القاهرة ـ أكرم علي
تُوفّي الأمين العام الأسبق لجامعة الدّول العربيّة، عصمت عبد المجيد، مساء السبت، عن عُمْر يناهز 90 عاما، ويعد الأمين العام الخامس للجامعة العربيّة ويلقّب بـ"مهندس الدّبلوماسيّة المصريّة" لجهوده في حقبة الثمانينات بعد انقطاع العرب عن مصر آنذاك. وتولّى عبد المجيد أمانة الجامعة العربيّة في الفترة من 1991 وحتى عام 2001 ، وشغل منصب وزير الخارجيّة في الفترة بين 1984 و1991 ونائب رئيس الوزراء عام 1985 وسفير ومندوب مصر الدائم في الأمم المتحدّة خلال الفترة ما بين 1972 و1983. ويرجع تلقيب عبد المجيد بـ "مهندس الدّبلوماسيّة المصريّة" لما قام به من جهود لإعادة ثقة العرب في مصر بعد انقطاعهم عنها فور عقد معاهدة كامب ديفيد ورفضهم لها، وسعى لجمع العرب مجدّدا خلال حقبة الثمانينات التي تولّى فيها الرئيس السّابق حسني مبارك الحكم. ونعى الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي وفاته، سائلا المولى عزّ وجلّ أن يتغمّده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنّاته. وولد عبد المجيد عام 1923 في محافظة الإسكندرية، والده هو مُؤسّس جمعية المواساة الخيريّة في الإسكندريّة محمد فهمي عبد المجيد، وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية عام 1944، ثم حصل على 4 دبلومات من جامعة باريس هي (دبلوم الدراسات العليا في القانون العام 1947 دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد 1948 دبلوم معهد القانون المقارن 1949 دبلوم معهد العلـوم السّياسيّة 1949 وحصل على الدكتوراة في القانون الدولي من جامعة باريس عام 1951 وشارك عام 1954 في المفاوضات المصرية البريطانيّة بشأن جلاء القوات الإنكليزيّة من مصر). وفي عام 1957 شارك في الوفد المصري الذي تفاوض مع الفرنسيّين لإعادة العلاقات المقطوعة بين البلدين بعد العدوان الثلاثي والذي توصّل إلى اتفاقية زيورخ بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وباريس. وحصل عبد المجيد على وسام الجمهورية وأوسمة أخرى كثيرة من فرنسا ويوغوسلافيا واليونان وإيطاليا والدانمرك وكولومبيا وألمانيا الاتحادية وسلطنة بروناي. ويعد عصمت عبد المجيد رئيس اللجنة القومية للدفاع عن طابا، التي تفاوضات على عودة طابا لمصر إبّان توقيع معاهدة كامب ديفيد، وظل يتفاوض مع الجانب الإسرائيلي حتى صدر الحكم في ٢٩ أيلول/سبتمبر ١٩٨٨ لمصلحة مصر بغالبية الأصوات، أربعة أصوات ضد صوت واحد هو صوت المحكم الإسرائيلي.