صنعاء ـ عبد العزيز المعرس
أكَّد مصدر رفيع "زيارة وفد سعودي، الأربعاء الماضي، إلى العاصمة صنعاء، وسط تكتُّم رسمي شديد، والتقى بالرَّئيس هادي، مبلِّغًا إياه رسالة شفويَّة من الملك السُّعودي عبد الله بن عبد العزيز". وذكر المصدر قوله: إن الوفد السعودي كان يرأسه خالد الحميدان، ويرافقه السفير السعودي السابق لدى اليمن محمد الحمدان، الذين غادرا صنعاء
بعد لقائهما بالرئيس هادي في اليوم ذاته.
وقال المصدر، نقلا عن مصدر رئاسي رفيع: زيارة الوفد السعودي جاءت مفاجئة، وسرية وعاجلة، ولم يتم الإعلان عنها من قبل البلدين، وكانت هذه الزيارة بشأن قطر، بحيث أبلغ مبعوثا الملك عبد الله رسالة إلى الرئيس هادي من الملك السعودي، قدما فيها معلومات عن وجود تواطؤ ومؤامرة قائمة بين قطر والإخوان المسلمين في اليمن، وشخصيات قبلية ودينية يمنية، للتآمر على المملكة، وأن هذه الجهات قامت بعمليات تهريب أسلحة ومخربين إلى السعودية، تم القبض على هؤلاء المخربين واعترافاتهم موثقة، أكدوا فيها وجود مؤامرة لزعزعة استقرار وأمن المملكة بدعم قطري كلي وتنفيذ من قبل إخوان اليمن.
وأضاف المصدر "بعد أن قدم مبعوثا الملك عبد الله هذه المعلومات للرئيس هادي، أبلغاه رسالة الملك السعودي: على الرئيس هادي والشعب اليمني أن يختار بين قطر والسعودية، على أن يكون ذلك في رد صريح وموقف رسمي يمني معلن مساند للموقف الذي اتخذته المملكة والإمارات والبحرين بسحب سفرائها من قطر".
وقال مبعوثا الملك عبد الله للرئيس هادي: إن المملكة تريد موقفا رسميا معلنا، وإما ستعتبر اليمن ككل تتآمر عليها عبر "الإخوان المسلمين".
وتابع المصدر: حاول الرئيس هادي إقناع مبعوثي الملك بأن اليمن ستكون بعيدة عن أي شيء يمس السعودية، ولن تقبل بذلك، إلا أنهما أبلغاه أن السعودية تريد موقفا صريحا رسميا يصدر من الدولة اليمنية، وليس كلاما في الغرف المغلقة.
وطبقا للرسالة التي أوصلها مبعوثا الملك، فقد ربطت السعودية كل شيء بقرار ورد الرئيس هادي على الطلب السعودي، وتريد رد اليمن يكون رسميا، ويتضمن تضامنا معها ضد قطر، وقالا: إنه في حال لم يصدر أي موقف رسمي يمني بهذا الشأن فبلادهما ستعتبر سكوت اليمن موقفا مساندا لقطر، بل ستعتبره موقفا قطريا.
وقال المصدر: بعدها طلب الرئيس هادي سفيرة المملكة المتحدة لدى اليمن، جين ماريوت، والقائمة بأعمال السفارة الأميركية في اليمن كارين ساساهرا، اللتين زارتاه في رئاسة الجمهورية، الأربعاء، والتقتاه بشكل منفرد، وأبلغهما برسالة الملك عبد الله، والموقف التي تطالبه السعودية باتخاذه، وأبلغهما أنه في مأزق حقيقي، بحيث يصعب عليه اتخاذ قرار كهذا، لأن الإخوان جزء من منظومة الحكم باليمن وهم حلفاء لقطر، وعلى خلاف مع نظام "آل سعود"، وخصوصا بعد سقوط إخوان مصر. وقال الرئيس هادي: إنه حائر في مشكلة جديدة لم تكن في الحسبان.
وأوضح المصدر أن "القائمة بأعمال السفارة الأميركية والسفيرة البريطانية، وعدتا الرئيس هادي بأن تبحثا الموضوع مع بلديهما، وتقديم النصح له".