أنصار جماعة "الإخوان المسلمين"

وقعت اشتباكات عنيفة بين أعضاء جماعة "الإخوان" (الإرهابية قانونيا)، وأهالي منطقة حدائق المعادي في القاهرة، عصر الجمعة، وذلك بعد خروج مسيرات لـ"الإخوان" في المنطقة تندد باعتبارها "جماعة إرهابية". وأكّدت شاهدة عيان من المنطقة، تدعى هند محمد، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنَّ "مسيرات "الإخوان" خرجت من مساجد منطقة حدائق المعادي،ثم أطلقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع والخرطوش على المتظاهرين لتفرقة المسيرة".
وأوضحت محمد أن "عدد من المتظاهرين أطلقوا الأعيرة النارية ردًا على قوات الأمن، ما أثار الرعب بين أهالي المنطقة"، مشيرة إلى أنَّ "إدارة محطة مترو حدائق المعادي أغلقت المحطة، ولم يعد القطار يقف فيها، بسبب الاشتباكات الدائرة هناك".
وأوضح مصدر أمني في مديرية أمن القاهرة، لـ "العرب اليوم"، أنَّ قوات الأمن ألقت القبض على 10 من المنتمين للمسيرة.
وكان أنصار جماعة ""الإخوان" المسلمين" قد انطلقوا في مسيرات محدودة في أرجاء القاهرة والجيزة فور أداء صلاة الجمعة، وذلك في الجمعة الأولى بعد اعتبار الجماعة "منظمة إرهابية قانونيًا".
وخرجت المسيرات في القاهرة من مساجد في مناطق مدينة نصر ومصر الجديدة (شرق القاهرة)، فيما انطلقت مسيرات من مساجد الجيزة في مناطق العمرانية والطالبية .
ورفع أنصار "الإخوان" شعارات رابعة العدوية، وصور للرئيس المعزول محمد مرسي، مرددين هتافات مناهضة للجيش والشرطة والحكومة الموقتة في مصر.
وبعد انطلاق المسيرات أطلقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين، بغية فض المسيرات والسيطرة عليها، وذلك بعد نشوب اشتباكات بين المارة والمشاركين في المسيرة لوصفهم بـ "الإرهابيين".
وأكّد مصدر أمني في وزارة الداخلية أن هناك تشديدات على قوات الأمن أن تتعامل بكل حزم وقانونية مع المتظاهرين، المنتمين لجماعة "الإخوان" المسلمين.
وأوضح المصدر، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنَّ "قوات الأمن ألقت القبض على أكثر من 20 شخصًا ينتمون للإخوان، في مناطق القاهرة والجيزة، وسيتم إحالتهم للنيابة العامة للتحقيق معهم في التهم التي ستوجه إليهم، بعد اعتبار الجماعة التي ينتمون إليها إرهابية".
وفي المقابل تظاهر العشرات من المؤيدين للفريق أول عبد الفتاح السيسي، في ميدان التحرير، وسط غياب أمني، للتنديد بالعمليات "الإرهابية" الأخيرة التي استهدفت مديرية أمن الدقهلية وانفجار حافلة مدينة نصر.
وطالب المتظاهرون الجيش والشرطة التعامل بكل حسم مع أنصار جماعة "الإخوان" بعد اعتبارها "جماعة إرهابية".
وتظاهر أنصار السيسي وسط غياب أمني في الميدان حيث لم تتواجد قوات الشرطة في الميدان بعد صلاة الجمعة، بينما شهد الميدان انتشار المدرعات العسكرية فقط على جانبي الطريق وجوار المتحف المصري.
واتخذت قوات الأمن من الجيش والشرطة تدابير أمنية شديدة، صباح الجمعة، في الميادين الرئيسية، لمواجهة تظاهرات "الإخوان" التي تنطلق في الجمعة الأولى بعد اعتبار الجماعة "منظمة إرهابية" وفقا للمادة 86 من قانون العقوبات.
وكثفت قوات الجيش تواجدها في ميدان التحرير، حيث سمحت بعبور السيارات والمارة، واصطفت المدرعات العسكرية على جانبي الطريق وقرب المتحف المصري.
ووضعت قوات الجيش كمينًا أمنيًا قرب جسر قصر النيل، وأسلاك شائكة، لإغلاق مدخل الميدان، في أي وقت، حال الشعور بالاضطراب الأمني.
وفي ميدان رابعة العدوية، اتخذت قوات الأمن تشديدات أمنية، حيث أحيط الميدان بالمدرعات العسكرية، قبل انطلاق مسيرات "الإخوان"، التي دعا لها "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، الموالي لـ"الإخوان"، بغية التنديد بقرار اعتبار الجماعة "منظمة إرهابية".
أما محيط قصر الاتحادية، القريب من القصر الرئاسي (شرق القاهرة)، فقد شهد تشديدات أمنية من قوات الجيش والداخلية، حيث اصطفت أكثر من 10 سيارات أمن مركزي، ومدرعات للجيش، جانب أبواب القصر الرئاسي.
ودفعت قوات الحرس الجمهوري بالعشرات من الجنود خارج القصر، بغية تأمينه ضد أي مسيرات تتجه له، في إطار دعوة "الإخوان" للتظاهر.
وفي محافظة الجيزة، أغلقت قوات الأمن ميدان النهضة، فيما سمحت بمرور السيارات عبر محيط جامعة القاهرة، بغية منع تجمع مسيرات "الإخوان" فيه، فيما انتشرت عربات الأمن المركزي جوار حديقة الحيوان، القريبة من ميدان النهضة.
وشدّدت قوات الأمن من إجراءاتها في المناطق الرئيسية في الجيزة، مثل شارع مراد، وجسر الجامعة، خشية وقوع أعمال فوضى أو عنف، بينما كثفت قوات الأمن من وجودها أمام مديرية أمن الجيزة، ونشرت قوات الجيش والشرطة تشكيلات أمنية في ميدان مصطفى محمود، فيما تمركزت مدرعتان للجيش، و3 مصفحات شرطة أمام مدخل مسجد مصطفى محمود، وشهد الميدان هدوءًا تامًا وسيولة مرورية حتى الآن.
ورغم إعلان المتحدث باسم الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف عن أنَّ "من يشارك في تظاهرات جماعة الإخوان، سيعاقب بالسجن 5 أعوام، وقد تصل عقوبة من يقود المظاهرة إلى الإعدام"، إلا أنَّ "التحالف الوطني لدعم الشرعية" دعا، الخميس، إلى تنظيم مسيرات عدة هذا الأسبوع، تبدأ الجمعة، تحت مسمى "أسبوع الغضب"، ويأتي ذلك بعد إعلان الحكومة رسميًا جماعة "الإخوان" جماعة "إرهابية".
من جانبه، أكّد مدير إدارة الأمن في محافظة القاهرة عادل نجيب "تكثيف التواجد الأمني في مبنى المحافظة، وإنشاء بوابات إلكترونية، بغية الكشف عن المعادن، أو أية مواد غير قانونية".
وأضاف نجيب، في تصريحات صحافية، أنه "تم منع انتظار السيارات أمام أحد أبواب ديوان عام المحافظة"، مشيرًا إلى أنَّ هناك تنسيقًا يجري الآن مع إدارة المرور، بغية منع انتظار أية سيارة قرب المدخل الآخر للمبنى".