دمشق - ريم الجمال
بث التلفزيون السوري الرسمي، منذ قليل، بيانًا من القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، بشأن سقوط مدينة يبرود الإستراتيجية، جاء فيه، "بعد سلسلة من العمليات النوعية لوحدات من الجيش العربي السوري، بالتعاون مع الدفاع الوطني، أعيد صباح الأحد، الأمن والاستقرار إلى مدينة يبرود ومحيطها في الريف الشمالي لمدينة دمشق، بعد القضاء
على أعداد كبيرة من الإرهابيين المرتزقة، الذين تحصنوا في المدينة، واتخذوا منها معبرًا لإدخال السلاح والإرهابيين إلى الداخل السوري".
ويأتي سقوط يبرود في يد القوات الحكومية، و"حزب الله" بعد حصار دام أكثر من 5 أسابيع، واشتباكات عنيفة، خسارة لتلك المدينة الإستراتيجية وضربة عملية ورمزية للمعارضة.
ومن جهتهم، أكَّد ناشطون من داخل يبرود، أنهم "شاهدوا حشودًا هائلة من عناصر القوات الحكومية المدعومة بعناصر "حزب الله" تدخل إلى قلب المدينة، ما أدى إلى انسحاب مسلحي المعارضة إلى أطرافها"، مشيرين إلى "أنهم لم يتلقوا أية مساندة للدفاع عن المدينة, وأنهم يتوجهون إلى قرى مجاورة، من بينها؛ حوش عرب، ورنكوس، وفليطة".
وأضاف "المركز الإعلامي في القلمون"، على صفحته الرسمية على موقع الـ"فيسبوك"، أنه "لا صحة لما ذُكر في وسائل الإعلام بشأن مدينة يبرود، ولا تزال معارك الكر والفر في المدينة مع قصف عنيف من قِبل القوات المهاجمة حتى اللحظة".
وكان التلفزيون السوري أكد على "سيطرة الجيش السوري بشكل كامل على مدينة يبرود"، مضيفًا، نقلًا عن مصدر عسكري، قوله، "أنجزت وحدات من جيشنا الباسل سيطرتها الكاملة على مدينة يبرود في ريف دمشق، وتقوم حاليًا بتمشيط المدينة وإزالة المتفجرات والعبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون".
وأعلنت وسائل الإعلام السورية الرسمية، "السيطرة على تلك المدينة، التي تُشكِّل آخر معاقل المعارضة في منطقة القلمون الإستراتيجية التي تبعد 75 كلم شمال دمشق، والتي تجاور الحدود اللبنانية، ما سيتيح منع أي تسلل لمقاتلي المعارضة إلى لبنان، وخصوصًا إلى بلدة عرسال (شرق)، ذات الغالبية السنية التي تدعم المعارضة السورية".
وأوضح مصدر عسكري، في وقت سابق لوكالة "رويترز"، أن "القوات السورية في يبرود باتت اليوم في المراحل النهائية من طرد مقاتلي المعارضة، الذين صمدوا هناك على مدى أشهر"، مضيفًا أن "القوات الحكومية أبطلت مفعول قنابل زرعها المُسلَّحون على الطرق".
وأضافت وكالة "يونايتد برس أنترناشيونال"، أن "الجيش السوري سيطر على المدينة كاملة، ويعمل على تمشيطها بعد انهيار دفاعات المسلّحين، ومقتل وإصابة عدد كبير منهم".
وأشار المصدر إلى الوكالة، أن "معظم مقاتلي المعارضة انسحبوا من يبرود، عند الفجر، بعد يوم من دخول القوات الحكومية المناطق الشرقية من البلدة، وسيطرتها على الكثير من التلال الإستراتيجية".
وتمثّل يبرود المعقل الرئيس والأخير لمقاتلي المعارضة، قرب الحدود اللبنانية، شمال دمشق، وسيساعد الاستيلاء عليها الرئيس بشار الأسد في تأمين الطريق البري بين معقله الساحلي المُطلّ على البحر المتوسط، والعاصمة دمشق، والتضييق على خط إمداد للمقاتلين عبر الحدود من لبنان.
وتُحقِّق الحكومة السورية مكاسب على طول الطريق البرّي، وكذلك في المناطق المحيطة بدمشق وحلب، خلال الأشهر المنصرمة، لتستعيد زمام المبادرة في الصراع الذي دخل عامه الرابع.
وجرت السبت، معارك طاحنة في يبرود، حيث أكَّد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن "معارك طاحنة تدور بين القوات الحكومية و"حزب الله" اللبناني وقوات الدفاع الوطني على أطراف مدينة يبرود، ترافقت مع قصف القوات الحكومية لمناطق في المدينة".
وأضافت مصادر المعارضة، أن "مدنيين وناشطين في المدينة فروا عبر الحدود اللبنانية ليلًا قبل سقوط يبرود".
ومع دخول النزاع السوري عامه الرابع، السبت، طالب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد الجربا، "العالم الحر بتزويد السوريين بوسائل لازمة لمحاربة حكومة بشار الأسد والجهاديين من أجل تحقيق الانتصار".
وأضاف الجربا، في رسالة نشرتها صحيفة "لوموند" الفرنسية؛ "لا شيء ولا أحد تمكن أو أراد إنقاذ الشعب السوري من صواريخ وقنابل بشار الأسد، ولا من التعذيب، حتى الموت في سجونه، ولا من الاختناق والموت بالغاز، وأسلحته الكيماوية".
وأوضح الجربا، "آن الأوان للعالم الحر مساعدة السوريين في الخروج من عزلتهم, وعليه أن يُؤمِّن لهم الوسائل لمحاربة بشار الأسد والجهاديين، ويجب أن يؤمن لهم الوسائل للانتصار نهائيًّا على الأسد وعلى الجهاديين".