بيروت - رياض شومان
شنَّت القوى السلفية السنية في طرابلس اليوم الأحد، هجوماً عنيفاً على السلطة اللبنانية ، واتهمتها بمكافأة المجرمين الذين هم من غير الطائفة السنية، فيما تعاقب مشايخ السنة كما فعلت مع الشيخ أحمد الأسير في عبرا شرق صيدا.
جاء ذلك خلال مهرجان "احقاق الحق" الذي أقامته القوى السلفية بدعوة من "المجلس التشاوري الطرابلسي"، وذلك في معرض الرئيس رشيد كرامي ، رداً على تصعيد "الحزب
العربي الديموقراطي" العلوي المرتبط للنظام السوري والذي كان "حلل دم شعبة المعلومات" التابعة لقوى الأمن الداخلي.و اللافت في المهرجان وجود خطباء ل"تيار المستقبل" المعتدل تمثل بالنائبين محمد كبارة و معين المرعبي.
وتوالت على القاء الخطب شخصيات سياسية ودينية اجمعت على مطالبة الدولة بـ"القبض على المجرمين"، وحل "الحزب العربي الديموقراطي"، وحذر اكثر من خطاب من اللجوء الى "الثأر واخذ حقنا بأيدينا" في حال لم تفعل الدولة.
النائب محمد كبارة اكد "اننا لن نقبل بالمسخرة القضائية التي كافأت المجرم رئيس الحزب "العربي الديمقراطي" علي عيد بالادعاء عليه بجنحة اخفاء مطلوب". واشار الى ان "طرابلس تريد من الدولة ان تمنع عيد والاسد ونصرالله من احتلال طرابلس"، معتبرا انه "اذا كانت الدولة عاجزة عن تحقيق هذه المهمة فليكن ذلك علنا بدل التستر برداء الامن المزيف".
رأى كبارة ان "رفعت عيد وريث ابيه بقيادة عصابة الأسد والطائفة العلوية غير مسؤولة عن أعمال عيد القاتل".
رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ سالم الرافعي طالب الدولة بـ"إحضار المجرمين الى قوس العدالة حفاظاً على ما تبقى من هيبتها وبأن تحزم امرها، وتأخذ حق اهالي القتلى "، مشدداً على ان "اهل السنة لن يرضوا بأن يضيع حق القتلى، ولن يرضوا بالذل في بلدهم لبنان".
ودعا الرافعي الى "معاقبة من قام بتفجيري طرابلس مثل ما عاقبت احمد الاسير في عبرا"، مشيراً الى انه "اذا كان المجرم رمزاً لمنفذي التفجيرات فاحمد الاسير رمز للطائفة السنية"، لافتاً الى انه "اذا كان هؤلاء المجرمون يتحصنون بطائفتهم ويقولون انهم رموز لطائفة ما، فوراء القتلى طائفة وسلاح، واذا كان هؤلاء يهددون بالدبابات السورية، فنحن وراءنا أبطال الشام الذين ركعوا هذا النظام السوري"، مشدداً على ان "لا مذلة للطائفة السنية بعد اليوم".
من جهته، هاجم النائب معين المرعبي السلطة والمؤسسات الامنية تحديداً، معتبراً ان "استمرار الظلم علينا سيؤدي الى ان نأخذ بأنفسنا على يد المجرمين القتلة الذين كانت باكورة اجرامهم انهم فجروا المصلين في التقوى والسلام".
وبعد نهاية المهرجان، صدر عن مكتب مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار بيان انتقد فيه مهاجمة الشيخ خالد السيد له، مبدياً استغرابه سكوت الحاضرين في المهرجان عن الأمر. واعتبر المفتي ان "الذي يريد إحقاق الحق لا يفتري على الناس ولا يبهتهم ويقولهم ما لم يقولوه، فمشكلة طرابلس اليوم أنها قضية حق ابتليت بمحامين فاشلين لا يحسنون تمثيلها".