غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
دعا رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية، الرئيس محمود عباس إلى التداعي لعقد اجتماع وطني، بغية مناقشة تشكيل حكومة التوافق الوطني، وعقد اجتماع للإطار القيادي الأعلى للقوى الوطنية والإسلامية، للبحث في برنامج يواجه الانهيار في المشروع الوطني، والمخططات الصهيونية.
وطالب هنية، خلال كلمة ألقاها في
افتتاح مؤتمر القدس العلمي السابع، الذي تنظمه مؤسسة "القدس الدولية" في مدينة غزة، صباح الخميس، بضرورة البحث في برنامج سياسي لحكومة الوحدة الوطنية، وفق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة، لتحمي المقاومة والثوابت، والبحث عن القاسم المشترك لدى الجميع.
وشدّد على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتحقيق المصالحة، واستعادة الوحدة الوطنية، والاتفاق على برنامج سياسي، يشكل الناظم لجميع القوى الوطنية والإسلامية.
وأكّد هنية ضرورة إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية عربياً وإسلامياً، مطالباً العرب أن يكونوا ملزمين بالدفاع عن القضية الفلسطينية، وأن تتحمل مسؤولياتها التاريخية والقومية للتصدي للسياسيات الصهيونية.
وأضاف هنية "لا غنا لنا عن مصر وسورية وإيران وتركيا وروسيا، وأية دولة تقف مع الحق الفلسطيني، ولا معركة لشعبنا ولنا إلا معركة واحدة، هي ضد الاحتلال ومن أجل القدس، وليس لنا معركة مع مصر ورام الله، أو أبعد من ذلك، نحن شعب نبحث عن الحرية، وطلاب للاستقلال".
وطرح هنية، خلال حديثه في المؤتمر، عن أربعة عوامل شجعت العدو الصهيوني على ما يقوم به من عدوان تجاه مدينة القدس، هي الفراغ السياسي، والانحياز الأميركي، والانقسام الفلسطيني، والانشغال العربي.
وبيّن هنية، في شأن الفراغ السياسي، الذي يعاني منه المشروع الوطني الفلسطيني، أن "المشروع الوطني الناظم للكل هو ما تفتقده القضية الفلسطينية، بغية ضمان وضع حد للتغول، ويحمل شعبنا نحو تحرير الأرض والإنسان".
وأضاف أن "ما شجع هذا العدوان هو ما يجري الآن من مسيرة المفاوضات، فإسرائيل تحت ستار المفاوضات تفعل كل شيء في القدس، من تهويد واستيطان، مع انحياز أميركي كامل للصهاينة".
وأشار هنية إلى أن "الانقسام الفلسطيني، الذي لم يكن بأيدينا أو نخطط له ولا أحد يفكر فيه، هو أحد العوال المساعدة لإسرائيل، فضلاً عن انشغال الأمة العربية، ودول الربيع الدولي، والعمق المجاور، بنفسها وهمومها".
ولفت إلى أن "إسرائيل لم تشعر أن هناك عصا عربية فوق الرأس، أو موقف سياسي يمكن أن يقول لا تجاه القدس وفلسطين".
وتطرق هنيّة إلى خطة من ثلاث مراحل، بغية مواجهة المنخفض الجوي الذي ضرب الأراضي الفلسطينية، أولها التعامل مع الوضع القائم، ومواجهة الآثار المترتبة على المنخفض، والنظر في المشاريع الاستراتيجية، التي تتلافى في المستقبل قدر الإمكان الأزمات التي حدثت في السابق، وهي قيد البحث والتخطيط وسيتم تنفيذها".
وتابع هنية أن "المؤتمر يعقد في ضوء مناسبات وطنية مهمة، يحياها شعبنا الفلسطيني، أبرزها الذكرى 26 لانتفاضة الحجارة، والإبعاد إلى جنوب لبنان لقيادات فلسطينية، قبل 21 عامًا، وذكرى حرب الفرقان، وانطلاقة فصائل المقاومة حماس والجبهة وفتح".
وشدد على أن "كل الفصائل الوطنية والإسلامية متجهة نحو فلسطين والقدس، وأن حماس وفتح وجدتا من أجل القدس، ولا شيء أكبر من فلسطين، فنحن وطن واحد وشعب واحد بإذن الله سبحانه وتعالى".
وأكّد هنية أن "قطاع غزة يحمي بدمه الأمن القومي المصري والعربي"، داعيًا الأمتين العربية والإسلامية إلى "التصدي للسياسات الصهيونية في مدينة القدس المحتلة"، لافتًا إلى أن "المفاوضات لن توصلنا إلى شيء"، مطالبًا بإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية.
وطالب بوضع استراتيجية وطنية ذات عمق عربي وإسلامي وإنساني، بغية حماية المقدسات الإسلامية، وحذّر من "خطورة الموقف الأميركي المنحاز للاحتلال الإسرائيلي، وسعيه لفرض واقع ضد الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمقدسات الدينية".
وأشار هنية إلى جهود حكومته في مواجهة الآثار المترتبة عن المنخفض الجوي، الذي ضرب فلسطين المحتلة، خلال الأيام الماضية، مبينًا أن" حكومته شرعت في صرف تعويضات للأسر المتضررة، جراء المنخفض"، منوهًا إلى ضرورة العمل على إجراء مشاريع استراتيجية في البنية التحتية لتلافي حدوث هذه الكوارث مستقبلاً".