القاهرة ـ محمد الدوي
القاهرة ـ محمد الدوي
أكد الرئيس الفلسطينيّ محمود عباس، أن مصر هي الراعية لقضية المصالحة الفلسطينية، وأنها أساس أية مفاوضات في هذا المجال، ومُكلّفة من جامعة الدول العربية لرعاية المصالحة، وتقوم بدورها في ذلك، وأنها تحمل عبء القضية الفلسطينية.
واعتبر عباس، أن وزير الدفاع المصريّ الفريق أول عبدالفتاح السيسي رجل حكيم، يعرف
ماذا يريد، وعالج الأمور بحكمة، ودوره لا يمكن أن يُنسى أبدًا، وقد وجدت فيه مواصفات القائد من الحكمة والعقل ومعرفة ماذا يريد، وأنه أبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري والقيادات الغربية، أن الجماهير المصرية خرجت للمطالبة بالتغيير، وأن الجيش المصري ساند مطالب الشعب، ونحن لا ندافع عن مصر، فأبنائها قادرين على الدفاع عنها، ولكن دفعنا عن مصر هو دفاع عن أنفسنا، كما نقلنا حقيقة الأحداث في مصر في ثورة 30 حزيران/يونيو إلى قيادات الصين وروسيا وأميركا وأوروبا، وأي ضرر يمس مصر هو ضرر للأمة العربية كلها، وأبلغنا وجهة نظرنا للقيادات العالمية كافة، ولمست التغيّر في الموقف الأميركي تجاه مصر، منذ خطابه في الأمم المتحدة، وكيري قال لي أن أنقل تحياته إلى الرئيس منصور والفريق السيسي".
وأوضح الرئيس الفلسطينيّ، في تصريحات صحافية على قناة "سي بي سي"، أن "مصر تدافع عن مصالحها، وأتمنى أن تتحسن العلاقات المصرية الأميركية خلال المرحلة المقبلة، وقد أبلغت الرئيس السابق محمد مرسي بأن إسرائيل تريد أن تلقي بغزة في سيناء، ونرفض إقامة دولة فلسطينية هناك، لأن هذا الأمر ينهي القضية الفلسطينية، وأن مرسي أبلغني، أن المليون شخص في غزة من الممكن أن ندعهم في شبرا، ولم يعجبني تصوره عن القضية الفلسطينية، وكان يفكر أيضًا في إقامة قتصلية مصرية في غزة وقتصلية لغزة في مصر، وهذا كان سيُدمّر المشروع الوطني الفلسطيني".
وأشار عباس، إلى أنه جرح من حركة "حماس"، وهي تعلن دائمًا أنها جزء من مشروع "الإخوان المسلمين"، وفي غزة يطرحون كل شئ إلا الوصول إلى الانتخابات, والانقسام الفلسطيني مخطط لتدمير المشروع الوطني، ولا أدري في ما تفكر فيه "حماس"، وهي تأتي من مختلف الشخصيات، ولا توجد إجابة واضحة، فهي جزء من الشعب الفلسطيني، ولا نريد إقصاء أحد، وننتظر أن تقوم مصر بدورها لإتمام المصالحة، والقيادات كلها كانت تأتي إلى مصر، ونطلب منها أن تأخذ دورها منذ 1948، وقد لعبت بالفعل الدور الأكبر في المصالحة، ولم تستجيب "حماس" لدعوات المصالحة كافة، على حد قوله.
وأكد الرئيس عباس، أن الأنفاق المتواجدة على الحدود المصرية غير شرعية، وطالبت رام الله بتدميرها منذ تولي مهمة الرئاسة، ونقدم 58% من الموازنة العامة للدولة الفلسطينية منذ انقلاب "حماس" وحتى الآن إلى غزة، ونحن مع تدمير الأنفاق، ونفكر كيف يعيش الناس هناك، ودورنا أن نبحث عن طريقة بديلة، ومكسب "حماس" من الأنفاق غير شرعيّ، ويحصلون على ضرائب من تهريب الأسلحة، ويوجد 1200 نفق جعلوا أكثر من 1800 شخص من المليونيرات، وأن أية مساعدات للشعب الفلسطينيّ سواء في رام الله أو غزة، تسعدني، ولكن الزيارات الرسمية لغزة وليس إلى رام الله، هي تدمير للمشروع الوطني، وغزة لا تزال تحت الاحتلال، وغير محررة، وأي أحد يذهب إليها يحتاج إلى تصريح من إسرائيل، والداعية يوسف القرضاوي يُحلل زيارته إلى غزة ويُحرّم زيارته إلى القدس، وقد فشل في إعطاء الدليل الديني لمنع الناس من زيارة القدس، فلا يجوز لأي مسلم أو عربي أن يُكرّث للمخطط الاسرائيليّ في فلسطين.
