رجال الدفاع المدني والاطفاء يتجمعون في موقع الانفجار في بيروت

عبَّر وزير الداخلية اللبناني، العميد مروان شربل، عن "قلقه من تطورات الجريمة التي أودت بحياة الوزير السابق، محمد شطح، والمسار الذي قاد إليها"، لافتًا إلى أنها "للمرة الأولى يشعر فيها بالقلق، بعدما بلغت الأمور إلى هذا الحد". وبشأن دعوته إلى الحوار بين اللبنانيين، وكأن منفذي الجريمة لبنانيون، أوضح شربل ردًّا على سؤال لـ"العرب اليوم"، أن "دعوتي إلى الحوار، لا تدل على أن الجاني والمخطط والمنفذ لبناني، ولكن في حال كان هناك حوار بين اللبنانيين، يمكن أن نتجنب ردود الفعل السلبية، وفي حال حصول أية جريمة من هذا النوع، يمكن استيعابها بأسرع وقت ممكن، وبأقل الخسائر الممكنة على لبنان واللبنانيين".
وردًّا على سؤال بشأن ما وصلت إليه التحقيقات، أكد شربل، أنه "من البكر الحديث عن التحقيقات الجارية على أكثر من مستوى، فجميع اللبنانيين ينتظرون ذلك، لكن إذا لم يقترن الأمر بخطوات حوارية سنبقى في انتظار المزيد من الاختراقات المحتملة".
وفي السياق ذاته، أضاف مصدر أمني لـ"العرب اليوم"، أن "التحقيقات مستمرة على كل المستويات، وكل ما صدر من أرقام من المحتمل ألا يكون دقيقًا، فالأجواء الضاغطة التي رافقت الجريمة فرضت أداءً مرتبكًا في ساعات النهار، قبل أن تجري الإحصائية النهائية ليلًا".
وأشار المصدر، إلى أن "عدد شهداء التفجير بلغ 6، وهم الوزير، شطح، ومرافقه، و4 مدنيين، في بلغت أعداد الجرحى 66 جريحًا، ما عدا أولئك الذين قصدوا المستشفيات وأجريت لهم الإسعافات الأولية، وغادروها إلى منازلهم، بالإضافة إلى أولئك الذين أجريت لهم الإسعافات الضرورية في أرض الانفجار أو في مكاتب المؤسسات الواقعة في نطاق الانفجار، والتي تضررت بشكل متفاوت في نطاق زاد على 250 مترًا شعاعيًّا من مكان الانفجار".
وتابع المصدر، أن "التحقيقات النهائية أكدت أن السيارة المُفخَّخة هي السيارة الـ"سي آر في"، الذهبية، التي ظهرت في الكثير من الصور التي نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي، والتي وقفت بجانب الطريق، قبل تفجيرها"، موضحًا أن "التحقيقات العلمية ستقود إلى حسم حجم العبوة المُقدَّرة ما بين 35 و50 كيلوغرامًا من المتفجرات".
ولفتْ المرجع إلى "ضرورة انتظار المسح الذي تجريه الجهات المختصة للكاميرات المنصوبة في المنطقة، والتي جمعت كلها في فترة ماضية تمتد منذ 7 أيام، قبل موعد التفجير، وما يمكن أن توفره من معلومات عن تحركات مشبوهة في المنطقة، والوصول إذا أمكن إلى هوية الجناة المُنفِّذين".
وأكَّد المصدر، أنه "ليس هناك موقوفين، لكن التحقيقات تجري مع عدد قليل من المواطنين سواء أولئك الذين قدموا معلوماتهم، أو أن الجهات الأمنية اشتبهت في وجودهم في المنطقة، وهم لا يتجاوزوا عدد أصابع اليدين".
وفي تلك الأجواء وصل رئيس الحكومة المستقيلة، نجيب ميقاتي، إلى بيروت قاطعًا زيارته العائلية إلى الخارج، وتوجَّه على الفور إلى منزل شطح، ولبيت الوسط؛ لتقديم واجب العزاء في الشهيد إلى عائلته، وقيادة "تيار المستقبل".
وتلقى ميقاتي تلقى سلسلة اتصالات من شخصيات عربية ودولية، قدَّمت له تعازيها في استشهاد الوزير السابق محمد شطح، وعبَّرت عن تضامنها مع لبنان، في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به، كما أجرى الرئيس ميقاتي اتصالين بكل من الرئيسين؛ سعد الحريري، وفؤاد السنيورة، وعائلة الوزير الشطح مُعزِّيًا.
ومساء الجمعة دعت السفارتان السعودية والكويتية، في بيانين لهما، "مواطنيها في لبنان إلى مغادرته سريعًا، وحضت الراغبين في السفر إليه على التريث"، بينما دَانت سفارة اليابان في لبنان ومعها سفارات ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وروسيا، ومصر، وعدد آخر من الدول العربية والغربية في بيانات منفصلة، "التفجير الإرهابي الذي استهدف الوزير السابق محمد شطح في بيروت صباح الجمعة".