رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس

القدس – وليد ابوسرحان كشفت مصادر إسرائيلية، الجمعة، عن أنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس لديه رغبة حقيقية في التوصل لاتفاق سلام مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، مساء الخميس، عن مسؤول إسرائيلي، وصفته بالكبير، قوله "رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو في الحقيقة ليس على استعداد للتقدم في المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين برعاية أميركية".
وأوضح المسؤول أنَّ "نتنياهو لا يرغب باتفاق مع السلطة الفلسطينية، وإنما يريد الحفاظ على مكانته في حزبه"، منتقدًا أداء رئيس الوزراء الإسرائيلي على ساحات عدة، من بينها الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، والعلاقات مع الولايات المتحدة، والبرنامج النووي الإيراني.

وأضافت الصحيفة أنَّ "المسؤولين الإسرائيليين يحاولون التقليل من أهمية الانتقادات السياسية في أوروبا، ومن المطالبة بفرض المقاطعة والعقوبات على إسرائيل، ولكن المستوى السياسي الكبير يقر بأنَّ الحديث عن مشكلة من الممكن أنَّ تمس بإسرائيل بشكل كبير، وسط مخاوف من أنَّ يشهد العام 2014 توسعًا في المطالبة بفرض المقاطعة على إسرائيل".
وتابع المسؤول أنَّ "إسرائيل في وضع مهتز وحساس جدًا، أكثر مما كانت عليه عام 1948"، معتبرًا أنَّ "أداء نتانياهو يقود إلى العقوبات الاقتصادية والمقاطعة"، وتساءل "هل نحن في حاجة إلى نصف مليون مستوطن في الضفة الغربية يقاتلون على 3%".

وأضاف أنَّ "المشكلة المركزية لإسرائيل ليست الحروب، وإنما الوضع الاقتصادي"، مشيرًا إلى أنَّه "لا حاجة لقرار من الأمم المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية أو مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، حيث يكفي أنَّ تبدأ بذلك دولة واحدة، لينتشر في كل أوروبا".
وأشار إلى أنَّ "إسرائيل دولة مصدرة، وأنه في ضوء الوضع مع الشعب الفلسطيني، واستمرار الاحتلال، فإن العالم ينظر إلى إسرائيل على أنها دولة أبرتهايد"، معتبرًا أنَّ "فرض المقاطعة على إسرائيل هو أخطر شيء، حيث أنَّ التدهور سيكون سريعًا جدًا".
وكتبت الصحيفة أنَّ نتنياهو قلق جدًا من هذه القضية، وأنه كرس نفسه لمنع إبعاد إسرائيل من المشروع "هورايزن 2020"، فيما عقب المسؤول الإسرائيلي على ذلك بالقول أنه "كان على الأوروبين أنَّ يتسمكوا بموقف، وأن هذا الموقف يجب أنَّ يكون أخلاقيًا، ويتمثل في أنَّ الفلسطينيين على حق، فهم يعيشون تحت الاحتلال، وإسرائيل هي الدولة المحتلة".

وأوضح أنه "لم يعد يعتمد على رغبة نتنياهو في التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، رغم تصريحاته العلنية بهذا الشأن"، مشيرًا إلى أنَّ "نتانياهو يطالب الفلسطينيين بالموافقة على مواقفه هو ورأيه هو".
وعن إيران، أضاف المسؤول أنه "بسبب صريخ نتانياهو تحولت إيران، في الأعوام الأخيرة، إلى دولة عظمى في قوتها الصاروخية بعد الولايات المتحدة"، وأضاف أنَّ "الجمهور لا يعرف ذلك، ولكن بسبب كثرة تصريحات نتانياهو فإن إيران عملت على تطوير قدرات صاروخية تعتبر متطورة جدًا على مستوى العالم كله".
وتساءل المسؤول "لماذا كان على نتانياهو مواصلة الصراخ كل الوقت بأن إسرائيل ستهاجم إيران"، مضيفًا أنه "كان يجب على نتانياهو أنَّ يوضح لإيران مدى قوة إسرائيل في مجال الضربة الثانية، وأنه في حال حصل شيء فإن إيران ستمحى".
وأضاف أنَّ "نتانياهو عوضًا عن ذلك قرر إطلاق التهديدات ومواصلة الصراخ، ونشأ وضع عملت فيه إيران على تطوير قدراتها في مجال الصواريخ، والتي لم تكن متوفرة لديها من قبل".

وعلى مستوى العلاقات مع الولايات المتحدة، أكّد "المسؤول الإسرائيلي أنَّ الإدارة الأميركية، وعلى رأسها الرئيس باراك أوباما، غاضبة من أداء نتانياهو في المسألة الإيرانية"، مشيرًا إلى أنَّ "تأييد إسرائيل في وسط الجمهور الأميركي في تراجع، وأن السكان الأفرو – أميركيين يشاهدون ما يحصل، ويسمعون انتقادات نتانياهو التي لا تنتهي ضد أوباما، وبدأوا يفقدون صبرهم"، معتبرًا أنَّ "نتانياهو يتعامل مع الولايات المتحدة بموجب ما كان عليه الوضع قبل 10 أعوام، حيث يتمسك بالجمهوريين، الحزب الخاسر، فالولايات المتحدة لم تعد بيضاء كما كانت ذات مرة، ونتانياهو يرفض أنَّ يفهم ذلك، الأمر الذي يسبب ضررًا لإسرائيل، ولمكانتها، وحجم التأييد لها".
وأنهى حديثه بالقول أنَّ "نتانياهو يريد أنَّ يكون تشرتشل كل الوقت، فهو يقتبسه بشكل مستمر، بينما في العالم الحديث يجب أنَّ يكون نيلسون مانديلا، أو البابا الجديد، الذي أسر العالم".