بيروت ـ جورج شاهين
كشف وزير الداخلية والبلديات اللبناني العميد مروان شربل لـ "العرب اليوم" عن أن القيادات الأمنية قوَّمَت الوضع، بعد ظهر الأحد، وتقرر اللجوء إلى تدابير أمنية مشدَّدة ستُنفَّذ ابتداءً من اليوم الإثنين، فيما أفادت قناة "الميادين" بأن "حزب الله" ينفي ما أوردته بعض وسائل الإعلام عن وجود عناصر وخبراء عسكريين من
الحزب في جبل محسن في طرابلس، في حين ردَّت مصادر الرئيس ميقاتي عبر "العرب اليوم" بقساوة بالغة على المدير العامّ لقوى الأمن الداخلي السابق والقائد الطرابلسي الجديد منذ إحالته على التقاعد اللواء أشرف ريفي.
وأكَّد شربل لـ "العرب اليوم": "انه ليس مسموحا ان تفلت الأمور في طرابلس من عقالها، ومن يعتقد أنه أقوى من القوى الأمنية المكلفة أمن المدينة والتي باتت جميعها تحت إمرة الجيش اللبناني منذ الأحد فهو مخطئ كثيرًا، ومن يرتكب الخطأ الأكبر هو من يعتقد اأه يمكنه أن يقوم بمواجهة ناجحة مع القوى العسكرية والأمنية"، لافتًا إلى أن جولة العنف الجديدة التي شهدتها طرابلس حصدت أكثر من اثتي عشر قتيلاً وزاد عدد الجرحى على السبعين بين عسكريين ومدنيين، موضِّحًا "أن الساعات المقبلة ستشهد آلية جديدة في التعاطي مع المجموعات المسلحة التي استهترت بالقوى الأمنية، وستكون آلية اكثر تشددًا".
وجاءت تأكيدات الوزير شربل في وقت اتسمت فيه المعارك ليل الأحد – الإثنين بعنف غير مسبوق، وقرابة منتصف الليل بدأت القذائف تطال مناطق أبعد من محاور القتال إلى مناطق كانت أكثر أمنًا حتى مساء الأحد، ما أدَّى إلى حالة هلع لدى سكان المناطق الخلفية لأماكن الاشتباكات، حيث تطلق القذائف على نحو متواصل، وقام الجيش بالردِّ على مصادر النيران بالاسلحة المناسبة.
وتوزَّعت قذائف المدفعية على أحياء باب التبانة السنية بكثافة من مواقع العلويين في بعل محسن بعدما هدَّدوا بإغلاق مداخل مدينة طرابلس، ابتداءً من صباح الإثنين، بالقنص والقصف، وهو ما أدّى إلى سقوط القذائف ليلاً على أحياء بعيدة من خطوط التماس، وصولاً إلى عمق المدينة التي يشرف عليها مسلحو بعل محسن.
وازادت حدة الاشتباكات، قرابة العاشرة والنصف من ليل الأحد، ودوَّى انفجار عنيف في بعل محسن تبين لاحقًا أنه انفجار في مبنى سكني يُعرَف بمبنى الحلبي، فانهارت ثلاث طبقات منه، وهو ما قاد إلى الاعتقاد بأن الانفجار وقع في مخزن ذخيرة، لكنَّ أيًّا من المراجع الأمنية لم يؤكد هذه الرواية، واكتفى بتأكيد الانهيار من دون تحديد السبب قبل طلوع الفجر، والكشف على المبنى الذي يمكن ان يكون متصدعًا قبل انهياره.
وبدأت القذائف قرابة منتصف الليل تطال مناطق أبعد من محاور القتال إلى مناطق كانت أكثر أمنا حتى مساء الأحد، ما أدى إلى حالة هلع لدى سكان المناطق الخلفية لأماكن الاشتباكات، حيث تطلق القذائف على نحو متواصل، وقام الجيش بالرد على مصادر النيران بالاسلحة المناسبة.
وأعلنت معظم المدارس الخاصة والرسمية في طرابلس عن إغلاق ابوابهان الإثنين، بسبب الاشتباكات ونظرًا إلى تدهور الاوضاع وتحديدا في مناطق: الميناء، الضم والفرز، أبي سمرا والقبة، فضلاً عن وسط طرابلس ومحيطها، وكذلك المدارس القريبة من محاور القتال وصولاً إلى البداوي ودير عمار وحتى المنية.
وأكّدت بعض كليات الجامعة اللبنانية تعليق الدروس والامتحانات التي كانت مقررة الإثنين.
من جهة أخرى، أفادت قناة "الميادين" أن "حزب الله" ينفي ما أوردته بعض وسائل الإعلام عن وجود عناصر وخبراء عسكريين من الحزب في جبل محسن في طرابلس. ونقلت عنه ان "الحل السياسي المدعوم من الجميع هو الذي ينهي هذا النزيف القاتل في المدينة ويعيد الأمن والسلام إليها"، داعيًا إلى "إفساح المجال أمام القوى الأمنية وأجهزة الدولة للقيام بواجباتها في حماية المواطنين وأرزاقهم".
وأوضح ان "هذه الادعاءات الباطلة لا تستند إلى أي أساس أو دليل، وهي محاولة يائسة لتضليل الرأي العام".
وردَّت مصادر الرئيس ميقاتي عبر "العرب اليوم" بقساوة بالغة على المدير العام لقوى الأمن الداخلي السابق والقائد الطرابلسي الجديد منذ احالته على التقاعد اللواء أشرف ريفي وأعلنت: "نستغرب مواقف اللواء ريفي، ليس على المستوى الشخصي فهو لا يُتوقف عنده بتاتًا اإما على المستوى السياسي، لا بد من تسجيل بعض الملاحظات فهو اليوم يوزع النصائح يمنة ويسرة، ويقترح ما لم يفعله ايام توليه مواقع المسؤولية الكبرى.
