عمان ـ إيمان أبو قاعود
أكّدت مصادر حكومية وقضائية أردنيّة مقتل قاض برصاص جنود إسرائيليين، الاثنين، عند معبر الكرامة، أثناء توجهه إلى الضفة الغربيّة، فيما طلبت وزارة الخارجيّة الأردنية، من سلطات الاحتلال الإسرائيلي فتح تحقيق فوري في الحادث.
وأوضحت وزارة الخارجية الأردنية أنها تتابع تفاصيل الحادث، في حين لم يصدر أي بيان رسمي في
شأن مقتل القاضي الدكتور رائد علاء الدين نافع زعيتر، أثناء توجهه من الأردن إلى فلسطين.
وبيّن مدير المعابر الفلسطينية نظمي مهنّا أنّ القاضي القتيل يحمل الجنسية الأردنية، وكان قد غادر الأراضي الفلسطينية، في 26 تموز/يوليو 2011، وأضاف أنّه "من مواليد نابلس، في 24 نيسان/أبريل 1976"، مشيرًا إلى أنَّ "الحارس أطلق النار على أحد المسافرين، إثر مشادة كلامية وقعت بينهما"، ومؤكّدًا أنّه "لم تتضح بعد ملابسات الحادث".
وأكّد والد القاضي زعيتر، المحامي علاء الدين زعيتر، أنّه "لم يكن يعلم أن ابنه سيتجه إلى فلسطين"، مشيرّا إلى أنّه "رأه صباح الاثنين، وأخبره أنه سيتوجه إلى عمله كالمعتاد في المحكمة"، فيما أعلن المجلس القضائي الأردني عن أنّ القاضي زعيتر لم يتقدم بإجازة من عمله.
وأعلنت وزارة الخارجية، في بيان لها، عن أنّ "وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني ناصر جودة استدعى القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية لدى عمّان، وأبدى استنكار الحكومة الأردنية لحادث إطلاق النار على القاضي الأردني"، معتبرًا الحادث "أمرًا مرفوضًا"،
وطلب جودة من القائم بالأعمال الإسرائيلي "إبلاغ حكومته فورًا بأن الحكومة الأردنية تنتظر تقريرًا شاملاً بتفاصيل الحادث، وبشكل عاجل، وإجراء تحقيق فوري بالأمر، وإبلاغ السلطات الأردنية بنتائج التحقيق".
واستنكرت الحكومة الفلسطينية قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح الاثنين، بإطلاق النار بشكل مباشر، من مسافة قريبة جدًا، على القاضي الأردني زعيتر، مشدّدة على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بوقف الانتهاكات الممنهجة التي تقوم بها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لاسيما على الحواجز والمعابر.
وكانت مصادر إسرائيلية قد زعمت أنَّ "القاضي القتيل حاول خطف سلاح جندي إسرائيلي على معبر الكرامة (جسر الملك حسين) بين الأردن وإسرائيل"، فيما أكّدت مديرية الأمن العام الأردني أنَّ "الجانب الإسرائيلي أغلق الجسر أمام حركة المسافرين، حتى إشعار آخر".
إلى ذلك تداعى ناشطون أردنيون، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلى "اقتحام السفارة الإسرائيلية، مساء الاثنين"، كرد فعل على مقتل زعيتر.
وكان القتيل زعيتر قاض في محكمة صلح عمان، وخريج المعهد القضائي الأردني، ويحمل درجة دكتوراة في القانون.