باريس - رياض أحمد
أكدت سهى ارملة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الاربعاء، انها "مقتنعة تماما" بان زوجها "لم يمت بطريقة طبيعية".
وقالت عرفات في مؤتمر صحافي عقدته في باريس "لا زلت مقتنعة تماما ان الشهيد عرفات لم يمت بطريقة طبيعية وساظل اتابع الى ان اصل الى الحقيقة".
وشككت سهى عرفات في صحة الاستنتاجات التي خرج بها فريق
الأطباء الفرنسي الذي أشرف على تحليل رفاته، والتي استبعد فيها فرضية تعرضه للتسمم بمادة البولونيوم المشعة، وطالبت بتقديم التقرير السويسري الذي يؤكد حصول التسمم إلى السلطات الفرنسية المختصة في التحقيق بالقضية.
و قالت عرفات، في مؤتمر صحفي عقدته في العاصمة الفرنسية، باريس، خصصته للرد على الاستنتاجات التي تسربت إلى بعض الصحف الفرنسية ويبرز فيها ترجيح وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل لأسباب طبيعية: "أنا مقتنعة بوجود خطأ ما وبأنه لم يمت لأسباب طبيعية."
ودعت عرفات المحققين الفرنسيين إلى مراجعة التقرير السويسري الذي أظهر وجود مستويات مرتفعة من مادة البولونيوم في رفات زوجها الراحل، قائلة إنها لا تشكك في صحة الخلاصات الفرنسية، ولكنها ترى بأن الأساليب العملية المستخدمة لفحص الرفات قد تختلف من بلد إلى آخر.
وتحدثت سهى عرفات قائلة إنها أصبحت على يقين بأن زوجها الراحل تعرض لعملية "اغتيال سياسي،" ودعت إلى العمل على تحديد مصدر المادة المشعة التي قالت إنها تأتي من مفاعلات نووية.
وكان تقرير طبي سويسري صدر في السابع من نوفمبر الماضي، قد أشار إلى أن نسبة مادة البولونيوم في عينات من رفات عرفات ترجح على الأغلب وفاته نتيجة لتسميمه بهذه المادة. وأعاد التقرير فتح باب الجدل من جديد حول كيفية وفاة عرفات، الذي وافته المنية في مستشفى فرنسي إذ كانت السلطة الفلسطينية قد اتهمت إسرائيل بالوقوف خلف ذلك.
واستبعد خبراء مكلفون من القضاء الفرنسي التحقيق في وفاة ياسر عرفات في تقريرهم الثلاثاء فرضية وفاة الزعيم الفلسطيني مسموما مرجحين الموت الطبيعي بحسب مصدر قريب من الملف.
واشارت عرفات الى انها "مصدومة جدا من التقرير الفرنسي الذي تسلمت منه ملخصا من اربع صفحات فقط" ،مؤكدة الى انه من "غير المنطقي اطلاقا" ان الفرنسيين لم يجدوا شيئا، رغم ان الفريقين ينطلقان من مسلم واحد وهو وجود البولونيوم بكمية تتجاوز المعدل الطبيعي في جسد ياسر عرفات.
وبالنسبة للفرنسيين فان وجود غاز مشع طبيعي، الرادون، في البيئة الخارجية يوضح هذه الكميات الكبيرة.
وعلى عكس الفرنسيين، اعلن السويسريون مطلع شهر نوفمبر انهم يغلبون فرضية التسميم بعد ان وجدوا البولونيوم- 210 بكميات اكبر بعشرين مرة مما اعتادوا قياسه، لكنهم لم يؤكدوا بشكل قاطع ان هذه المادة كانت سبب الوفاة.
هذا وقد توفي عرفات في 11نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي دو كلامار العسكري قرب باريس الذي نقل اليه في نهاية اكتوبر اثر معاناته من الام في الامعاء من دون حمى من مقره برام الله حيث كان يعيش محاصرا من الجيش الاسرائيلي منذ ديسمبر 2001.
ويتهم العديد من الفلسطينيين اسرائيل بتسميم عرفات وهو ما تنفيه الدولة العبرية على الدوام.