القاهرة – محمد الدوي/ أكرم علي
القاهرة – محمد الدوي/ أكرم علي
قال المتحدّث العسكري العقيد أحمد محمد علي إنّ في تاريخ مصر ومسيرة شعبها العظيم مشاهد ومواقف مجيدة وفارقة لا تحصى، استقرّت في سجلّ المجد والخلود. وأضاف أنّه في الرابع عشر والخامس عشر من كانون الثاني/يناير 2014 توّج شعبنا سجلّه المجيد بمشاهد أخذت بألباب العالم للجموع الحاشدة التي سعت من كل فج عميق
، في المدن والقرى، لتعلن كلمتها التاريخية الواضحة الفاصلة لصنع مستقبلنا بوحدتنا الوطنية، ولحرية إرادتنا فى العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، وللهوية المصرية السمحة المستنيرة، لبّى نداء مصر أبناؤها المخلصون الأوفياء من أجل بناء المستقبل، يسطر المصريون دستورهم، دليل عملنا الذي استلهمته قوى الشعب المصري من حقائق واقعه وتاريخه وثقافته وآماله.
وأضاف أن مشاهد اليومين الخالدين تشير بوضوح إلى دلالات حاسمة، فمشهد المرأة المصرية جدّة وأمّاً وابنة سيظل في التاريخ رمزاً على وعي المرأة المصريّة وتحديها الجسور لمحاولات الظلاميّين حرمانها من دورها عبر التاريخ في العمل والنضال والمشاركة في صنع المستقبل، وإن مشاهد الآباء والأجداد لهو رمز مؤثّر مبيّن ومشعّ بالحكمة المستنيرة، وكأنّه توصية للأجيال الجديدة، أن احذروا واعملوا وكونوا أفضل منا وعيا واستنارة وجسارة، وإن مشاهد الشباب لهو رمز واضح على مصر الشابة القوية التي تصنع مستقبلها بسواعدهم الفتية.
وقبل ذلك كله وبعـده كان مشهد أبناء القوات المسـلحة مع رجال الشرطة والأمن قيادة وضباطا وضباط صف وجنودا، آية ناصعة الدلالة على حبهم للوطن وأمانتهم وقدرتهم على الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين، وعلى قداسة التزامهم بأداء رسـالتهم بقوة وحكمة.
وأشار إلى إن المشهد هو النجـاح بعينه الذي يستحق التهنئـة والثناء والتمجيد لكل من صنع المشهد المجيد، جمـاهير الشعب، ورجـال القوات المسلحة، ورجال الأمـن، ورجال الإعـلام الذين كانوا صوت الوطن ضد صوت أعدائه.
ووصف المتحدث العسكري الشعب المصري بأنه "أول الشعوب الحرة" على وجه الأرض، مؤكدًا أن "الحالة الوطنية المصرية التي تعيشها الآن صعبة الانكسار أمام المطامع والمخاطر" حسب قوله.
وأكد في حديث للراديو المصري مساء الأربعاء، أن "القوات المسلحة حامية مستقبل الشعب الذي أعلن كلمته بكل رقي وتحضر"، مشددًا على أن مصر أمامها مستقبل كبير يبنيه أبناؤها بوحدتهم، ويتصدون من خلالها للمخاطر التى تحيط بهذا البلد.
وعن سير عملية الاستفتاء على الدستور أكد العقيد أحمد علي أن الأعداد التي خرجت في الاستفتاء ليست غريبة على الشعب المصري الذي أبهر العالم خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مؤكدًا أن ما يروج حاليًا بشأن عدم مشاركة الشباب في الدستور يأتي من قبيل المبالغة وتضليل الرأي العام للتغطية على نسبة الإقبال غير المسبوقة في تاريخ الاستفتاءات.
وأشار إلى أن عملية الاستفتاء تم تأمينها بواسطة 400 ألف من رجال وشباب الجيش والشرطة، وإن كانوا لا يصوتون دستوريًا، إلا أن قيامهم بالتأمين جسد مشاركتهم الوطنية لتوفير المناخ الآمن لتنفيذ عملية الاستفتاء".
وشدد المتحدث العسكري خلال حواره أن القوات المسلحة اضطلعت بمهمة تأمين الاستفتاء نظراً للظروف التي تمر بها البلاد، لافتًا إلى أن الهم الأكبر للقوات المسلحة كان تأمين الناخب وحمايته كي يدلي بصوته بكل حرية وأمان، مؤكدا أن إستراتيجية ترويع وترهيب المواطن المصري فاشلة وتعكس جهل الطرف الذي يقوم بهذه العملية بطبيعة المصريين.
ووجّه المتحدث العسكري الشكر والتحية رجال وشباب القوات المسلحة والشرطة القائمين على عملية تأمين الاستفتاء بهذا الشكل الآمن والحضاري، قائلا "ما نعيشه اليوم هو نتاج ثورتين عظيمتين، في كانون الثاني/يناير 2011 وحزيران/يونيو 2013، وهم وقودها وعنصرها الفعال وبحماية من قواتهم المسلحة، وحان الوقت ليجنوا ثمار جهودهم على مدار السنوات الثلاثة السابقة نحو التغيير والإصلاح" حسب قوله.