الرباط – رضوان مبشور
الرباط – رضوان مبشور
أكَّدَ وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار أن رئيس الدبلوماسية الخارجية الأميركية جون كيري أبلغه أنه سيزور المغرب بعد الزيارة التي من المرتقب أن يقوم بها العاهل المغربي الملك محمد السادس للولايات المتحدة الأميركية في الـ 22 من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وذلك بعدما تأجَّلت الزيارة التي سيقوم بها المسؤول الأميركي لكل من الرباط والجزائر
بشكل مفاجئ بسبب مشاركته في مؤتمر في جنيف.
وأفادت مصادر لـ "المغرب اليوم"، أن وزير الخارجية المغربي خاطب مجموعة من البرلمانيين المغاربة، أثناء انعقاد لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الاسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج، السبت، وأكَّد لهم أن "المغرب عبَّر للولايات المتحدة الأميركية عن رغبته في الابقاء على الحوار الاستراتيجي بين البلدين في مستوى وزراء الخارجية في المرحلة الراهنة".
وأكَّدَت الخارجية المغربية في بلاغ لها، الجمعة الماضية، أن "مزوار تلقى مكالمة هاتفية من نظيره الأميركي، جون كيري، أخبره من خلالها بتأجيل الزيارة التي سيقوم بها، يومي 11 و 12 من الشهر الجاري، للمملكة المغربية، للمشاركة في الاجتماع الثاني للحوار الاستراتيجي"، مؤكدًا أن سبب إلغاء الزيارة يعود إلى "التزامات طارئة في أجندة المسؤول الأميركي".
وفي حين كشفت مصادر عن أن إلغاء زيارة كيري للرباط والجزائر كان بسبب توتر العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين، وعدم رغبة الجانب الأميركي في الدخول على الخط، أكد المحلل السياسي المغربي محمد العمراني بوخبزة، أن "توتر العلاقات المغربية – الجزائرية لا يمكن أن يفضي بالدبلوماسية الأميركية إلى حد إلغاء الزيارة لهذا السبب تحديدًا"، مشيرًا إلى أن علاقة الرباط والجزائر "لم تصل إلى درجة التشنج الذي تفكر معه الادارة الأميركية في إلغاء زيارة كانت مبرمجة سلفًا".
وتجدُر الاشارة إلى أن الرباط وواشطن تجمعهما علاقات متميزة على المستوى الاقتصادي، تم تتويجها بالتوقيع على اتفاقية التبادل الحر بين البلدين، والتي دخلت إلى حيز التنفيذ في العام 2006، كما يُعتبَر المغرب حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة الأميركية خارج حلف شمال الأطلسي، كما سبق للحكومة المغربية أن وقعت مع الادارة الأميركية اتفاقية في العام 2007، مرتبطة بـ "حساب تحدي الألفية"، اعترافًا منها بالتدابير التي اتخذها المغرب لتعزيز النمو الاقتصادي.
وتدهورت العلاقات المغربية الأميركية بشكل كبير في آذار/ مارس الماضي، بعدما قدّمت المبعوثة الشخصية للولايات المتحدة الأميركية في مجلس الأمن الدولي مقترحًا يقضي بتوسيع مهام بعثة "المينورسو" في الصحراء، وهو المطلب الذي رفضته الرباط، وردَّت عليه بتوقيف مناورات "الأسد الافريقي" التي يقوم بها الجيش الأميركي في مدينة طان طان جنوب المغرب، قبل أن تسحب واشطن مقترحها قبل 48 ساعة من انعقاد جلسة مجلس الأمن، إثر مكالمة هاتفية جرت بين الملك محمد السادس والرئيس الأميركي باراك أوباما.