وأعلنت المصادر "لمن تخونه الذاكرة أن الكثير يدركون أن اول عملية تسليح جرت في طرابلس كانت برعاية اللواء ريفي، من موقعه الرسمي في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي يوم شكّلت "أفواج طرابلس" في منتصف أيار/ مايو 2008، اي قبل ست سنوات برعايته ومشاركته وبإشرافه، حيث تم انجاز التفاصيل كافة".
وأوضحت المصادر:" الجميع يتذكر ان اولى جولات العنف في طرابلس وقعت في "يوم الغضب"، والرعاية التي حظي بها الغاضبون كانت معلنة من "المدير العام لقوى الأمن اللواء ريفي" يومها، وكان ذلك قبل ثلاث سنوات، وتحديدًا في حزيران/ يونيو 2010 بعد تسمية ميقاتي رئيساً للحكومة".
وأوضحت المصادر ذاتها أن "هذه التصرفات المريبة لم تقف عند هذه الحدود، فالجميع يتذكر التصريح الشهير للواء ريفي بعد احالته الى التقاعد حيث ابدى تفهما لما يقوم به قادة المحاور ومعهم المجموعات المسلحة التي تعيث فسادًا في المدينة، وهو بذلك كرَّس لوقوع 15 جولة عنف من أصل 18 جولة حتى اليوم جرت في ايامه عندما كان مديرًا عامًا لقوى الأمن الداخلي، فما الذي فعله في تلك الفترة؟ ولماذا لم تكن لديه كل هذه المقترحات التي يتحفنا بها من يوم لآخر؟
وختمت المصادر بالقول: هل ان الأمر اليوم بات رهنا بمواقف انسان خارج إطار المسؤولية يستسهل الاتهام والتجني بلا رادع سياسي او غير سياسي، فما الذي منع قيامه ولو باقتراح مما يقترحه اليوم؟ أم ان الأمور بالنسبة اليه اليوم سهلة، فالمعارضة مجانية والتنظير عن بُعد صار مشروعًا!.
وطوّق الجيش نهارًا قصر آل عيد قادة "الحزب العربي الديمقراطي العلوي" في بعل محسن بعد اصابة ضابط وعسكري، وعُلِم ان العملية تمت بعد إطلاق رصاص بشكل مباشر عليهما، وفرَّ مطلق النار الى داخل القصر ليكون في مأمن.
وأكَّدَت قيادة الجيش عمليات الدهم التي جرت فجرًا، وأعلن بيان رسمي صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، "إلحاقًا لبياناتها السابقة، نفَّذت وحدات الجيش في مدينة طرابلس خلال الليل الفائت سلسلة دهم لأماكن تجمُّع المسلحين ومراكز القناصة، حيث أوقفت ثمانية مسلحين وضبطت كمية من الاسلحة الحربية الخفيفة والذخائر العائدة لها، بينها بندقية وقناصة بالإضافة الى أعتدة عسكرية متنوعة، وتم تسليم الموقوفين مع المضبوطات الى المراجع المختصة لإجراء اللازم".
وأفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" بأن حصيلة القتلى والجرحى العسكريين والمدنيين في طرابلس بلغت حتى ليل الأحد – الإثنين اكثر من 11 قتيلا، وارتفع عدد الجرحى الى ما فوق السبعين جريحًا، توزَّعوا على الشكل الآتي:
عُرِف من القتلى المدنيين ثمانية وهم: بلال سعود (فلسطيني)، سلمى الشرقاوي، عمر الحسواني، عبد الرحمن مرعب، محمود الشيخ حسين، رمزية محمد الزعبي، ربيع الاحمر (سوري)، ابو حسن الجندي.
جرحى منطقة باب التبانة: آسيا خالد صهيوني، محمد ديب المحمد، محمود ابراهيم، عبد الجبار نافع، احمد الخالدية، مهدي احمد فتوح، علي محمود الاحمد(فلسطيني)، محمد نضال المير، يوسف محمد شماوي، بلال جمال اديب، اخلاص احمد الحلبي، خالدية غمراوي، محمد كوجا، هشام احمد الصمد، عماد دندشي، جمال محمد حميد، عبد الرحمن حسن، علي خميس، منى عبد الصمد محمد، صباح عبد القادر حموي، هيام جبور، محمد نار، احمد السباعي، عبد الرحمن جمال محمد، ماتيل سمعان واسامة الرفاعي اثر اصابته بشظية في سوق القمح ونقل الى المستشفى وحالته مستقرة.
جرحى منطقة جبل محسن: نصرالدين خضر العلي، محسن سليمان صالح، سعد مصطفى الجمال، يونس الزمار، محمد خدوج، وسيم محي الدين الخطيب، عماد بسام فخر الدين، ابراهيم ضعضوع، بلال غصن، يوسف محمد، عمران علي ضعضوع، ملاز ديبو.
وأمّا القتلى والجرحى العسكريون فهم:
عبد الله احمد عجاج، الذي قُتل بينما كان في منطقة البقار في طريقه الى منزله بلباسه المدني.
والجرحى: المعاون قاسم البستاني، العريف محمد عبد الكريم الجبل، المجند خضر مصطفى، الجندي محمد الخعولي، المجند عدنان طي، العريف يوسف محمد يوسف، الجندي علي خير الدين، المجند حسن قاسم، الجندي مصعب مهنا، المجند احمد محرز، الملازم اول محمد السيد، الجندي عباس الموسوي، الجندي حمزة الحاج.