حادث اعتداء على أبناء الطائفة العلوية في مدينة طرابلس

بيروت – جورج شاهين تشهد طرابلس، الجمعة، اجتماعًا أمنيًا برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وحضور وزير الداخليّة والبلديات مروان شربل والقادة الأمنيين، لتقويم الخطة الأمنيّة والحوادث المُتنقلة التي تخرقها، وكيفية إعادة تفعيلها. ويعقد الاجتماع في منزل الرئيس ميقاتي، بعدما قرّر التوجه إلى المدينة للتصدي لموجة الاعتداءات على العمال العلويين ووقف ظاهرة إطلاق النار على الأرجل التي تقوم بها "مجموعة مشبوهة" والتي تعرض لها أكثر من 11 شابًا بينهم 5 من عمال البلدية اختيروا للاعتداء عليهم لأنهم من العلويين.
ونفّذ أهالي جبل محسن العلويين بدعوة من المجلس الإسلامي العلوي وهيئات من المجتمع المدني والحزب "العربي الديمقراطي العلوي"، في ساحة الجبل، الجمعة، اعتصامًا استنكارًا لتكرار الاعتداءات اليوميّة عليهم.
ويأتي هذا التحرك، غداة الاعتداء على 4 من أبناء الجبل عبر إطلاق النار على أقدامهم، وراجت هذه الظاهرة مؤخرًا في طرابلس. وطالب المعتصمون الدولة والرؤساء الثلاثة، بالتحرك لحمايتهم ووضع حد للحصار المفروض على جبل محسن.
وفي كلمات لعدد من المشايخ، توجهوا إلى من أسموهم "أولياء الدم" في تفجيري طرابلس مذكرين بإدانتهم هذين الاعتداءين، مشيرين إلى أنه في حال كان النائب السابق علي عيد متورطًا بها، فسيحاكمونه هم، مطالبين "أهل السنة بأن يكونوا عادلين، ويوقفوا الاعتداءات العشوائية عليهم". كما توجهوا إلى مفتي الجمهوريّة الشيخ محمد رشيد قباني والمفتي مالك الشعار، موضحين أنّ الإسلام لا يقبل بما يحصل. وأكدوا أن هذا التحرك سيكون الأخير السلمي، قبل أن يلجئوا إلى طرق أخرى في حال تم التعدي عليهم مرة جديدة.
واستنكر رئيس كتلة "المُستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ما شهدته مدينة طرابلس، الخميس، من حوادث وتعديات واعتداءات على أبرياء من خلال إقدام مسلحين على إطلاق نار على عمّال من سكان منطقة جبل محسن لدى عودتهم من أعمالهم، مطالبًا القوى الأمنيّة "بتحمُل مسؤولياتها وأن تخرج من ترددها المتمادي، إذ لم يعد مقبولاً انتظار جولات العنف والخروج عن القانون والاعتداء على المواطنين".
وأكدّ أنّ "الاعتداء على عمّال من أبناء المدينة لأنهم من سكان منطقة جبل محسن عمل جبان ومشبوه يقصد تشويه صورة طرابلس وصورة أهلها وتسامحهم واعتدالهم ولتصويرهم على غير ما هم عليه تحضيراً لفتنة كبرى في المدينة تعمّ لبنان. إذا كان قصد المعتدين الإيحاء بأن ذلك انتقام لمتفجرتي طرابلس، فهذا أمر مرفوض شرعاً وقانونًا إذ أنه لا تزر وازرة وزر أخرى".
وأعرب السنيورة عن اعتقاده "بأن من قام بهذا العمل، أي بالاعتداء على عمّال أبرياء لأنهم يسكنون في جبل محسن هم من العناصر المشبوهة والمتوّرطة في تشويه صورة المدينة الحضارية وتصويرها أنها تسعى للانتقام، لتحويل الأنظار عن جريمة تفجير المسجدين"، معلناً "تضامنه الشخصي والوطني مع الشباب الذين تعرّضوا للاعتداء ومع عائلاتهم متمنيًا لهم الشفاء العاجل".
وفي معرض قراءته للخطة الأمنية، أكدّ النائب عن تيار "المستقبل" محمد كبارة أنّه  "منذ أكثر من 3 سنوات، هناك مؤامرة لاستهداف طرابلس". معتبرًا أنّه "لا قرار حتى اليوم من السلطة السياسية إلى السلطة الأمنيّة، لوضع حد لهذا الفلتان، وهما متآمرتان على أهالي طرابلس".
وعلّق "حزب الله"، في بيان له، الجمعة،، على "قيام عصابات إجرامية باستهداف مدنيين في مدينة طرابلس والاعتداء عليهم على خلفية مذهبية ومناطقية"، وأوضح "تستمر عصابات القتل والإجرام المغطاة سياسيًا من فريق 14 آذار، بإعمال سكينها عميقًا في جرح طرابلس النازف، وكان آخر ما اقترفته في سلسلة متواصلة من أعمال القتل والاعتداء، إقدامها على إطلاق النار على أربعة عمال في بلدية طرابلس كانوا يسعون وراء أرزاقهم، لا لأيّ ذنب اقترفوه، بل لمجرد انتمائهم إلى طائفة حل عليها غضب أدعياء المدنية والثقافة وحب الحياة من الفريق المذكور وبعض أسيادهم الخارجيين".
وأشار إلى "أن ما تقوم به هذه العصابات المجرمة لا يمّت إلى أصالة مدينة طرابلس ووطنيّة أهلها وسلامة مواقفهم، بل يعبر بكل وضوح عن يأس وإفلاس كبيرين في السياسة نتيجة إخفاق الرهانات على تغييرات في الميدان، فيجري تنفيس الحقد الأعمى بهذه الممارسات الانتقاميّة الهمجيّة".
ودان "محاولات البعض تبرير هذه الجرائم والتغطية عليها، وصمت البعض الآخر إزاءها"، داعيًا الدولة، "من خلال سلطاتها وأجهزتها الرسمية كافة، إلى تحمل مسؤولياتها كاملة وإنهاء هذه الحالات الشاذة التي باتت تشكل تهديدا للسلم الأهلي والأمن الوطني".