دمشق - جورج الشامي
حذّر ناشطون في حلب من وقوع كارثة إنسانية في المدينة، مع وصول القصف الحكومي بالبراميل المتفجرة إلى يومه الرابع، فيما أكّدت مصادر من قوات المعارضة المسلحة أن الكتائب أحكمت سيطرتها على منطقة المرج في الغوطة الشرقية، في ريف دمشق، في حين أفاد مركز حماة الإعلامي عن وقوع انفجارات
ضخمة، وعشرات الجرحى، غالبهم من النساء والأطفال، غصّت بهم المستشفيات في قصف مدفعي من قوات النظام، في ساعات الصباح الأولى، على عقرب في ريف حماة الجنوبي.
ويستمر القصف الحكومي السوري لليوم الرابع على التوالي على مدينة حلب، بالبراميل المتفجرة، موقعًا العشرات من القتلى والجرحى، في حين ما زالت حلب تعاني، منذ ثلاثة أيام متتالية، من القصف، الذي أودى بحياة أكثر من 100 شخص، وجرح مئات آخرين، حسب منظمة "أطباء بلا حدود".
وأضافت المنظمة، التي تقدم إمدادات طبية للمدينة، في بيان، أن مستشفيات حلب أصيب كثير منها بأضرار، وتعمل بالفعل فوق طاقتها، وتكتظ بالقتلى والمصابين.
وأشار منسق أطباء بلا حدود في سورية إلى أن "طائرات الهليكوبتر استهدفت، على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة، مناطق مختلفة، منها مدرسة وملتقى طرق الحيدرية، حيث ينتظر الناس حافلات النقل العام"، وأضاف أنه "كثيرًا ما تؤدي الهجمات المتكررة إلى الفوضى، وتزيد صعوبة علاج الجرحى، ومن ثم تزيد أعداد الوفيات".
بدوره أكّد "اتحاد تنسيقيات الثورة" أن غارة جوية استهدفت بلدة عندان في ريف حلب، وأن الطيران يقصف مداخل المدينة بالرشاشات الثقيلة.
وحذّر ناشطون في المدينة من وقوع كارثة إنسانية، نتيجة كم الدمار الذي أحدثه القصف، وتوقعوا ارتفاعًا كبيرًا في عدد القتلى والجرحى بين المدنيين والأطفال، مؤكدين أن القصف أحدث هلعًا بين السكان.
وبدوره، أكّد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن "ثمة تصعيد واضح في استهداف المناطق التي تسيطر عليها الكتائب المقاتلة في حلب، وهدفه على ما يبدو خلق الذعر بين السكان في هذه المناطق".
ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله إنه "عادة يكون القصف المتكرر ناتجًا عن نية النظام التقدم"، مشيرًا إلى أن "غالبية الأحياء المستهدفة في حلب هي على تماس مع مناطق يتواجد فيها النظام".
وفي دمشق، أوضح "مجلس قيادة الثورة" أن مدينة الزبداني في ريف العاصمة تعرضت لقصف مدفعي عنيف استهدف الأماكن السكنية من الحواجز العسكرية في المدينة.
في حين قصفت القوات الحكومية من مقرات الفرقة الرابعة معضمية الشام وداريا والمناطق المحيطة بها.
وأضاف المجلس أن "عشرات المنازل قصفت وسويت بالأرض أحياء كاملة، مع سقوط نحو 30 قتيلاً خلال الأيام الماضية.
فيما نقلت دائرة الإعلام في الحكومة السورية الموقتة عن مصادر ميدانية في الجيش "الحر" مقتل قائد اللواء مئة وستة وخمسين صواريخ العميد الركن محسن الموسى في منطقة الضمير في ريف دمشق، وهو ما أكّدته صفحات مؤيدة للنظام السوري التي نعته بحسب الدائرة.
ويعد اللواء 156 صواريخ أحد أهم الألوية المسؤولة في جيش النظام عن قصف المدن السورية بصواريخ أرض أرض، ويتمركز في منطقة الضمير شمال شرق مدينة دمشق.
وأشارت مصادر من قوات المعارضة المسلحة إلى أن كتائب للمعارضة أحكمت سيطرتها على منطقة المرج في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وأضافت المصادر أن الكتائب سيطرت على مسافة أربعين كيلومترًا مربعًا، وعلى مقرات قيادة قوات النظام في المنطقة، وأعطبت 23 آلية عسكرية، وسيطرت على قرابة أربعين آلية أخرى، وقتلت حوالي مئتي جندي من قوات النظام أثناء المعارك التي اندلعت قبل نحو عشرة أيام، وقد شاركت في هذه المعركة، التي أطلق عليها "الله أعلى وأجل"، قوات مختلفة من المعارضة.
من جهة أخرى، أفاد مركز حماة الإعلامي عن وقوع انفجارات ضخمة وعشرات الجرحى غالبهم من النساء والأطفال، غصت بهم المستشفيات، إثر قصف مدفعي من قوات النظام في ساعات الصباح الأولى، على عقرب في ريف حماة الجنوبي، فيما أفاد المركز أيضًا عن وقوع قتلى وجرحى في قصف براجمات الصواريخ على قسطون في سهل الغاب في ريف حماة، فيما سقط قتلى وجرحى جراء غارات جوية للطيران الحربي على العقيربات ومسعود في الريف الشرقي، ما أدى إلى دمار هائل في المنازل، في حين تجدد القصف على قلعة المضيق والحويقة في الريف الغربي.
وفي حمص، أكّدت شبكة "سورية مباشر" أن جيش النظام المتمركز في الكلية الحربية يستهدف منذ الصباح بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون المباني السكنية في حي الوعر، شمال غربي المدينة، فيما تشتعل الحرائق في مدينة المعارض، جراء القصف على حي الوعر.
إلى ذلك استهدف الجيش "الحر"، بعشرات قذائف الهاون، معاقل القوات الحكومية داخل الفرقة 17 شمال مدنية الرقة.