بيروت - رياض شومان
أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان "أن حركة التغيير التي حدثت في مصر وإقرار الدستور الجديد أعاد تصحيح البوصلة في المنطقة العربية، بعد أن انحرف الربيع العربي نحو التطرف".
وقال في حديث إلى وكالة "أنباء الشرق الأوسط"، عقب استقباله بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضرس
الثاني، : "إن العلاقات المصرية - اللبنانية قديمة ومتجذرة ومرتبطة بقيم الاعتدال والتسامح والثقافة، واللبنانيون الذين فروا من لبنان وذهبوا إلى مصر طلبا للحرية، كانوا من كل الطوائف، مسلمين ومسيحيين، وكانوا أدباء كبار كتاباتهم ومؤلفاتهم ما زالت موجودة حتى اليوم".
وأضاف: "إن هذا الأمر يدعونا إلى التفاؤل، فهناك أمل كبير، نظرا لتطور الوضع في مصر، خصوصا بعد إقرار الدستور الجديد، وهو دستور معتدل أعاد التوازن إلى المنطقة العربية بعد أن اختل توازنها بسبب الربيع العربي، الذي انحرف إلى التطرف، لكن أعيد توجيه البوصلة بشكل جديد عبر الحركة الجديدة التي حدثت في مصر".
وتمنى "أن يكون هذا الدستور مقدمة لدساتير مناسبة في الدول العربية الأخرى التي حدث فيها تغيير للأنظمة والحكم"، وقال: "في لبنان نظامنا ديموقراطي قديم وعريق مبني على تداول السلطة، وسيستمر ويجب تعميق ممارسته بشكل أفضل. ونطلب من الدول العربية أن تشرك كل المكونات الاجتماعية في الشأن السياسي بصرف النظر عما يحصل عليه كل مكون من أصوات في الانتخابات".
وأشار إلى ما يقوله البابا تواضروس من أن "هذه الدول مبنية على أعمدة، وأحد الأعمدة هي الأقليات من كل الطوائف سواء أكانت كردية أم علوية أم مسيحية أم سريانية أم أقباط، فهذه كلها أعمدة لبناء هذه الأوطان".
وردا على سؤال عن تقارب مواعيد انتخابات الرئاسة في مصر ولبنان، وعما إذا كان يتوقع أن يتحقق الاستقرار في البلدين بعد إجرائهما، قال رئيس الجمهورية: "إن تداول السلطة مؤشر للاستقرار، ومن لديه مطلب يحققه بالانتخاب، والذي كان يسعى للوصول إلى السلطة ينتظر لمرات أخرى".
وعن مدى تفاؤله بإمكانية قدرة الساسة اللبنانيين على إيصال رئيس جديد للبلاد في ظل رفضه للتمديد لنفسه في المنصب، قال:"إن الأجواء ملائمة لانتخابات الرئاسة في لبنان هذه المرة ".