واعتبر عباس، أن حركة "تمرد" في غزة "ديمقراطية"، وموقف "حماس" لا يمكن أن يُقبل، معربًا عن تمنيه، بأن تعود حركة "حماس" إلى رشدها، ويعود قادتها إلى وطنيتهم، ومصر كانت تدعم "حماس" أثناء حكم "الإخوان"، وغير مقبول أن ينسى قيادات "حماس" قضيتهم ووطنهم من أجل "الإخوان"، ومن ينظر إلى الأمور يشعر أن "الحركة لا تريد حلاً ولا تريد المصالحة"، مضيفًا "وصلنا إلى تقارب شديد بشأن كل القضايا كافة مع أولمرت، خصوصًا الأمن، لكن تم إسقاطه، وقد حصلنا على 138 صوتًا في الأمم المتحدة من أجل الحق في إنشاء دولة فلسطينية مستقلة والتفاوض، وهذا الأمر أثار غضب الولايات المتحدة، وقالوا نريد العودة إلى المفاوضات، وقلنا إننا سنحضر، بشرط أن يتم الاتفاق على حدود 1967، وقد فشلنا فى مجلس الأمن في أن نحصل على هدفنا، وحققنا الكثير في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأنه تمّ اتهامه على غير الحقيقة، بأنه قبل بخروج الأسرى مقابل توسيع العمليات الاستيطانية، لكني اؤكد أن موقف فلسطين قوي في المنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي، وأن منتجات الاستيطان غير شرعية، وهذا تقدم في الموقف الدولي، ولن نتنازل عن ذلك، ومن دون قبول القدس الشرقية عاصمة لفلسطين لن يتم حل المشكلة"، مشيرًا إلى أن المنظمات الدولية كالمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل، مفتوحة أمام القضية الفلسطينية، وأن الإسرائيليين يقولون إن القدس هي العاصمة الأبدية لإسرائيل، ولن نقبل بهذا الأمر، وأن الوفد الخاص بالتفاوض مستقيل، ونحاول معهم للعودة عن استقالتهم، إما سنشكل وفد آخر للتفاوض، شرط أن يكون على دراية كاملة بالقضية، ونحن في وضع غير سيئ، ووضعنا الدولي جيد، ولكن الوضع الاقتصادي صعب".
واشار عباس، إلى أنه "منذ أن استشهد الرئيس ياسر عرفات، شكّلنا 3 لجان (قانونية وأمنية وطبية) لمتابعة الأمر، وطالبنا بعض الجهات الدولية بفحص الجثمان وتدخلت روسيا وفرنسا وسويسرا، ولا أستطيع أن أقول إن إسرائيل قتلت عرفات، إلا عندما نمسك بالدلائل، واللجان الأوروبية أثبتت أن عرفات مات بفعل السم، مع اكتشاف وجود مادة البولنيوم في رفاته، والقضاء هو الفيصل في قضية استشهاد (أبو عمار)، ومن العيب أن تمنع (حماس) الاحتفال بذكرى رحيله في غزة، وهو الذي احتضنهم وأرى أن موقفهم لا أخلاقي، وأتمنى أن يكون جهاز الدولة الفلسطينى قابل للاستمرار من دون الاعتماد على شخص معين، وأن حركة (فتح )متماسكة، ولا يوجد بها أي انشقاق، والحكومة السورية قديمًا حاولت إحداث شرخ في الحركة، وبعد 3 أشهر تم لمّ الشمل، وهي حركة وطنية، ومشكلتنا في الاحتلال، ووقتها لن نحتاج لأحد، فهو يعيق تقدم الدولة الفلسطينية، ولدينا كثير من الموارد لا نستطيع الاستفادة منها".