تردي الأوضاع الأمنيّة في الموصل عقب إنسحاب قوات الجيش والشرطة

بغداد – نجلاء الطائي أكّد عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة الموصل أعلان حالة الطوارئ في  المحافظة، إثر تردي الوضع الأمني فيها، ما دفع أكثر موظفي الدولة إلى ترك عملهم، حفاظاً على أرواحهم من التهديدات "الإرهابية"، التي يتلقونها من طرف المجموعات المسلحة في المحافظة. وأوضح عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس محافظة الموصل داود الجندي، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أن "اللجنة الأمنية في نينوى عقدت اجتماعًا طارئًا، بغية معالجة الوضع الأمني المتدهور في المحافظة، وإيجاد حلول للمشكلة "، مؤكّدًا "عدم وصول أي تبليغ رسمي باستقالة 200 حارس إصلاح".
وناشد الجندي موظفي الدولة في المحافظة "العزوف عن ترك العمل في دوائرهم، والاستمرار في تأدية واجبهم الوطني تجاه بلدهم، لأن المواطن الموصلي في حاجة إلى سير معاملاته بشكل صحيح، من دون تلكأ"، واعتبر أن "توقيف العمل بشكل دائم، ينعكس سلباً على المحافظة، مع ازدياد قوة المجموعات الإرهابية، وتنقلها بشكل  كبير في الموصل"، مقترحًا أن "تزود الحكومة المركزية المحافظة بقوات أمنية مساندة، بغية السيطرة على الوضع الأمني المتردي".
يذكر أن سجن "بأدوش" في محافظة نينوى يشهد حالة عزوف جماعي عن الدوام، بسبب تعرض العاملين فيه لاستهداف وتهديد الجماعات "الإرهابية"، ما أسفر عن تقديم 200 حارس إصلاحي استقالتهم من العمل في حراسة السجن المذكور.
من جانبه أوضح مصدر إمني بارز، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أن "الموصل تعيش حربًا داخلية بين أنصار السنة وجيش المجاهدين من طرف، وما تسمى بدولة العراق الإسلامية من طرف آخر"، مبينًا أن "القتال يشتد بين هذه الفصائل، بغية السيطرة على أكبر عدد من المناطق، وسط صمت رسمي، وهروب العديد من أفراد الجيش والشرطة الاتحادية".
وأشار المصدر إلى أن "حالات القتل التي طالت 5 موظفين، آخرهم مستشار المحافظ أثيل النجيفي، تحمل طيات سياسية، وهي تصفيات بين الأحزاب المسيطرة على الحكومة المحلية"، لافتًا إلى أن "القوات الأمنية تخسر بمعدل 5 من عناصرها يومياً، بسبب عمليات العنف، فضلاً عن العديد من الجرحى".
وبيّن مصدر في دائرة الإصلاح العراقية، في بيان له، أن "الاستقالة الجماعية، التي قدمها 200 حارس إصلاحي، جاءت نتيجة تعرض عدد كبير من الحراس الإصلاحيين في سجن بأدوش في محافظة نينوى إلى عمليات اغتيال وتهديد من الجماعات الإرهابية".
وأكّد المصدر أن "العصابات الإرهابية استهدفت الحارسة الإصلاحية (ا. م. س.) في سجن بأدوش، وأسفرت العملية عن إصابتها بطلقات نارية في مناطق متعددة من الجسم، في منطقة النبي يونس (ع) في الموصل، نقلت بعدها إلى المستشفى لتلقي العلاج".
وأشار إلى أن "الحارسة تعرضت للعمل الإرهابي أثناء تمتعها بإجازة اعتيادية، ويدخل هذا الاعتداء ضمن سلسلة الاعتداءات الإرهابية التي طالت العشرات من موظفي الوزارة في الموصل".
ولفت المصدر إلى أن "عدد ضحايا الإرهاب من موظفي وزارة العدل قرابة الـ490 منتسب، بين شهيد ومصاب ومفقود، توزعوا بين 270 شهيد، و218 مصاب، و2 مفقود"، مؤكدًا أن "هذه العمليات الإجرامية تأتي ضمن المخططات الإرهابية، الرامية إلى النيل من موظفي الوزارة، لأن عملهم يرتبط بملفات حساسة بشأن السجون".
وأكّد أن "الوزارة تلقت تهديدات من الجماعات الإرهابية، بإعادة استهدافها واستهداف الدوائر التابعة لها، ومركز الوزارة، بسبب استمرار الوزارة في عملها بتنفيذ أحكام القضاء في حق الإرهابيين، الذي استباحوا دماء الأبرياء"، مشدّدًا على "أهمية أن تتخذ الحكومة خطوات حقيقية في تدعيم أمن الوزارة، وإنصاف موظفيها من الحيف الذي لحق بهم، خلال الأعوام العشرة الماضية، من تجاهل استحقاقاتهم، والتي عرضتهم لخطر يضاهي مثيلاتها من الوزارات الأمنية".