وزير الخارجية الأميركيّ جون كيري مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس

كشف وزير في الحكومة الإسرائيليّة، الأربعاء، أن البناء الاستيطانيّ في القدس الشرقية والضفة الغربية متواصل، رغم إرجاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بناء 20 ألف وحدة جديدة، فيما هدّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالانسحاب من المفاوضات الجارية، في حال عدم تراجع إسرائيل عن قرارها طرح عطاءات لبناء 20 ألف وحدة سكنية في الضفة الغربية.
وأكد الوزير الإسرائيلي يوفال شتاينيتس، الأربعاء، أن أعمال الاستيطان في الضفة الغربية وشرق القدس مستمرة، وذلك في إشارة إلى 5 ألاف وحدة استيطانية جرى المصادقة على بنائها عقب إطلاق سراح دفعة من الأسرى الفلسطينيين قبل أسبوعين، مشيرًا إلى مواصلة التنسيق مع نتنياهو بشأن البناء الاستيطانيّ، وأن هذا التنسيق ضروريّ في هذه الفترة بالذات، التي تحاول فيها إسرائيل ممارسة نفوذها على الدول العظمى في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني.
وأشار رئيس بلدية معاليه ادوميم بيني كشريئيل، إلى أن أي موقف ضعف تُبديه الحكومة سيؤدي إلى زيادة الضغط على إسرائيل من جانب الولايات المتحدة ودول أوروبا، وان عددًا من الوزراء الإسرائيليين وأعضاء الكنيست، يقولون له بصورة غير علنية، إنه يجب مواصلة البناء في الضفة.
وأعلن نتنياهو، مساء الثلاثاء، أنه قرر إرجاء خطة لبناء عشرين ألف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، معتبرًا أن هذه الخطوة تأتي لمساعدة مشروع الاستيطان.
وأفادت وسائل الإعلام العبرية، الأربعاء، أن نتنياهو أصدر تعليماته إلى وزير البناء والاستيطان اوري اريئيل، بإعادة النظر في إجراءات التخطيط كافة لبناء الألاف من الوحدات السكنية الجديدة في الضفة التي أعلنتها وزارته الثلاثاء، وأوضح نتنياهو أن "هذه الخطوات التي اتخذت من دون تنسيق مُسبق، لا تساعد الاستيطان بل بالعكس، وأن الخطوات التي أعلن عنها لا تنطوي على مغزى قانوني أو عملي وتُثير تحفظات في المجتمع الدولي، في الوقت الذي نحاول فيه إقناعه بالتوصل إلى اتفاق أفضل مع إيران".
وقد حذّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من أنه إذا لم تتراجع إسرائيل عن قرارها طرح عطاءات لبناء 20 ألف وحدة سكنية في الضفة الغربية، فإنها تُعلن رسميًا نهاية عملية السلام، فيما كشفت وزارة البناء، الثلاثاء، عن عطاءات لبناء 20 ألف وحدة استيطانية في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة ومناطق "أي 1" الفاصلة بين شمال وجنوب الضفة الغربية والقدس المحتلة.
وتلقى عباس، مساء الثلاثاء، اتصالاً هاتفيًا من وزير الخارجية الأميركيّ جون كيري، وتم الحديث عن المفاوضات الجارية، والأوضاع في المنطقة بعد تهديد عباس بالتخلي عن المفاوضات خلال ساعات، في حال نفّذ نتنياهو خططه لبناء 24 الف وحدة استيطانية.
وأشارت مصادر فلسطينية، إلى أن عباس أصدر أوامره فعليًا بوقف المفاوضات مع إسرائيل، الثلاثاء، مما أدى إلى تدخّل أميركي أوروبي مباشر، والضغط على تل أبيب لوقف عملية الاستيطان الضخمة في الضفة الغربية، والتي من شأنها تقويض أُفق قيام الدولة الفلسطينية، موضحة أن عباس أخبر كيري بأنه سيعلن عن وقف نهائي للمفاوضات، وسيخبر الاطراف المعنيّة كافة بما تقوم إسرائيل وعملية التضليل والخداع المستمرة وفرض الوقائع على الأرض من دون أي اعتبار للمفاوضات الجارية، وأنه لن يكون شاهدًا على ضياع وطنه، ولن يخون الأمانة التي حمّلها إياه الشعب الفلسطيني، وأن ما تنفذه إسرائيل يدفع الأوضاع إلى الانفجار.
واعتبر عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عزت الرشق، أن استمرار المفاوضات والتنسيق الأمني "جريمة يجب أن يتم توقيفهما"، مضيفًا في تصريح له عبر "فيسبوك"، أن الاحتلال يطرح بناء 20 ألف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية تحت ستار "السلطة مع المفاوضات"، فيما دعا إلى "وقف المفاوضات والتنسيق الأمني مع الاحتلال فورًا".