غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
تشهد المناطق المحاذية لخط التحديد شرق محافظتي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة تصعيدا إسرائيليا خطيرا، خلال اليومين الماضيين، بعد أن حوّل قناصة من جنود الاحتلال المزارعين ورعاة الأغنام وصيادي الطيور المهاجرة والمارة إلى أهداف لنيران أسلحتهم.
فيما عبر الاحتلال الإسرائيلي الاثنين عن قلقه من تزايد الأحدث الأمنية
في قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة متخوفا في الوقت ذاته من التصعيد.
وبلغت ذروة التصعيد، بعد أن أصيب طفل يبلغ من العمر 13 عاما بالرصاص،السبت بينما كان متواجدا قرب منزله المحاذي لمعبر "صوفا" شرق رفح.
وجاء في تقرير نشره موقع (واللا) العبري ظهر الأحد أنه " بعدما تم تسجيل خمس وقائع مختلفة على السياج الحدودي مع قطاع غزة نهاية الأسبوع الحالي، تشير تقديرات مسئولين عسكريين أن حماس تواجه صعوبات في فرض الهدوء على إثر الأزمة المالية".
وأضاف التقرير " أثناء نهاية الأسبوع حدثت في منطقة السياج الحدودي مع قطاع غزة عدد كبير من الحوادث بين قوات الجيش الاسرائيليي والفلسطينيين وخلال تلك الحوادث أصيب 6 فلسطينيين, وفي إحداها والتي وقعت بالقرب من معبر إيرز شمال القطاع استشهد شاب فلسطيني 24 عاماً بنيران الجيش الاسرائيلي".
وتابع التقرير" إن وتيرة الأحداث الأخيرة تظهر خشية الجيش من اندلاع تصعيد آخر على الجبهة الجنوبية وخرق الوضع القائم".
وتكاد لا تمر ساعة دون سماع دويّ إطلاق النار إسرائيلي، الذي غالبا ما يستهدف أشخاصا يتواجدون في أراضيهم أو مزارعهم، أو يسيرون في شوارع محاذية لخط التحديد، وأسفرت عمليات إطلاق النار التي وصفت بأنها الأكثر عنفا وخطورة منذ أكثر من عام عن إصابة أربعة مواطنين، بينهم مزارع وطفل شرق المحافظتين في غضون أقل من 24 ساعة، بينما منع إطلاق النار عشرات من المزارعين ورعاة الأغنام وصيادي العصافير المهاجرة من الوصول إلى الأراضي والمزارع القريبة من خط التحديد تحت طائلة الموت أو الإصابة.
ويعتبر مواطنون ومزارعون من سكان قرى وبلدات شرق المحافظتين أن التصعيد الإسرائيلي الأخير مقصود، كونه بدأ بعد انتهاء المنخفض الجوي واستقرار الأجواء، وهي فترة عادة ما تشهد ذروة النشاط للمزارعين ورعاة الأغنام الذين يتوافدون على الأراضي الزراعية بكثافة لزراعة محاصيل شتوية جديدة، أو متابعة الحقول والأراضي بعد تشبع الأرض بمياه الأمطار.
ويقول المزارع أحمد عيد وتمتلك عائلته أرضا في بلدة الشوكة الحدودية شرق رفح: إن جنود الاحتلال يتعمدون إطلاق النار تجاه المزارعين، خاصة من عادوا إلى أراضيهم بعد المنخفض، وأوضح أن جرارات زراعية كانت تقوم بحرث الأرض في البلدة تعرضت لإطلاق النار أكثر من مرة، بينما استهدف قناصة إسرائيليون رعاة الأغنام والشبان الذين يهوون صيد الطيور المهاجرة.
وأكد عيد أن تلك الاعتداءات خنقت المزارعين وجعلت عددا كبيرا منهم يمتنعون عن التوجه إلى أراضيهم، بينما يجتهد آخرون ممن تبعد أراضيهم مئات الأمتار عن منطقة الحدود من أجل التخفي عن أنظار الجنود قدر الإمكان، كي لا يكونوا هدفا لنيرانهم التي لا تتوقف عن الانطلاق تجاه الغرب طوال الوقت.
هذا وأشارت الإذاعة الإسرائيلية أن مسؤولين اسرائيليين في قيادة الجنوب يؤمنون حقاً أنه لا يوجد رابط بين الأحداث في شمال القطاع وجنوبه أثناء اليومين الأخيرين ومع ذلك فإن التقديرات تشير على اعتبار أن فلسطينيين كثر يصلون قرب السلك الحدودي سواء من أجل التظاهر أو وزرع العبوات أن هذا الأمر يشير إلى تراخي كبير في فرض الهدوء وخاصة بسبب شعور اليأس على إثر الوضع الاقتصادي الصعب والإغلاق (الحصار) .
وحسب الاذاعة يقول ضابط في جيش الاحتلال: سواء العزلة المصرية أو التدهور في الوضع الاقتصادي، هناك ازدياد في شعور الإحباط واليأس في غزة, إلى هذا الرأي انضم ضابط آخر في قيادة الجنوب مدعياً بأنه على الرغم أن حماس نجحت في غالبية الحالات بمساعدة السكان في القطاع أثناء المنخفض الجوي في الأسبوع الماضي فإن الضغط الكبير من الجانب المصري على الحدود يؤدي إلى أن حماس تعاني من ضائقة مالية خطيرة.
ويوضح الضابط ، أن حماس حاولت ممارسة الضغوط على مصر بواسطة دول أعضاء في الجامعة العربية لفتح المعابر الحدودية لكن مصر لم تستجيب, فالمصريون اتخذوا قراراً استراتيجيا بشل حركة حماس اقتصادياً وذلك امتدادا للضغوط التي يمارسونها على حركة الإخوان المسلمين وهذا يؤدي إلى زيادة الشعور بالإحباط".