جنيف ـ رياض أحمد
يعود وفدا الحكومة و المعارضة السوريين اليوم الثلاثاء، الى طاولة المفاوضات غير المباشرة التي يديرها الدبلوماسي القدير الاخضر الابراهيمي مع الوفدين كلاً على حدة نظراً الى صعوبة التلاقي بينهما. وكانت الجولة الثانية من مفاوضات "جنيف 2" بين الحكومة والمعارضة السورية انطلقت أمس الثلاثاء، لكن الطرفين لم يلتقيا
في اليوم الأول إذ بدأ ممثل الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي الجولة بعقد لقاءين منفصلين مع الطرفين. ومن المرتقب أن تكون اللقاءات منفصلة اليوم أيضا، بعد أن كان الإبراهيمي جمع الوفدين في جلسات تفاوض الجولة الأولى التي انطلقت في 22 يناير/ كانون الثاني من دون الخروج باتفاق ملموس بينهما حول آلية التفاوض.
وفي تطور جديد، اقترحت روسيا علنا أمس تدخلا روسيا أميركيا مباشرا في المفاوضات السورية، بعد أن كانت الدولتان الداعمتان للمفاوضات تمارسان دورا غير مباشر لإبقاء السوريين على طاولة التفاوض. وأعلنت الأمم المتحدة، الاثنين أن الإبراهيمي سيجتمع بوكيلة وزير الخارجية الأميركية ويندي شيرمان، ونائب وزير خارجية روسيا غينادي غاتيلوف، في جنيف يوم الجمعة المقبل، في مؤشر على ضرورة إشراك البلدين في المفاوضات لدفع حل سياسي للأزمة السورية.
وقبل إعلان الأمم المتحدة مساء أمس الاثنين عن الاجتماع الثلاثي، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أمس، إن روسيا اقترحت عقد اجتماع لمسؤولين روس وأميركيين ومن الأمم المتحدة ووفدي الحكومة والمعارضة السورية في إطار محادثات السلام في جنيف، سعيا إلى تحقيق خرق سياسي للمفاوضات.
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ادغار فارغيز: "لقد دعمنا دائما التطبيق الكلي لبيان جنيف، وإذا كانت هناك اجتماعات إضافية ستساعد في دفع المفاوضات إلى الأمام فنحن مستعدون لبحث ذلك". وحتى الآن فإن اجتماع يوم الجمعة سيكون ثلاثيا ولا يشمل السوريين، لكن قد يتغير الموقف قبل انتهاء الجولة الحالية من المفاوضات التي من المرتقب أن تستمر أسبوعا. وفي حال اتفق على توسيع المفاوضات لتشمل واشنطن وموسكو مباشرة، تتوقع مصادر دبلوماسية أن يحدث ذلك خلال فترة وجيزة.
ويسعى الإبراهيمي إلى دفع الطرفين إلى الاتفاق على محورين أساسيين للمفاوضات. ويرغب الإبراهيمي في أن يكون وقف العنف والاتفاق على هيئة حكم انتقالية ركيزتين يتفاوض حولهما الوفدان السوريان بالتوازي، بالإضافة إلى نقطتين ثانيتين هما العمل على الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية والمصالحة الوطنية.
ويريد الإبراهيمي إعلانا صريحا من الطرفين بالالتزام ببيان جنيف ووقف العنف وتأسيس آلية الحكم الانتقالي، وهذا ما جاء في رسالة وجهها إلى الوفدين قبل بدء المفاوضات أمس. وبينما توافق المعارضة على هذا المبدأ، يشدد النظام السوري على أن يكون "وقف الإرهاب" هو المحور الأول للتفاوض.