آثار الدمار في ريف دمشق

شهدتْ العاصمة السورية دمشق، حملة مداهمات واسعة في مختلف الأحياء، وسُجِّلت حالات اعتقال عدة، في ما تعرض ريفها لقصف جوي عنيف، وفي حلب سقط عشرات الجرحى والقتلى، في قصف استهدف سوقين تجاريين، أما في دير الزور؛ فتقدمت المعارضة على محور المطار العسكري. وشنَّت القوات الحكومية، السبت، حملة مداهمة وتفتيش في حي ركن الدين، في العاصمة دمشق، حيث قام عناصر الأمن بتفتيش عددٍ من المنازل الواقعة خلف أفران ابن العميد، وفي حارة وانلي، وتمّ تسجيل حالات اعتقال عدة، وأفاد ناشطون أن قوات الأمن ركّزت في بحثها على الفارين من الخدمة الإلزامية في القوات الحكومية، بالإضافة إلى التدقيق في عقود الإيجارات للمنازل السكنية. كما قامت القوى الأمنية بتنفيذ حملةٍ مماثلة في حي مساكن برزة، وتركّزت على المباني المجاورة للفرن الآلي ونادي الضباط، ولم ترد أنباء عن وقوع حالات اعتقال، في ما شهدت منطقة السخانة في حي الميدان انتشارًا أمنيًّا مكثفًا، وذلك تزامنًا مع حملة مداهمات لعددٍ من المنازل في المنطقة أيضًا، مع استمرار قوات الحكومة بقصفها المُكثَّف على مناطق في الريف الدمشقي، بالتزامن مع حملات للبحث عن المتخلفين عن الخدمة الإلزامية. وكشفتْ مصادر ميدانية، عن "سجلات سيطر عليها مقاتلي المعارضة بعد سيطرتهم على حاجز اللواء 68 في الغوطة الغربية، وتحوي السجلات أسماء المطلوبين لدى أفرع أمن القوات الحكومية". وألقى طيران القوات الحكومية، برميلًا متفجرًا، على بلدة الحسينية الخاضعة لسيطرة المعارضة بالقرب من خان الشيح، في الوقت الذي أسر فيه مقاتلو المعارضة 3 عناصر من القوات الحكومية في عدرا العمالية.
وتجدد قصف القوات الحكومية على مناطق في الحجر الأسود، ويبرود، والزبداني، ودوما، ومرج السلطان، بالتزامن مع اشتباكات بين الثوار والقوات الحكومية المدعمة بالميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية شرق ببيلا. أما في القنيطرة، فأعلنت فصائل عسكرية معارضة عن السيطرة على مدرسة "عين العبد"، التي تعتبر مقرًا للقوات الحكومية، وتمشيط منازل قريتها.
وأكد ناشطون، أن "كتائب "أكناف بيت المقدس" في درعا، وبالتعاون مع كتائب عدة في الجيش الحر، قامت بالسيطرة على المدرسة، بالإضافة إلى الهجوم على سرية القنطار". كما استهدف المقاتلون المعارضون معاقل القوات الحكومية في "تلال الحمر"، محققين إصابات مباشرة.
وفي حلب شن الطيران الحربي، التابع للقوات الحكومية، السبت، هجمات استهدفت حيي؛ طريق الباب، والميسر، في مدينة حلب باستخدام الصواريخ، ممّا أودى بحياة 10 أشخاصٍ على الأقل، وسقوط عشرات الجرحى في حصيلة أولية، فضلًا عن انهيار عددٍ من المباني السكنية بشكلٍ كامل، وتضرّر المباني المحيطة بها بشكل جزئي.
كما استهدفت إحدى الغارات السوق الشعبي في حي طريق الباب، ممّا أسفر عن مقتل 8 أشخاص بينهم نساء وأطفال، كما قُتل في الغارة الناشط الإعلامي، أحمد الحجي، وهو أحد مؤسسي جمعية "الكفاح" الخيرية. وقصفت المقاتلات الحربية 3 مواقع في حي الميسر، من بينها سوق الخضار، ولم يتبين بعد عدد الضحايا النهائي للقصف، السبت، إذ لا يزال البحث تحت الأنقاض مستمرًا.
وتجدّدت المعارك، السبت، بين قوات المعارضة والقوات الحكومية، على أطراف مطار دير الزور العسكري، حيث تمكّن مقاتلو المعارضة من السيطرة على أحد الأبنية التي تتمركز فيها القوات الحكومية، عند أول المطار، والذي يعرف باسم البناء الأبيض، كما قامت المعارضة ليل أمس باستهداف طائرةٍ حربية من طراز ميغ، وتفجيرها داخل المطار.
ولا تزال الاشتباكات مستمرة على أسوار المطار بالتزامن مع قيام القوات الحكومية بقصف ريف دير الزور الشرقي، وبعض أحياء المدينة، التي تقع تحت سيطرة المعارضة باستخدام المدفعية الثقيلة والصواريخ.
ويشار إلى أن كتائب المعارضة أعلنت، أمس الجمعة، عن سيطرتها على غالبية قرية الجفرة المحاذية للمطار العسكري، بالإضافة إلى السيطرة على مزرعة قائد المطار الواقعة بجانب المدخل الرئيس للمطار.
في حين شن الطيران الحربي التابع للقوات الحكومية، السبت، غارةً جويةً بالقرب من معبر باب الهوى على الحدود السورية-التركية في ريف إدلب، واستهدف القصف الجبل القريب من المعبر، ممّا أودى بحياة شخصٍ، وسقوط عددٍ من الجرحى.
وتعتبر تلك المرة الثانية التي يستهدف فيها سلاح الجو السوري معبر باب الهوى في أقل من أسبوع، حيث نفّذت المقاتلات الحربية، الأحد الماضي، غارتين على المنطقة الحرة في المعبر، ممّا أودى بحياة رجلٍ وامرأة، وجرح 3 آخرين، فضلًا عن احتراق سيارتي شحن، مما دفع السلطات التركية إلى إغلاق المعبر لساعات عدة.