بيروت ـ رياض شومان
يعلق اللبنانيون آمالاً كبيرة على زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الأحد للمملكة العربية السعودية ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، آملين أن يسفر هذا اللقاء عن مخرج لأزمة سياسية تعصف ببلدهم الذي يبقى بلا حكومة منذ 9 أشهر ويستعد لاستقبل استقحاق الانتخابات الرئاسية اعتباراً من 25
آذار المقبل، وسط أجواء مخيفة أشاعتها عودة مسلسل اغتيال قيادات قوى 14 آذار باغتيال الدكتور الشهيد الوزير السابق ومستشار الرئيس سعد الحريري رئيس تيار "المستقبل".
وتقول مصادر سياسية لبنانية مطلعة، صحيح ان لقاء قمة الرياض المرتقب بين هولاند و الملك عبد الله ، سيناقش ملفات مهمة تتعلق بالوضعين السوري و الايراني، الا أن الملف اللبناني سيكون جزءا مهماً من ملفات عدّة سيطرحها الرئيس الفرنسي والملك السعودي، لكنّ المهمّ في الإجتماع هو أن الدولتين تهتمان بلبنان وباستقراره وتسعيان للبقاء كقوتين سياسيتين فاعلتين فيه".
وتشير المصادر إلى أن " استقرار لبنان هو القاسم المشترك بين الدولتين، وفي حين تتريث المملكة حاليا في البتّ بمصير الإستحقاقين الرئاسي والحكومي، فإن فرنسا تبدو مستعجلة لإيجاد حل سريع لهما قبل 25 آذار/مارس المقبل، لأنها تعتبر أن الفراغ في سدة الرئاسة الاولى في لبنان سيؤدي إلى كوارث محتملة أمنيا وسياسيا ودستوريا، في ظل الفلتان الحاصل على جميع المستويات".
ورغم الأحاديث الصحافية والتحاليل التي تشي برغبة سعودية - فرنسية بالتمديد للرئيس ميشال سليمان، تبقى غير مؤكدة في القنوات الدبلوماسية التي تدرك جيدا رفض قوى 8 آذار التام وفي طليعتها "حزب الله"، لفكرة التمديد ولو المؤقت لسليمان وقد أُبلغ الأخير بذلك بشكل مباشر وصريح، في ضوء مواقفه الأخيرة من الحزب و سوريا واتفاق الطائف.
وفي الوقت "المستقطع" قبيل هذا الاستحقاق يجتهد المرشحون المحتملون من الموارنة لتسويق أنفسهم للإستحقاق كما هي العادة، بحيث يجري التداول في اسماء محتملة لرئاسة الجمهورية المقبلة وأبرزها النائب سليمان فرنجية القريب جدا من النظام السوري، وجان عبيد المحامي والصحفي السابق وأحد أهم المختصين إبان الحرب الأهلية بالعلاقة مع سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية، وأمين الجميل رئيس حزب الكتائب ورئيس الجمهورية السابق، فضلا عن رياض سلامة حاكم مصرف لبنان وأحد أهم العقول المصرفية في البلد وهو على مسافة واحدة من الأطراف السياسية ما يشكل نقطة قوة إضافية لديه. وبطرس حرب النائب حاليا والوزير السابق والمحامي المعروف باتزانه وقربه من قوى 14 آذار، وسمير جعجع قائد "القوات اللبنانية" صاحب الإرث الحربي الثقيل ما يجعله غير مقبول للرئاسة وخصوصا من فريق 8 آذار و"حزب الله"، والعماد ميشال عون الذي نسج علاقات سياسية مع "حزب الله" من دون أن يحظى بتأييد حقيقي منه للرئاسة. وأخيرا القائد الحالي للجيش اللبناني العماد جان قهوجي وهو رجل يحظى باحترام الجميع لكنّه مشغول بإطفاء الحرائق الأمنية المندلعة هنا وهنالك في أرجاء لبنان.