المخيم ستكون إلى مراكز إيواء، أعدتها الدولة السورية، ويتوفر فيها الرعاية الكاملة والبنية التحتية اللازمة، بما يضمن مستوى حياة كريم لأبناء شعبنا من المغادرين".
وبيّن رجا أن "وزارة الشؤون الاجتماعية السورية، والهلال الأحمر السوري، والهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين، ستتولى تنظيم عملية الإيواء والإسكان، وسيتم تسوية أوضاع من غرر بهم، بصورة مباشرة وفورية، ليعودوا إلى حياتهم الطبيعية"، مشيرًا إلى أن "تنفيذ هذا الاتفاق يبدأ اعتبارًا من مطلع الأسبوع الجاري" .
ولفت رجا إلى أن "سورية قررت معاملة الفلسطيني كالسوري، بشأن التعويض عن الأضرار التي أصابتهم أثناء الأزمة، وذلك في قرار صدر الأربعاء عن الدولة السورية في هذا الشأن"، مهيبًا باللاجئين داخل مخيم اليرموك أن "يلتقطوا هذه المبادرة، التي وضعت أصلا بغية إنهاء معاناتهم المستمرة منذ أشهر".
وبدورهم، أبدى ناشطون فلسطينيون تخوفهم من دعوات إخلاء مخيم اليرموك، وذلك لما تكتنفه الدعوات من غموض عن مصير المبادرات السابقة، الداعية لتحييد المخيمات، والغموض في مصير الأهالي بعد الخروج من المخيم.
ويعاني سكان مخيم اليرموك الأمرين جراء القصف اليومي الذي يطال معظم المناطق فيه، إلى جانب الحصار، الذي يفرضه الجيش النظامي و"الجبهة الشعبية-القيادة العامة" على المخيم، منذ أشهر، ما أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية داخله، نتيجة النقص الشديد في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.
ويعتبر مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين من أكبر المخيمات في سورية، حيث كان يقطنه أكثر من 250 ألف لاجئ، لم يبق منهم إلا حوالي 20 ألف لاجئ، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ.